الرسالة نت-خليل مصطفى
بينما يحاول بنيامين نتنياهو تبرير إحباط صفقة التبادل مع حركة المقاومة الإسلامية حماس بمزاعم أن إطلاق سراح أسرى "ملطخة أيديهم بالدماء" يشكل خطرا امنيا على "إسرائيل"، تتزايد الضغوط الشعبية ومطالبات الشارع الصهيوني بإنجاز الصفقة بعد مضي أربعة أعوام على أسر الجندي جلعاد شاليط .
ولم يستبعد مختصون في الطب النفسي أن يصاب جلعاد شاليط بارتفاع الضغط جراء طول انتظاره بوعد حكومته التي وعدتهم بإرجاعهم إلى بيوتهم سالمين في حال الأسر، وكثرة ما يفكر بأهله وأصدقائه هناك في بلادنا المسلوبة منذ عام 48، ويقينه بأن كيانه بات يكذب عليهم وقد تخلى عنهم، ولعل قتل الجنديين الذين تم اختطافهما من قبل القسام في معركة الفرقان أكبر دليل على ذلك.
أعتقد أن هذا الوقت هو وقت "العض على الأصابع" بين حركة حماس التي ما زالت مصرة على موقفها الصلب في تحرير أسرى المؤبدات العالية أو "الملطخة أيديهم بالدماء" كما يسميهم الاحتلال، وبين الاحتلال الذي لطالما عرف عنه المماطلة ولكنه سيخضع بإذن الله وإلا فإن كان يحلم بأن تتنازل حماس عن شروطها فليحلم للأبد.
أطباء نفسيون أكدوا أن هناك علاقة وطيدة بين الحالة النفسية ومرض القولون العصبي، فالمرضى الذين يعانون من اكتئاب، يوجد عندهم القولون العصبي بنسبة أكبر من الأشخاص الآخرين، فما بالنا بجندي صهيوني عاش طيلة حياته في رفاهية واليوم يذوق ما يذوقه آلاف من أسرانا في السجون الصهيونية.
أتوقع أن أربعة أعوام من المماطلة الصهيونية هي بحد ذاتها سببا كافيا بان يصاب نوعام جلعاد –والد شاليط- بأمراض الاكتئاب والقولون العصبي فما بالكم بالأسير جلعاد.
يبدو أن (إسرائيل) لم تعد تفي بوعدها لجنودها الأغبياء، الذين تعتبرهم فئران التجارب فهي مسئولة عن بعثهم إلى أرض المعركة ولكنها غير مسئولة عن إعادتهم إلى بيوتهم سالمين، ولعل قضية شاليط وما جرى في معركة الفرقان العام الماضي كانت أكبر دليل على ذلك.
على الجمهور الصهيوني المضلل ممارسة الضغط بشكل أكبر على حكومتهم المماطلة من أجل الإسراع في صفقة التبادل مع حركة حماس وإلا فمن يضمن ألا يصاب شاليط بأمراض نفسية (قولون عصبي أو حتى الضغط) في حال لم يصب بها بعد؟؟!