قائمة الموقع

مقال: معبر رفح وتصريحات ليبرمان

2018-01-22T05:59:34+02:00
إبراهيم المدهون
إبراهيم المدهون

أخطر ما قاله ليبرمان في مقابلاته الصحفية الأخيرة ما تحدث به عن معبر رفح والذي قال فيه كلامًا غاية في الخطورة فهو يمس بمصر ودورها وسيادتها، والجانب المصري مطالب بالرد والتوضيح لأنه حمل إهانة موجعة لمصر ولسيادتها فقد قال بالحرف: نسعى إلى إشراك مصر معنا في الضغط على حماس، ورغم انشغال المصريين بالمشاكل الأمنية في سيناء، لكنهم يجرون تنسيقًا مكثفًا معنا في عديد من القضايا، ومنها إدارتهم لمعبر رفح، لدينا اعتبارات خاصة بنا بفتح معبر رفح، متى وكيف ولمن يفتح، رغم أن المصريين يحاولون الظهور كأصحاب القرار في ذلك.

خطورة كلام ليبرمان يتمثل في كشفه لحقيقة السيادة المصرية وتنسيقها على معبر رفح، وهذا يطرح سؤالًا واضحًا هل إغلاق معبر رفح بقرار إسرائيلي وعجز مصري؟ ولماذا تعمد إهانة الدور المصري بقوله "إن المصريين يحاولون الظهور كأصحاب القرار في ذلك"، فليبرمان تحدث بعجرفة واستهتار وكأنه الآمر الناهي والسلطات المصرية عبارة عن ألعوبة بيده

أدرك أن ليبرمان يبالغ إلا أن صمت السلطات المصرية يطرح عديدًا من علامات الاستفهام، خصوصًا في ظل انتشار التصريح والتركيز عليه من قبل الناشطين، وربما ما يثير المخاوف أن الحجة الرئيسة كانت هو وجود أمن غزة على المعبر، ورغم مهنية ووطنية وضبط وتطوير المعبر إداريًا وتنظيميًا وأمنيًا إلا أن المطالبات لم تتوقف لتسليم المعبر، إلا أن التسليم لم يفضِ عنه فتح للمعبر، بل زادت التعقيدات في عملية خنق غير مبررة لواقع غزة.

لا شك أن هناك واقعًا أمنيًا مقلقًا ومتعبًا في سينا، وربما كان للاحتلال يد في هذا التوتر عبر دعم بعض المجموعات المسلحة الوحشية التي تنفذ الجرائم، إلا أن الأمن المصري قادر على ضبط الحالة الأمنية وتأمين السكان وفتح المعبر على الأقل في الشهر أسبوعًا واحدًا، كما أن طرح مشاريع اقتصادية واستيعاب أهالي سينا عبر تحويل المنطقة إلى تجارة حرة سيصب في صالح الاستقرار وحفظ الأمن ونبذ التطرف والإرهاب.

المطلوب اليوم مواجهة السياسات الإسرائيلية عبر تجاوز حالات الحصار وتعزيز العلاقة بين مصر وغزة، والعمل على فتح معبر رفح وفق آليات مصرية فلسطينية وهو الرد الأنسب على ليبرمان.

اخبار ذات صلة