بداية الحدث فجر اليوم كان بدخول طائرة إيرانية بدون طيار لجمع المعلومات في شمال فلسطين.
المضادات الأرضية والجوية الصهيونية قامت بإسقاطها وأغارت على القاعدة الإيرانية التي انطلقت منها الطائرة لقصف نقطة انطلاقها، فرد السوريون بإطلاق صواريخ مضادة للطيران، فأسقطوا طائرة اف ١٦ من نوع صوفا.
الجديد قرار الرد السوري على الهجمات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، لكن منطق الاستكبار والعنجهية لا يستوعب الندية من أي طرف كان، ويستكثر أن يُرد على طائراته وإسقاطها وهي تعتدي على سيادة الدول.
لكن السؤال المطروح هل يشكل هذا الحدث بداية حرب؟
بشكل واضح الإيرانيون والسوريون وحلفائهم لا يعتقدون أن اندلاع حرب في الوقت الحاضر يخدمهم ويحقق أهدافهم، لكن هذا لا يعني عدم محاولة تعديل قواعد الاشتباك وتحسينها لصالح حماية الأجواء السورية، ومن ثم المصالح الحيوية والاستراتيجية فيها.
العدو الصهيوني:
لا يرى بانفجار الأمور وخروجها عن السيطرة في منطقة الشمال مصلحة صهيونية في الوقت الحاضر، ولن يترك حدثاً بهذا المستوى وهذه الأهمية حسب معاييره ومنطقه الاستعلائي أن يؤدي إلى حرب لا يعتقد أنها تحقق مصالحه، خاصة أن دولة الاحتلال تقوم بعمليات قصف في الشمال تستهدف مواقع وقوافل ومخازن أسلحة، فلا تشكل أي مواجهة فرصة للعدو يقتضي اقتناصها واستغلالها لتحقيق أهداف سياسية أو عسكرية أو أمنية عكس تصنيف لبنان وأهميتها وحاجة العدو لاستغلال أي مواجهة من أجل ضرب أهداف حيوية واستراتيجية تشكل خطراً في قيمتها وقيمة وخطورة الجهة التي تشرف عليها .
إذن فما هو المتوقع والمطلوب من الصهاينة في ظل هذه المعادلة في الشمال؟
١) لا يمكن للعدو إلا أن يرد وهو يفعل ذلك في الوقت الحاضر، لكن هذا الرد سيراعي عدم تجاوز الخطوط الحمر لانفجار حرب شاملة في الشمال تتجاوز حد هدف الانتقام الاستعراضي وتأكيد حالة الردع .
٢) موسم السياحة ووجود عشرات الآلاف من السياح الذين يدعمون السياحة في الشمال ويثبتون بقاء الصهاينة على جبهة ساخنة يمنع دولة الاحتلال من التصعيد.
٣) عدم إطلاق تصريحات سياسية أو عقد اجتماعات على مستوى الحكومة والكابينيت يندرج في إطار الاستعداد لاستيعاب الحدث وتطويقه.
٤) من الآن وصاعداً على العدو إعادة النظر في الخطاب الموجه للجمهور الصهيوني وعليه وضع الأمور في نصابها بعيداً عن الحدية إما حرب أو سلم؛ إذ أن المنطقة الرمادية تقتضي الاستعداد لتعلم استيعاب الأحداث والتعايش معها بعيداً عن منطق الحرب أو الاستسلام .
٥) منطق الاستكبار والاستعلاء " ما أريكم إلا ما أرى" يقترب من النهاية، ونحن على أبواب مرحلة الندية وكسر الأنف وطأطأة الرؤوس في الصراع مع العدو.
في النهاية نلخص أن اليوم كان مميزاً في الشمال لخص محاولة كلا الطرفين تشكيل المشهد بما يخدم مصالحه ويحافظ على قواعد الاشتباك
الايرانيون والسوريون أرسلوا رسائل واضحة لا يمكن استمرار استباحة الاجواء والأراضي السورية دون رد، والاسرائيليون يباشرون الرد الاستعراضي بالقصف الجوي في اجواء سوريا وارسال رسائل مفادها انهم لن يوافقوا على التعديل والتغيير لقواعد الاشتباك، لا رغبة للطرفين في الحرب، لكن الرغبة ليست آخر المطاف، فحروب كثيرة وقعت بالخطأ وعكس رغبة المتحاربين والايام والاسابيع القادمة ستبدي لنا مسار الأحداث واتجاه الامور إلى أين ؟