قالت مصادر تابعة للنظام السوري إن قوات النظام وصلت إلى مطار أبو الظهور العسكري في محافظة إدلب شمالي غربي سوريا، وتخوض معارك ضد مقاتلي هيئة تحرير الشام في الجهة الجنوبية الغربية من المطار.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر عسكري قوله إن قوات النظام وصلت إلى المطار أمس الأربعاء بعد سيطرتها على قرية تل سلمو المجاورة، وإن مقاتلي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) يمكن أن ينسحبوا باتجاه الغرب.
من جانب آخر، قالت مصادر حقوقية سورية إن قوات النظام "دخلت إلى مطار أبو الظهور الذي بات بالكامل تحت سيطرتها النارية"، بعد أكثر من عامين من سيطرة هيئة تحرير الشام عليه.
وفي وقت سابق، ذكرت شبكة شام الإخبارية أن قوات النظام أصبحت على أسوار المطار مع تواصل انسحاب هيئة تحرير الشام من القرى والبلدات بشكل سريع، في حين استهدفت الهيئة مواقع قوات النظام داخل قرية اسطبلات بقذائف المدفعية.
وقال الإعلام الحربي التابع للنظام إن قواته سيطرت على نحو عشرين بلدة وقرية في ريفي إدلب وحماة.
وقد بدأت قوات النظام والمليشيات الحليفة لها منذ 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي هجوما واسعا ضد هيئة تحرير الشام وفصائل إسلامية أخرى للسيطرة على الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، وتأمين طريق إستراتيجي شرق المطار يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق.
وجاء الهجوم رغم أن محافظة إدلب -مع أجزاء من محافظات محاذية لها- تشكل إحدى مناطق اتفاق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه في مباحثات أستانا في مايو/أيار الماضي برعاية روسيا وإيران وتركيا.
وتنفذ قوات النظام هجومها مع قصف جوي مكثف من سلاحي الجو الروسي والسوري، مما أدى إلى مقتل وإصابة المئات من المدنيين، ودفع آلاف العائلات إلى النزوح باتجاه مناطق أخرى في إدلب في رحلة مضنية.
من ناحية أخرى، قال مراسل الجزيرة إن سبعة مدنيين قتلوا وجرح آخرون في تفجير دراجة نارية ملغمة بحي القصور في مدينة إدلب.
المدنيون في الغوطة
من جهة أخرى، استمر القصف المكثف على بلدات الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق، إذ قال مراسل الجزيرة إن عدد قتلى الغارات الجوية هناك خلال 24 ساعة ارتفع إلى 35 مدنيا، معظمهم في مدينة حمّورية.
وقد قالت وكالة سمارت الإخبارية إن تسعة عناصر من قوات النظام قتلوا وأُسر ثلاثة آخرون أمس الأربعاء في عملية عسكرية لفصيل جيش الإسلام شرقي الغوطة الشرقية.
وفي غضون ذلك، تحافظ المعارضة المسلحة على تقدمها في مدينة حرستا في الغوطة لتمنع عزلها عن بقية مناطق الغوطة، رغم تعزيزات عسكرية استقدمها جيش النظام من مليشيات أجنبية ومحلية.
من جانب آخر، قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين إن تصعيد النظام السوري ضرباته الجوية على الغوطة الشرقية أدى إلى مقتل 85 مدنيا منذ 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأضاف في بيان أن حصار الغوطة الشرقية سبب كارثة إنسانية حيث تتعرض المناطق السكنية ليلا ونهارا لضربات من البر والجو.
وعبر المفوض الأممي أيضا عن قلقه بشأن مصير نحو مليوني شخص في محافظة إدلب حيث تتصاعد المواجهات بين قوات النظام ومسلحي المعارضة.