أكدّ الحاج جهاد طه نائب المسؤول السياسي لحركة "حماس" في لبنان، أن محاولة الاغتيال التي استهدفت الناشط في الحركة محمد حمدان أمس الأحد "تستهدف القضاء على قضيتي المقاومة واللجوء في الخارج"، مشيراً في سياق آخر إلى أن وكالة الأونروا باشرت في تقليص خدماتها للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وقال طه في حديث خاص بـ "الرسالة": "إن المحاولة تؤكد أن حماس مستهدفة في مواقع تواجدها المختلفة، كونها تتبنى مشروع المقاومة"، مشيرا إلى أن الجريمة تحمل بصمات الاحتلال الاسرائيلي، "الذي يريد القول إن كل عضو في حماس مستهدف سواء كان في لبنان أو أي بقعة أخرى".
جدير بالذكر أن الناشط محمد حمدان أحد كوادر حركة حماس في صيدا، أصيب ظهر الأحد، بجراح طفيفة، جراء انفجار سيارته الخاصة، بالقرب من محلة البستان الكبير بمدينة صيدا اللبنانية.
وشدد طه على أن الجريمة تمثل اعتداء على سيادة لبنان وليس حركة حماس وحدها، كما أنها تشكل اعتداءً على مشروع المقاومة الذي يراد شطبه عن الخارطة الوطنية الفلسطينية، مؤكداً أن الحادث يحمل بصمات وأصابع الكيان الاسرائيلي، و"لن يزيد حماس إلا قوة وإرادة"، وتابع "تعرف الحركة طريقها في الرد على أي عدوان إسرائيلي ضد أي مقاوم فلسطيني".
ورأى أن الحادثة غير منفصلة عن محاولات استهداف لبنان في ضوء التحريض الاسرائيلي الأخير على البلد ومقاومته، لافتاً إلى أن حركته تحترم سيادة واستقرار أي بلد عربي تتواجد فيه، مشددًا على أن حركته ستقف مع لبنان في أي حرب أو عدوان يشن عليه.
وذكر القيادي في حماس، أن واجب الحركة الوقوف بكل ما أوتيت من قوة إلى جانب كل بلد عربي يحتضن المقاومة، مشددا على أن اللاجئين الفلسطينيين لا يحملون أي مشروع أمني في لبنان، "وهم يتطلعون لحق العودة، الذي يراد استهدافه من خلال هذه الاغتيالات والسياسات"، وفق قوله.
تصفية الأونروا
ورأى أن الحادثة تأتي ضمن مشروع شامل تقوده الولايات المتحدة، يهدف للقضاء على عناوين الثوابت الفلسطينية ممثلة بالأرض واللاجئين والقدس، وفي القلب منها قضية اللجوء التي يراد شطبها عبر عدة محاولات كان آخرها قرار تقليص الدعم الأمريكي لوكالة "الاونروا".
وذكر أن واشنطن تسعى للقضاء على هذه المؤسسة الدولية في محاولة لقتل الشاهد الحي على قضية اللجوء، كما أن حصار غزة يستهدف القضاء على عمق المقاومة الفلسطينية في الداخل.
الأونروا بدأت بتقليص خدماتها في لبنان
وبينّ القيادي طه أن الأونروا بدأت تترجم عمليا قرارات التقليص في لبنان من خلال القرارات التي اتخذها مفوض العمليات بوقف التوظيف في المؤسسات التعليمية ووقف بعض المساعدات التي تقدم للمرضى في الملف الطبي، موضحاً أن "سياسة التقشف التي بدأت الأونروا باتخاذها قد تصل إلى مرحلة التصفية الكاملة لدور المؤسسة".
انعقاد المركزي
وفي غضون ذلك، شددّ نائب المسؤول السياسي لحماس في لبنان، على أن حركته ستمضي قدمًا في طريق حماية الثوابت بكل عناوينها، مشيرا إلى أن أبلغ رد على هذه المحاولات هو تبني مشروع المقاومة بكامل تفاصيله وخاصة من المجلس المركزي المنعقد في رام الله.
وأوضح أن المركزي مطالب ببلورة رؤية وطنية جامعة تحمي الثوابت، لا سيما بعد الإخفاق في التوصل الى أي مسعى للسلام بعد هذه المرحلة الطويلة من مسار المفاوضات منذ عشرين عامًا، داعيا إلى ضرورة ترسيخ المقاومة الشعبية في الأراضي المحتلة، وضرورة انخراط السلطة الفلسطينية في هذه الفعاليات لمواجهة مشروع تصفية القضية.
الحركة ستراقب مخرجات المركزي وستتخذ قراراتها في ضوئها
وأكدّ طه أن حركته رفضت عقد المجلس المركزي تحت حراب الاحتلال خشية من ممارسة الضغوط على المواقف الفلسطينية، مشيرا الى انه كان من المفترض أن يسبق عقد المركزي انعقادا للإطار الوطني المؤقت الذي يضم قادة الفصائل الفلسطينية من أجل تحديد العناوين الرئيسية لهذا الاجتماع.
ولفت إلى أن حركته ستراقب نتائج ومخرجات اجتماع المركزي، وستقرر في ضوئها خطواتها المقبلة بالتشاور مع الفصائل والقوى الوطنية، مبيناً أن الحركة تسعى لبلورة استراتيجية وطنية حقيقية لمواجهة مشاريع التصفية التي تتعرض لها القضية، مضيفًا:" نأمل أن يكون هناك مراجعة من المجلس المركزي، ويدنا لا تزال ممدودة لفتح وكل القوى الفلسطينية على قاعدة الشراكة الوطنية وفي طليعتها التوحد على أساس مشروع المقاومة".