قائمة الموقع

مقال: إخصاء شعب

2018-01-22T05:57:47+02:00
وسام عفيفة
وسام عفيفة

لماذا ينبغي ألا نستسلم لمحاولات الإخضاع والتركيع من خلال معركة الجيوب المفلسة التي تمارس ضد أهل قطاع غزة؟ والتصدي لمحالاوت التدجين المعنوي والترويض النفسي ضد أهل الضفة الغربية، عبر سياسة إسرائيلية -أمريكية، وفي كلا الحالتين تستخدم أدوات فلسطينية وعربية؟

الجواب يستدعي فهم سياسة إخصاء الشعوب كي يستفحل الاحتلال أو الحكام، وهي طريقة مستمدة من التاريخ حيث ظاهرة إخصاء العبيد القديمة منذ عهد الفراعنة، وعبر مختلف عصور العبودية.

وعليه يقفز السؤال: ماهي أوجه الشبه بين ما يجري في غزة على سبيل المثال من عملية إفقار وإذلال وابتزاز وتدمير للبنية التحتية للكرامة الإنسانية والوطنية مقارنة بإخصاء العبيد؟

حسب دراسات نفسية للمخصيين عبر التاريخ يتضح أن هذا السلوك كان يحقق لأسياده مزايا منها:

- لا يمر العبد المخصي بتقلبات البلوغ والتحولات الفكرية الناتجة عنه، فيظل وديعاً منقاداً كالطفل بينما يستمر جسمه وعضلاته في النمو، فيمكن بسهولة تسخيره وتوجيه ولائه وأفكاره والاستفادة من قواه الجسمانية.

- لا تتحرك فيه مشاعر التمرد والغيرة والنخوة المرتبطة بهرمونات الذكورة.

وقد اعتمدت عملية الإخصاء قديماً أسلوبين، أولهما الأسلوب الجراحي، وتصل نسبة الموت فيه إلى موت تسعة عبيد من كل عشرة..وثانيهما طريقة قبائل البغاء الغجرية في الهند التي كانت أقل إجراماً وتتلخص في عصر خصية الطفل منذ الصغر يومياً بانتظام حتى تضمر.

وعليه فان ما نتعرض له يمكن لنا أن نطلق عليه أيضا حرب القفازات الناعمة البيضاء في أيدي الجراحين، وهي حرب تستخدمها نظم الحكم الدكتاتورية عبر تقنية جديدة لإخصاء قطاعات كاملة من الشعب، فيما يشبه الطريقة الهندية، لكن بمفهوم جديد وهو عصر عقل المواطن يومياً بدلاً من عصر خصيتيه، من خلال ضغطه نفسيا ومعنويا تحت تأثير العوز وعدم إشباع حاجاته الاستهلاكية التي اعتاد عليها، ودفعه نحو التكيف مع مفاهيم الذل والخنوع والخضوع، وعدم الخجل من التسول، وإخماد مجسات الكرامة التي تعتمد على الشحن الوطني والإنساني تحت عنوان: تموت الحرة ولا تأكل من ثديها.

اخبار ذات صلة
هل يجوز إخصاء القط ؟
2021-08-15T10:21:00+03:00