مقال: انخفاض سكر الدم بين الأسباب والأعراض وعلاجه الفوري الصحيح

دكتور
دكتور

 

الدكتور /بسام أبو ناصر

أمراض باطنية وصدرية

طبيب أُسرة
 

كثيرا ما رأينا أو سمعنا عن  مصطلح  غيبوبة هبوط السكر المرضي أو غير المرضي

ومن هنا يجب أن نعلم  أن مستوى السكر في الدم عند الإنسان العادي الطبيعي يتراوح ، بين 65-110  ملغ / ديسيليتر، على الرغم من التغييرات الكبيرة في استهلاك السكر واستغلاله، أما عند رضى السكري فيتراوح بين 65-150  ملغ / ديسيليتر.

 

ومن هنا يمكن تعريف نقص سكر الدم بانخفاض قيمة السكر في الدم، لقيمة اقل من 45-50  ملغ / ديسيليتر. وأصبح الان معروفا أن المصدر الرئيسي للسكر في الجسم هو الغذاء.

 

 والحفاظ على مستوى السكر في الدم بواسطة يحدث عبر عمليتين معقدتين  :
أولا : تحليل السكر المخزون في الكبد، الذي يدعى الجليكوجين.
ثانيا : إعادة إنتاج السكر من جديد، بالأساس في الكبد وبصورة أقل في الكلى، وتسمى هذه العملية "استحداث السكر الهرمون الرئيسي المسئول عن تنظيم نسبة السكر في الدم هو الأنسولين؛ حيث أنه يخفض مستوى السكر في الدم، وعندما تنخفض نسبة السكر في الدم إلى أقل من  80 ملغ / ديسيليتر يتوقف إفرازه فورا .

 

وعندما ينخفض​​ مستوى السكر في الدم ل 65-70 ملغ / ديسيليتر تفرز عدة هرمونات، يكون نشاطها مضاداً لعمل الأنسولين.

ففي البداية يفرز الجلوكاجون  و الأدرينالين   اللذان يحفزان عملية تحليل الجليكوجين وإعادة إنتاج السكر، مما يؤدي إلى رفع مستوى السكر مرة أُخرى ، ومنع حدوث حالة نقص السكر في الدم؛ وفي وقت لاحق، يفرز أيضًا هرمون  النمو و الكورتيزول   اللذان يتميزان  بنشاط أبطأ ولكنه طويل الأمد .

 

فإذا حدث خلل ما ولم يستطيع الجسم رغم كل هذه الآليات  السابقة من ضبط نسبة سكر الدم  في نسبته الطبيعية يحدث هبوط السكر!!

 

أعراض انخفاض السكر في الدم (حسب نسبة سكر الدم) :

إن الحد الأدنى لانخفاض مستوى السكر في الدم، الذي تبدأ بعده الأعراض بالظهور، يختلف من شخص لآخر، ولكنها غالبا تبدأ عند:

  1. انخفاض في مستوى الجلوكوز إلى 55 ملغ / ديسيلتر بالتقريب، ترافقه أعراض مثل  : الصداع ، الخوف، التعرق، الدوخة ، الجوع، رعاش، رؤية ضبابية، شحوب الوجه، التعب غير المبرر، العصبية المفاجئة، صعوبة النوم، وخفقان القلب السريع.
  2. استمرار الانخفاض في مستوى السكر أقل من 50  مغ / ديسيلتر يسبب تغييرات في السلوك، تتضمن  :                       الارتباك وتدني في حالة الوعي ، صعوبة في التفكير بوضوح أو التركيز حتى التشنج ، فقدان الوعي والغيبوبة أو الموت.         كل هذه الظواهر، هي نتيجة لتناقص كمية الجلوكوز الواصلة للدماغ.

 أسباب انخفاض السكر في الدم:

  1. انخفاض نسبة السكر في الدم يمكن أن يحدث بسبب تناول جرعة عالية من أدوية  السكري وخصوصا زيادة جرعة  الأنسولين 
  2. تناول الأدوية لخفض السكر، رغم أنهم غير مصابين بالسكري عند علاج السمنة، علاج ظهور وكثافة شعر الجسد وخصوصا الوجه عند الإناث
  3. إتباع رجيم غذائي خاطئ، أو رجيم وحمية غذائية غير مراقبة طبيا  وخصوصا التي تتبع التجويع أو تناول الأعشاب التي تقوم بحرق الدهون بشكل غير محسوب، أو تعتمد على إحداث الإسهال الصناعي المفتعل .
  4. النشاط البدني الزائد غير المخطط له يؤدي إلى انخفاض في مستويات السكر في الدم.
  5. بعض الحالات الطبية، مثل التهاب الكبد أو اضطرابات الكلى
  6. الآثار الجانبية لبعض الأدوية مثل الأسبرين ، علاج الملاريا، والسل،  أو تناول الكحول.
  7. اضطرابات الغدد الصماء، مثل نقص الغدة الكظرية
  8. وجود ورم نادر في البنكرياس الذي يفرز الأنسولين، (ورم جزيري) .

مضاعفات انخفاض السكر في الدم

  1. عند تجاهل أعراض انخفاض مستوى السكر بالدم لفترة طويلة قد يفقد المريض وعيه، حيث أن المخ يعتمد على الجلوكوز بشكل رئيسي لأداء وظائفه.
  2. عند إهمال العلاج قد يعني ذلك دخول المريض في تشنجات، أو غيبوبة وقد ينتهي الأمر بالوفاة لا سيما عند مرضى السكر .

 التشخيص :    

يتم تشخيص انخفاض السكر في الدم عبر الفحص الإكلينيكي والتاريخ الطبي، بالإضافة إلى وجود :

  1. أعراض انخفاض مستوى السكر بالدم: إما التي تظهر عرضيا على المريض أو بإجباره على الامتناع عن الطعام طوال الليل لاختبار ظهور الأعراض من عدمه.
  2. قياس مستوى السكر بالدم ومخزون السكر .
  3. اختفاء الأعراض  فورا عند إمداد الجسم بالجلوكوز.

علاج انخفاض السكر في الدم العلاج الفوري للحالة:

  1. إذا كان المريض في حالة الوعي، يوصى بإعطاء السكر عن طريق الفم، بإعطاء المريض حلوى تحتوي على السكر ليتناولها بالفم أو إعطائه محلول سكري ( إذابة ملعقتين صغيرتين من السكر في كأس ماء  (150مللتر).
  2. أما للمرضى في حالة عدم الوعي، فيحقن السكر عن طريق الوريد.

ملاحظة هامة جدا : إذا توفرت الإمكانيات فيجب، عدم إعطاء السكر، إلا بعد أخذ عينة من الدم لقياس مستواه، للتأكد من أن أعراض المرض سببها نقص السكر في الدم.

  1. يجب في الخطوة الثانية فحص سبب نقص السكر في الدم، لتحديد العلاج الذي من شأنه منع وقوع حالات مماثلة في المستقبل. على سبيل المثال، ينبغي عند مرضى السكري الذين يأخذون جرعة إنسولين زائدة تخفيض الجرعة، أما عند المرضى الذين يعانون من ورم جزيري – في البنكرياس-  فيجب استئصال الورم.

الوقاية :

لكي يحمي الإنسان السليم نفسه من انخفاض مستوى السكر يجب أن يتناول عدة وجبات صغيرة مقسمة على ساعات النهار، أما مرضى السكري فيجب  عليهم اتباع خطتهم العلاجية بدقة، وعلى أي إنسان سواء كان مريض سكري أو إنسان سليم  أن يستشير الطبيب عند ظهور الأعراض الأولى لانخفاض سكر الدم  لتجنب المضاعفات.

البث المباشر