قائمة الموقع

مقال: هل أنت واثق انك لا تعاني من ارتفاع ضغط الدم؟

2018-02-14T07:11:09+02:00
دكتور بسام أبو ناصر
دكتور بسام أبو ناصر أمراض باطنية وصدرية طبيب أسرة

في استفتاء بسيط أجريته عبر صفحتي على الفيس بوك حيث طرحت سؤالا بسيطا:

هل تعاني الآن من صداع رغم أنك تعلم بعدم إصابتك بأي مرض يُسبب الصداع..؟

فحصلت على مدار8 ساعات على 89 إجابة بنعم و18 إجابة بلا، والغريب أن أكثر من أجاب على الخاص هم البنات والسيدات، وكانت الأعمار تتراوح بين 47-23 عاما، وبطلبي منهم قياس الضغط لمدة 3 أيام متتالية، وجد ارتفاع في الضغط عند 32 منهم وهم لا يعلمون بذلك!

هذا كان مختصر الاستفتاء مع بعض التفاصيل الطبية الأخرى.

وقد جاء استفتائي البسيط كمفتاح علمي لمقالتي المتواضعة هذه لعلي أصل بكم لمفهوم وأعراض وعلاج ارتفاع ضغط الدم.

(ارتفاع ضغط الدم - فرط ضغط الدم- ارتفاع الضغط - القاتل الصامت) كلها مسميات لمرض واحد، يصيب أكثر من مليارين من البشر على مستوى العالم حاليا، ويعتبر الشخص مصابا بارتفاع ضغط الدم عندما ترتفع مؤشراته عن 14090 عند قياسه بشكل عشوائي 3 مرات في أيام مختلفة.

فما هو ارتفاع ضغط الدم؟

هو ارتفاع ضخ الدم عن معدلاته الطبيعية، والتي تبلغ 120 مم زئبق بالنسبة للضغط الانقباضي، و80مم زئبق بالنسبة للضغط الانبساطي، لتصبح 14090 فأكثر.

الأعراض:

للأسف الشديد غالبا لا توجد أي علامات أو أعراض ظاهرة للمرض تقلقه كثيرا، وعندما تصل مؤشرات الضغط الدموي لمستويات خطيرة يكون قد تعود المريض على هذا الارتفاع، ولكن قد يعانى بعض المصابين بارتفاع ضغط الدم من: الصداع على جانبي الصدغين والرأس من الخلف، ووش وطنين في الأذنين، وألما في بعض الأحيان في العيون وبينهن وضيق التنفس، وحدوث نزيف من الأنف،

الأنواع:

أولا: ارتفاع ضغط الدم الأساسي: وتشكل 37.4%

وهو غالبا ما يحدث عند البالغين المصابين به، فلا توجد أسباب واضحة ومحددة للإصابة بارتفاع ضغط الدم لديهم، وغالباً ما يتطور المرض تدريجيا مع مرور الزمن.

ثانيا: ارتفاع ضغط الدم الثانوي: وتشكل أكثر من62%

يحدث نتيجة الإصابة بحالة مرضية أخرى، وغالباً ما يظهر فجأة، ويسبب ارتفاع ضغط الدم بمستويات أعلى من ضغط الدم الأساسي، وقد تتسبب بعض الأدوية في الإصابة بهذا النوع من ارتفاع ضغط الدم.

ومن أشهر مسبباته تناول بعض الأدوية مثل: حبوب منع الحمل، وأدوية البرد ومزيلات الاحتقان في الأنف ومسكنات الألم مثل الديكلوفين، وأمراض الكلى، ومشاكل الغدة الدرقية وأورام الغدة الكظرية، وعيب خلقى في الأوعية الدموية منذ الولادة، بالإضافة إلى تناول الخمور.

الأسباب وعوامل الخطورة:

1.التقدم في العمر: ترتفع فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم، كلما تقدم الإنسان في العمر، وفى عمر 44 يصبح الرجال أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، أما السيدات فبعد بلوغ عمر55.

2. العِرق: الأشخاص ذوو البشرة السوداء غالباً ما يصابون بشكل مبكر بارتفاع ضغط الدم، كما يصبحون أكثر عرضة للإصابة بمضاعفاته مثل: الأزمة القلبية، والسكتة الدماغية والفشل الكلوي.

3. العامل الوراثي: إذا كان هذا المرض المزمن شائعا في عائلتك، فهناك احتمال كبير للإصابة به.

4.التعرض المستمر للضغوط والقلق والتوتر.

5. الإصابة بأمراض الكلى أو السكري.

6. السمنة وفرط الوزن.

7.الاعتماد في التغذية على الوجبات السريعة والأطعمة الغنية بالملح يجعل الجسم يحتفظ بقدر أكبر من السوائل، مما يساهم في رفع ضغط الدم.

8. الإقلال من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم وفيتامين "د" مثل اللبن والموز والأسماك والخضروات والبيض.

9. التدخين الذي يعمل على تلف الأوعية الدموية وتصلبها.

10. تناول الخمور.

11. قلة ممارسة الرياضة.

أهم المخاطر:

أخطر ما في ارتفاع ضغط الدم هو أن المريض قد يكون مصابا بارتفاع ضغط الدم لسنوات طويلة دون أن يدري:

1. ضيق أو ضعف الأوعية الدموية في الكلى.

2. ضيق وزيادة انقباض الأوعية الدموية بالعين ورشح في الأوعية الدموية وانخفاض مستوى الرؤية.

3. تمدد الأوعية الدموية وانتفاخها واحتمالية تفسخها او انفجارها.

4. القصور القلبي.

5. السكتة الدماغية.

6. الأزمات والجلطات القلبية.

خطة العلاج:

 أولا: العلاج غير الدوائي:

1. العمل على تغيير أسلوب ونمط الحياة الغذائي وذلك بالحد من الملح والتوابل والدهون الحيوانية والمقالي.

2. ممارسة الرياضة بشكل منتظم.

 3. الابتعاد قدر الإمكان عن القلق والتوتر والضغوط النفسية.

4. التمتع بالوزن الصحي والتخلص من السمنة أو فرط الوزن.

 5. الإقلاع عن التدخين.

 ثانيا: العلاج الدوائي:

تتوفر أدوية كثيرة لعلاج ارتفاع ضغط الدم يصفها الطبيب المعالج حسب الحالة المرضية، وتشمل:

1. مدرات البول: تساهم في إخراج الماء والصوديوم عن طريق الكلى، وبالتالي تقليل حجم الدم، فينخفض الضغط.

2.أدوية مثبطات البيت: وهى تساهم في تخفيف الحمل على القلب وتوسيع الأوعية الدموية، وتجعل القلب يدق بشكل أبطأ وقوة أقل، ويجب ألا يتم وصفها بمفردها، بل مع عقار آخر.

 3.مثبطات الأدوية المحولة لأنزيم الأنجيوتينسين وهى تعزز استرخاء الأوعية الدموية عن طريق تثبيط تكون أحد المواد الطبيعية التي ينتجها الجسم وتسبب ضيقها.

4. حاصرات مستقبلات الأنيجوتينسين: وهو الخيار الأول لمرضى الكلى المصابين بارتفاع ضغط الدم.

5. حاصرات قنوات الكالسيوم: وهى تساهم في استرخاء عضلات الأوعية الدموية، وإبطاء معدل ضربات القلب، وهى قد تكون الدواء الأفضل لكبار السن المصابين بارتفاع ضغط الدم.

6. الأدوية المثبطة لأنزيم الرينين: وتبطئ هذه الأدوية إنتاج أنزيم الرينين من الكلى، وهو الذي يساهم في رفع ضغط الدم، ولكن يساهم هذا العقار في رفع فرص الإصابة بالسكتة الدماغية.

ثالثا: أطعمة ومشروبات لخفض ضغط الدم:

هناك بعض الأطعمة التي تساهم في خفض الضغط الدموي المرتفع، وتشمل:

1. اللبن منزوع الدسم والسبانخ وبذور عباد الشمس، وبياض البيض والزبادي، الألياف الطبيعية مثل نخالة القمح، والثوم، والبقوليات والبطاطس المسلوقة والموز، والكوسا واليقظين الأخضر والقرع والبقدونس والخس والخيار.

2. بعض المشروبات التي تخفض ضغط الدم المرتفع، وتشمل: منقوع الكركديه والخروب وعصير البنجر والبطيخ.

وأخيرا يجب أن يعي الجميع أن قياس ضغط الدم بشكل منتظم يساهم في اكتشاف المرض بشكل مبكر، وأن السمنة والأطعمة الجاهزة والسجائر والقلق النفسي من أبرز مسببات ارتفاع الضغط، وأن الصيدلي لا يمكنه وصف أدوية الضغط من تلقاء نفسه ودون وصفة طبية من الطبيب المتخصص. ودمتم بصحة وعافية.

دكتور بسام أبو ناصر

أمراض باطنية وصدرية

طبيب أسرة

اخبار ذات صلة