غزة- أحمد الكومي- الرسالة نت
شدد رئيس الوزراء الفلسطيني د.إسماعيل هنية، على أنه لا يمكن أن تقام دولة فلسطينية بدون قطاع غزة، مطالباً هيئة الأمم المتحدة بكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وبإلغاء أي إجراء يتناقض مع القانون الدولي.
وقال هنية خلال حفل تخريج الفوج التاسع والعشرين في الجامعة الإسلامية بغزة الأحد: "نحن لا ندعو إلى انفصال غزة عن بقية الأرض الفلسطينية (..) قلنا لا لخطة أفغيدور ليبرمان (وزير الخارجية الإسرائيلي) لفصل غزة عن بقية أجزاء الوطن".
وأضاف "إن غزة لا تبحث عن المواد الغذائية ونحن لا نستجدي أحداً فكرامتنا أقوى من ذلك (..) نبحث عن الحرية وعن العدالة والأمن"، موضحاً أن غزة تسعى لإنشاء ممر مائي ومر جوي إن أمكن للتواصل الجغرافي مع العالم.
وأوضح هنية أن حكومته ترحب بكل موقف يعيد الاعتبار لاحترام الديمقراطية الفلسطينية، قائلاً "نرحب بأي حوار مع أي دولة في العالم ونرفض الحوار مع الاحتلال الإسرائيلي لأن أي مفاوضات معه عبثية".
وأكد أن الحصار المفروض على غزة منذ ما يزيد عن أربعة أعوام منافٍ للأعراف والقوانين الدولية، مطالبا الأمم المتحدة برفع الغطاء عن المخالفات القانونية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ليل نهار.
واستغرب رئيس الوزراء من موقف الأمم المتحدة المنادي بتيسير قوافل المتضامنين الداعمة لصمود أهل غزة عبر قنوات وطرق محددة، وذلك حسب التصريحات الأخيرة للناطق باسم الأمم المتحدة الذي أكد أنه يقتصر دخول المساعدات إلى غزة عبر البر فقط.
وتابع هنية :" غزة لا تريد ولا تبحث عن مواد غذائية ولا تستجدى أحدا فكرامتنا أكبر من ذلك، فغزة تبحث عن الحرية والعدالة، وعن تواصل جغرافي مع العالم العربي والدولي".
فيتو فلسطيني
وحول دعوات الدول الغربية المنادية بضرورة الحوار مع حركة حماس، وفى ظل وجود اتصالات مستمرة بين الدول العربية والأوروبية، عبر هنية عن ترحيب حكومته بكل موقف يعيد الاعتبار لاحترام الديمقراطية الفلسطينية، قائلا:" ليس لدينا فيتو للحوار مع أي دولة، لكن لدينا فيتو للحوار مع الكيان الصهيوني ".
وفيما يتعلق بلجنة التحقيق الأممية التي شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لتقصى الحقائق حول المجزرة الإسرائيلية بحق أسطول الحرية في عرض البحر والتي راح ضحيتها تسع شهداء من الأتراك، قال هنية : نرجو أن تسفر نتائج التحقيق على ثلاث أمور مهمة للشعب الفلسطيني وللعالم أجمع، أولها ردع العدو الصهيوني عن مهاجمة سفن التضامن مع غزة وعدم إبقاءه خارج إطار الردع الدولي، وجلب قادة الاحتلال للمحاكم الدولية، والمساهمة في كسر حصار غزة.
ومضى هنية يقول:" نريد نتائج عملية ومصداقية وعلى الأمم المتحدة أن تأخذ دورها على هذه الأصعدة، وعليها أن تتقيد وتلتزم بالمعايير القانونية والإنسانية لردع الاحتلال الإسرائيلي".
ومع استمرار المخطط الإسرائيلي القاضي بتهويد مدينة القدس وإقامة الكيان المزعوم، ومتابعة لآخر الانتهاكات الحاصلة في المدينة المقدسة والتي كان آخرها قرار إبعاد النواب المقدسيين وسجن شيخ الأقصى رائد صلاح، طالب هنية بضرورة التحرك الفورى والعاجل لإطلاق سراح الشيخ صلاح، كونه أحد قادة أسطول الحرية والمدافع الأول عن المقدسات الإسلامية وأحد أعضاء مجلس أمناء الجامعة الإسلامية التي تحتفل بتخريج فوجها 29 بالتزامن مع قرار سجنه.
وأضاف:" إستراتيجية الحصار فشلت، والشعب الفلسطيني هو الذي انتصر، وستبقى غزة شوكة في حلق العدو، وسيخرج الشيخ صلاح من سجنه، وسننتقل معه لتحرير الأسرى والمسرى وعودة اللاجئين".
عطاء متواصل
وفي سياق احتفالات الجامعة الإسلامية بتخريج فوجها 29 من طلبتها المتفوقين، أكد المهندس جمال الخضري رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية أن فوج التخرج الحالي دليل خير وعطاء من قبل الجامعة الإسلامية التي وقفت صامدة أمام محاولات إخضاعها والتي كان آخرها قصف مبانيها من قبل العدو الصهيوني في الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
وقال الخضري:" منذ عام 1982 كان عدد الطلاب 130 طالب وعدد خريجي الجامعة 3 فقط ، لكن في عام 2011 وصل عدد الطلاب والطالبات إلى 25 ألف وعدد الخريجين إلى 3500 طالب وطالبة".
وشدد على أن الجامعة الإسلامية استطاعت أن تنافس العديد من الجامعات العربية والدولية بدليل حصولها على عدد من الجوائز الدولية والتي كان آخرها جائزة البنك الإسلامي للتنمية والتي حصلت عليها كلية الهندسة بالجامعة بمشاركة 52 دولة بمؤسساتها العملية والبحثية الأكثر تميزا.
ولفت إلى قيام الجامعة بإطلاق العديد من البرامج والمشاريع المميزة والتي كان آخرها إطلاق مشروع فضائية الكتاب على مدار النايل سات، بالإضافة إلى إذاعة القرآن الكريم التعليمية.
وتابع :" في القريب العاجل ستبدأ الجامعة بتدشين المدينة الطبية الجامعية والتي تشمل على المستشفى الجامعي الأكبر من نوعه في القطاع، بالإضافة إلى التخطيط لبناء المدينة الإلكترونية فى المستقبل القريب".
وأكد الخضري على أن الجامعة ستستمر بكل ما تملك لتقديم وجهات النظر، وستمضى نحو الوحدة ونحو لملمة الصفوف.
وفى نهاية الحفل قدمت الجامعة الإسلامية درع الوفاء لدولة رئيس الوزراء إسماعيل هنية تقديرا لجهوده في خدمة الشعب والقضية الفلسطينية.