يتوالى الرفض الفلسطيني لزيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس للشرق الاوسط، والتي يرون فيها محاولة لتمرير صفقة الرئيس دونالد ترامب لتسوية القضية الفلسطينية وتسويقها في الدول العربية الملاصقة لفلسطين.
وكان من المقرر زيارة بنس قبل نحو شهر الا أنه أعلن عن تأجيلها بسبب الاحتجاجات العربية عقب إعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل.
وتعتبر زيارة بنس خطيرة على الفلسطينيين لأنهم يمثلون جزءا رئيسيا من صفقة القرن التي تهدف إلى تصفية القضية ويسعي بنس لتمريرها في ظل عدم وضوح ملامحها لحتي اللحظة، مع العلم أن السلطة الفلسطينية ترفض استقباله على خلفية قرار ترامب.
ودعت السلطة الدول الصديقة والشقيقة إلى عدم استقبال بنس"، داعية "جماهير العربية والإسلامية، إلى الخروج في مظاهرات ضد زيارته للمنطقة"، التي وصفتها "بالخبيثة".
وسيناقش ينس في جولته في الشرق الأوسط قرار ترمب الذي اعتبره "خلافا بين الأصدقاء"، مع أهمية الإشارة إلى أنه بدأ جولته الإقليمية التي تضم مصر والأردن و"إسرائيل" وكنت نقطة انطلاقه من القاهرة، أمس الأول السبت، لتستمر لمدة خمسة أيام، للقاء بمسؤولين لبحث التعاون الثنائي بين البلدين حول عدد من القضايا.
وعقب اجتماعات بنس في القاهرة وعمان، قال: "أبلغت السيسي التزامنا بالحفاظ على الوضع القائم للأماكن الدينية في القدس وسندعم حل الدولتين وملتزمون استئناف مفاوضات السلام"، وتعهد للأردن عدم المس بوضعية الأماكن المقدسة.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، سيستقبل يوم الإثنين في مكتبه بمدينة القدس المحتلة، "بنس" قبل أن يتوجه إلى الكنيست لإلقاء خطاب ولقاء رئيسه يولي ادلشتاين.
وسيلتقي بنس، الثلاثاء، الرئيس "الإسرائيلي رؤوبين ريفلين"، في القدس ثم يتوجه إلى متحف "الهولوكوست" ويضع إكليلا من الزهور، ومن الممكن أن تفرض زيارة بنس لإسرائيل واقعا جديدا على المقدسات الإسلامية، وهو ما تحدث عنه البيت الأبيض بخصوص تأكيد بقاء حائط البراق تحت السيادة الإسرائيلية، وهو ما يستفز مشاعر الفلسطينيين ومسلمين.
وفي الإطار قال المحلل السياسي طلال عوكل: إن زيارة بنس تهدف لتحقيق مساعي الولايات المتحدة لتسويق صفقة القرن وبعد إعلان ترامب أصبح من الصعب أن تتم الزيارة وفق الترتيبات الامريكية لأن الدول العربية رفضت استقباله".
وأكد عوكل في حديثه لـ "الرسالة نت" أن الزيارة في الوقت الحالي أصبحت استحقاق على بنس لإيجاد طريقة مع الأردن ومصر وإعادة ترتيب الأمور وفق السياسة الامريكية دون التراجع عن قرار ترامب.
وبين أن هناك محاولة تضليل للتعاطي مع الجهود الامريكية باتجاه الصفقة، مضيفا "اعتقد أنه لن يكون هناك نجاح للزيارة دون التراجع الأمريكي عن القرار".
وبدوره، قال علاء الريماوي: "إن زيارة بنس تهدف للعمل على وضع ترتيبات في المنطقة لتجاوز العقبات بتعاون سعودي مصري بالأخص بعد التسريبات من مكتب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات عن ملامح صفقة القرن".
وزعمت القناة العبرية الـ (14)، مساء الجمعة، إنها حصلت على تقرير مفصل من عريقات، يعرض فيه خطة ترامب للتسوية والتي تشمل ضم 10% من الضفة الغربية إلى "إسرائيل"، ولفتت إلى أن الوثيقة الفلسطينية تكشف أن نتنياهو ضغط على الرئيس الأمريكي لزيادة مساحة الضم إلى 15% من الضفة.
وأشارت القناة إلى أن التقرير مؤلف من 92 صفحة، وذكر فيه عريقات أن ترامب سيعلن الخطة في غضون شهرين أو ثلاثة أي بحلول شهر نيسان/أبريل المقبل.
وأكد الريماوي لـ "الرسالة نت" أن الهدف من الزيارة هو تأخير التعاطي مع موضوع المقدسات حتى يأخذ الاحتلال الفرصة الكافية من تهويد المقدسات ومصادرة الأراضي ونقل السفارة إلي القدس، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية لن تصمد طويلا في مقاطعة الولايات المتحدة.
وفي السياق، دعا منتدى الإعلاميين الفلسطينيين للمقاطعة الاعلامية لزيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، تحت عنوان "لا مرحباً ولا أهلا ولا سهلا وزيارتك مرفوضة ".
وأكد المنتدى في بيان وصل لـ "الرسالة نت" أن رفضه لسياسة الأمر الواقع التي تفرضها الإدارة الأمريكية بعد إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، مثمناً موقف الشعوب العربية الداعم للقضية الفلسطينية والرافض لقرار ترامب بشأن القدس، فإننا نتطلع الى موقف رافض لزيارة بنس أو أي من الزيارات التي تقوم بها الإدارة الأمريكية للمنطقة والتي من شأنها استفزاز شعبنا وتصفية قضيته.
وكان بنيس زار السبت جمهورية مصر العربية، وغادر إلى الأردن.
وكان البيت الأبيض أعلن أن بنس سيقوم بجولة في المنطقة، للفترة 20 - 23 يناير/ كانون الأول الجاري ستشمل مصر والأردن و"إسرائيل".
والجدير ذكره أن زيارة نائب ترامب تتزامن مع زيارة مرتقبة خلال الأسبوع المقبل لمبعوث الرئيس الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط، جايسون غرينبلات، لدولة الاحتلال بهدف "بحث دفع عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية.
الصحيفة نقلت عن مسؤول - لم تسمه - في البيت الأبيض أن إدارة الرئيس الأمريكي توقعت رد الفعل الذي أعقب قرار نقل السفارة، سواء على المستوى العربي أو الدولي، "لكنها ستواصل العمل لتحقيق السلام في المنطقة".