تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمواصلة عمليات "غصن الزيتون" ضد وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين شمال سوريا حتى تحقيق أهدافها، وذلك خلال جولة تفقدية مفاجئة لمركز إدارة العمليات بمدينة هاتاي أمس الخميس. جاء ذلك بينما وصلت تعزيزات عسكرية تركية جديدة إلى الحدود السورية لدعم العمليات العسكرية هناك.
وفي اليوم السادس من الهجوم توجه أردوغان مساء أمس إلى مركز إدارة عمليات "غصن الزيتون" في مدينة هاتاي على الحدود التركية السورية، حيث تفقد سير العملية واستمع إلى شرح من قائد الجيش الثاني الفريق ثاني إسماعيل متين حول مجريات العملية.
ورافق أردوغان في زيارته كل من وزير الدفاع التركي نورالدين جانكلي وبكر بوزداغ نائب رئيس الوزراء وقائد القوات البرية التركية فريق أول يشار غولر.
وأكد أردوغان خلال جولته أن العملية العسكرية ستتواصل "حتى تحقيق النتيجة" المرجوة منها، وتتمثل في "تطهير عفرين من الإرهابيين" وتسليم المنطقة لأصحابها الحقيقيين والسماح للاجئين السوريين في تركيا بالعودة إلى بلادهم.
في المقابل دعا الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في مقاطعة عفرين عثمان الشيخ عيسى أمس الخميس النظام السوري إلى التدخل لمنع الطائرات التركية من قصف المنطقة التي تتعرض منذ السبت الماضي لهجوم يشنه الجيش التركي إلى جانب فصائل من الجيش السوري الحر.
تعزيزات وتقدم
في غضون ذلك وصلت تعزيزات عسكرية تركية إلى قضاء إيلبيلي في ولاية كيليس وسط إجراءات أمن مشددة، لدعم القوات المنتشرة على الحدود مع سوريا حيث تجري معارك لليوم السادس بين وحدات حماية الشعب الكردية وبين مقاتلي الجيش السوري الحر المدعوم بقوات تركية.
وتتكون التعزيزات الجديدة من 20 شاحنة تحمل على متنها عربات نقل جنود مدرعة، وأخرى مضادة للألغام، إضافة إلى ذخائر.
وقال مراسل الجزيرة إن الجيش السوري الحر تمكن من قطع طريق عفرين-راجو بعد سيطرته على مجموعة من التلال في المنطقة شمال غرب عفرين. وأضاف أنه يحصّن المواقع التي سيطر عليها خلال الأيام الماضية في عفرين، تمهيدا لاستكمال الهجوم البري بدعم من الجيش التركي على مواقع الوحدات الكردية.
وأضاف المراسل أن طائرات تركية شنت سلسلة غارات على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين ومحيطها.
ومنذ بداية العملية، سيطرت القوات التركية وحلفاؤها على قرى وتلال شمال وغرب وجنوب غرب مدينة عفرين، لكنها اضطرت إلى التراجع في بعض المواقع، كما حصل في جبل برصايا الواقع غرب مدينة أعزاز (شرق عفرين). وتضم منطقة عفرين نحو 360 قرية.
وعن نتائج العمليات، ذكرت وكالة الأناضول أن الطائرات التركية دمرت 25 هدفا للوحدات الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية خلال عملية "غصن الزيتون" التي أطلقتها تركيا في شمال سوريا السبت الماضي.
وتحدث رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم الأربعاء في أنقرة عن تحييد أكثر من 300 من عناصر الوحدات الكردية التي تحدثت بدورها عن أكثر من 200 قتيل من العسكريين الأتراك، علما بأن أنقرة أقرت بمقتل ثلاثة فقط من جنودها.
وفي اليومين الماضيين، تباطأ تقدم الجيش التركي وحلفائه من فصائل المعارضة السورية المسلحة بسبب الضباب والأوحال التي خلفتها الأمطار المستمرة على شمالي سوريا وجنوبي تركيا.