قائمة الموقع

محاولات نهوض مقاومة الضفة تصطدم بالتنسيق الأمني

2018-01-31T13:00:19+02:00
غزة-محمد العرابيد

تصطدم محاولات المقاومة في الضفة الغربية المحتلة للنهوض ومواجهة انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه التي تستبيح مدن الضفة بمتانة التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

ومؤخراً، أقر أمن السلطة بتفكيك حقل عبوات ناسفة نُصبت لاستهداف آليات جيش الاحتلال على إحدى الطرق شمال طولكرم شمال الضفة المحتلة. وأظهرت صور جرى تداولها أنه تم نصب العبوات بشكل هندسي على إحدى الطرق بين بلدتي علار وعتيل شمال طولكرم.

تفكيك السلطة حقل العبوات، يؤكد أن المقاومة بالضفة تسعى جاهدة وبكل الإمكانيات المتاحة أمامها للنهوض مجددا والتصدي لجيش الاحتلال، إلا أن هذه المحاولات تصطدم بالإجراءات الأمنية للسلطة ومحاربتها للمقاومة من خلال التنسيق الأمني وتشكيل وحدات أمنية للتنصت على الفلسطينيين، وذلك بهدف منعهم من تنفيذ عمليات ضد الاحتلال.

وحذر وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان وضباط (إسرائيليون) كبار من محاولة فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس تنفيذ عمليات في الضفة، وذلك بعد أسابيع قليلة من قتل مستوطن إسرائيلي (حاخام) برصاص مقاومين فلسطينيين في نابلس.

ورغم تهديد السلطة بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال على إثر اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل) إلا أنه لم يتوقف فعلياً، فيما بدا وفق مراقبين "مجرد رصاصات في الهواء لامتصاص غضب الشارع الفلسطيني الذي ينادي كل صباح ومساء بوقف التنسيق الأمني.

 التنسيق عقبة أمام المقاومة

ويقول عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" ورئيس مكتب العلاقات الوطنية حسام بدران: "إن التنسيق الأمني مع الاحتلال ما يزال هو العقبة الأكبر في وجه تطور المقاومة في الضفة بكل أشكالها خاصة العمل المسلح".

وأضاف بدران في حديث لـ "الرسالة": "لا يعقل أبدا أن تستمر سياسة التنسيق الأمني المنهجية، في كبح المقاومة في الضفة، وهي لا تخدم سوى الاحتلال"، معتبراً التنسيق "جريمة تتعارض مع اتفاق الفصائل عام ٢٠١١، وكذلك تتناقض مع الموقف الشعبي الفلسطيني العام، وتخالف أيضا قرارات المجلس المركزي الأخير".

وشدد على أن المقاومة في الضفة قدرها أن تعمل في أصعب الظروف، وفي ظل الملاحقة الحثيثة التي تشنها أجهزة السلطة والاحتلال في وقت واحد وبمختلف الوسائل، ومضى يقول: "نحن واثقون بأن إنجازات المقاومة تجر بعضها بعضاً، ونجاح أي عملية يشجع ويدعم تنفيذ المزيد ضد الاحتلال ومستوطنيه".

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، على أن الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة تمتلك القدرة على المبادرة والابداع والابتكار للتصدي للاحتلال، وليس أدل على ذلك من عملية نابلس البطولية، مشيرا إلى أن المقاومة بالضفة تحدث اختراقات متتالية ونجاحات واعدة رغم كل التحديات.

وكان المجلس المركزي الفلسطيني لمنظمة التحرير، قرر بداية الشهر الحالي بتكليف اللجنة التنفيذية بتعليق الاعتراف بـ(إسرائيل) لحين اعترافها بفلسطين، ووقف التنسيق الأمني والاتفاقية الاقتصادية مع الاحتلال، والطلب من اللجنة التنفيذية بالبدء في تنفيذ ذلك.

  التنسيق يكبح المقاومة

كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل المحتل، قال إن التنسيق الأمني الذي تمارسه السلطة مع الاحتلال، يكبح جميع محاولات مقاومة الضفة في التصدي للجيش الإسرائيلي ومستوطنيه.

وأوضح الخطيب في حديث لـ "الرسالة"، أن المقاومة في الضفة تحاول النهوض مجددا إلا أن سياسية "التنسيق الأمني" الذي تقوم به أجهزة أمن السلطة تشكل عنصرا ضاغطا عليهم.

وشدد على أن السلطة هي مهندسة سياسية التنسيق الأمني والتي بموجبها تلاحق كل الفلسطينيين الذين يتصدون لقرارات الاحتلال، ومن يرفع صوته للتصدي للمشروع الأمريكي الذي يهود المنطقة.

 التنسيق جريمة

بدوره، أكدّ ممثل حركة الجهاد الإسلامي في طهران ناصر أبو شريف، أنّ استمرار السلطة الفلسطينية في مشروع التنسيق الأمني، يعدّ جريمة وخيانة كبرى من شأنها إضعاف مواجهة الشعب لصفقات التسوية القادمة على القضية الفلسطينية.

وقال أبو شريف لـ "الرسالة": إن ّ"التنسيق الأمني لم يحقق أدنى فائدة سوى لأصحابه الذين لا يزالون على رأس عملهم، والسلطة الفلسطينية باتت تدرك يقينًا أن هناك صفقة قادمة قد تطيح بالقضية الفلسطينية، وتدرك أنها وصلت إلى حالة من اليأس والعجز بشكل غير مسبوق من قبل".

في حين، أدان النائب عاطف عدوان إقدام أجهزة أمن السلطة في الضفة على تفكيك عدد من العبوات الناسفة نُصبت لاستهداف آليات جيش الاحتلال على إحدى طرق شمال طولكرم.

واعتبر عدوان، في تصريح صحفي، أن تفكيك العبوات خدمة لأمن الاحتلال ضمن سياسة التنسيق الأمني المرفوض وفي ظل استمرار عدوان الاحتلال على شعبنا الفلسطيني، مضيفاً "أن مرجعية التنسيق الأمني مع الاحتلال هو السيد محمود عباس، وهذا عار يلطخ كل من يعمل ضمنه، فالشعب الفلسطيني يرفض التنسيق الأمني باعتباره مخالف لإرادة كل وطني شريف".

وطالب بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، معتبراً ذلك مطلباً شعبياً ووطنياً للكل الفلسطيني، "وهو ما جاء في بيان المجلس المركزي الأخير الأمر الذي لم يتم تطبيقه فعلياً علي أرض الواقع".

ورغم تعرض مدن الضفة بشكل شبه يومي لاقتحامات جيش الاحتلال، إلا أن محاولات المقاومة للنهوض مجدداً تؤكد عزيمة الشعب الفلسطيني وإصراره على كنس الاحتلال مهما طال الزمن.  

اخبار ذات صلة