قائمة الموقع

التشغيل العشوائي لمعبر رفح يزيد الطين بلة!

2018-02-17T06:56:04+02:00
صورة ارشيفية
رفح-محمود فودة

أربكت السلطات المصرية، مؤخراً، مئات الفلسطينيين العالقين خارج قطاع غزة وغيرهم ممن علقوا بعد اجتيازهم معبر رفح دون تمكنهم من الوصول للقاهرة، بإعلانها المفاجئ عن تشغيل المعبر وإغلاقه لاحقاً بشكل مفاجئ صباح الجمعة تزامناً مع بدء العملية العسكرية في محافظة شمال سيناء، أي بعد أقل من 48 ساعة على تشغيله.

ولم يكن حال من وصل المعبر قادما من محافظات مصر أفضل ممن سبقهم، إذ ما زالوا يفترشون الأرض على البوابة الخارجية للمعبر منذ يوم الجمعة، رغم أن عدد منهم تمكن من الوصول إلى الصالة المصرية من المعبر، إلا أن إدارته طالبتهم بإخلاء المعبر، والجلوس خارج أسواره، رغم برودة الأجواء، وخطورة الوضع الأمني؛ حيث تشهد سيناء غارات جوية وقصف مدفعي على مدار الساعة.

ومن الواجب ذكر أن المعاناة السابقة لم تلقّ أذان صاغية في أروقة السفارة الفلسطينية في القاهرة التي من صلب عملها تسهيل سفر الفلسطينيين من وإلى مصر، إلا أن موقفها جاء متأخرا بعد ان علّت المناشدات من مئات المسافرين المحتجزين قرب معبر رفح ومدن محافظة شمال سيناء، وآخرين وجدوا أنفسهم سجناءً في غرفة الترحيل بمطار القاهرة بعد أن تقطعت بهم السبل، إذ أن جزءً منهم لا يمتلك القدرة المالية على العودة للدولة التي كان فيها، وآخرين بحاجة لتأشيرة جديدة تمكنهم من ذلك.

ومما جاء على لسان سفير السلطة الفلسطينية في مصر دياب اللوح أنه يطمئن أبناء شعبنا في قطاع غزة، بأن جميع المواطنين المسافرين من مصر لغزة ومن غزة لمصر بخير، وان السفارة تتابع مع السلطات المصرية المعنية مشكورة، تأمين وصولهم لمعبر رفح ودخولهم لغزة، ومغادرتهم لمصر ولمطار القاهرة الدولي.

وفيما يتعلق بالعالقين في مطار القاهرة، أوضح اللوح ان السفارة ستتابع إصدار التأشيرات اللازمة يومي الأحد والاثنين مع السفارات المعنية وذلك بسبب ان السفارات المعنية بإصدار التأشيرات في اجازة نهاية الأسبوع يومي الجمعة والسبت، مهيبا بجميع المسافرين التواصل المباشر مع السفارة في حال الضرورة والحاجة سواء بالاتصال أو بالتوجه لمقر السفارة.

ورغم الحديث الإيجابي للسفير، إلا أن الحال بقي على ما هو عليه، فلا غالبية العالقين في سيناء تمكنوا من الوصول للقاهرة، ولا المحجوزين في مطار القاهرة تمكنوا من العودة لدولهم، بينما ينتظر المئات على بوابة معبر رفح السماح لهم بالوصول إلى غزة.

يشار إلى أن معبر رفح فتح أبوابه للمرة الأولى هذا العام الأربعاء المنصرم، بعد إغلاق دام قرابة الشهرين، فيما لم يتم تشغيله منذ استلام حكومة الوفاق لإدارته سوى ثلاث مرات، لم يغادر فيها سوى بضع مئات من بين آلاف المواطنين المحتاجين للسفر.

ولم تستطع "الرسالة" من التواصل مع العالقين في الجانب المصري من معبر رفح بسبب توقف خدمات الاتصال الفلسطينية في تلك المنطقة، وكذلك خدمات الاتصال المصرية بسبب العملية العسكرية في سيناء، بينما تواصلت مع عدد من أهالي العالقين الذين أكدوا أن أقاربهم باتوا في أوضاعا إنسانية صعبة للغاية، فيما لجأ عدد منهم إلى بيوت المواطنين المصريين في مدينتي رفح والشيخ زويد.

وأفاد يوسف شاهين نجل أحد العالقين في حديثه لـ "الرسالة" أن والده أنهى رحلة علاج إلى مصر منذ شهر إلا أنه بقي في انتظار تشغيل المعبر، وحينما وصل إليه لم يتمكن من العبور لقطاع غزة، مشيرا إلى أنه بات في ضيافة عائلة مصرية، بعد فشل محاولته العودة إلى القاهرة، بسبب اغلاق الطرقات ومعديات قناة السويس منذ الجمعة الماضية.

وفي التعقيب على ذلك، قال مصدر مسؤول في معبر رفح البري لـ "الرسالة": "إن القرار المصري بفتح المعبر جاء مفاجئا لجميع الأطراف بدءًا بالمسافرين ومرورا بهيئة تسهيل السفر في وزارة الداخلية بغزة، وكذلك المسافرين أنفسهم، مما أوجد حالة من الإرباك في آلية السفر، نجم عنه مغادرة حافلة واحدة في أول أيام تشغيله والبالغة ثلاثة أيام فقط".

وأضاف أن مئات المسافرين وصلوا البوابة الخارجية للمعبر يوم الإعلان عن تشغيله، مما أحدث زحام شديد لم تشهده بوابة المعبر منذ تسلم الحكومة مسؤولية إدارته مطلع نوفمبر الماضي، مشيرا إلى أن عدد المسافرين بلغ 860 مواطنا، في مقابل وصول أكثر من 900 عالقا في الجانب المصري.

وبيّن أن إدارة المعبر حاولت مع الجانب المصري تسهيل وصول المسافرين الذين وصلوا إلى بوابة المعبر من الجهة المصرية صباح الجمعة قبيل الإعلان عن إغلاق المعبر، إلا أن المحاولات باءت بالفشل، مما أحدث أزمة إنسانية حقيقية على البوابة المصرية للمعبر، مشيرا إلى أن تلك الأزمة تقع ضمن مسؤوليات السفارة وليس إدارة المعبر.

وفي نهاية المطاف، ما زالت أزمة معبر رفح تلاحق المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة وخارجها سواء كان مغلقا أو مفتوحا، في كلا الحالتين يمثل معبر رفح أزمة، بحاجة إلى حل دائم تتمثل بتشغيله بشكل كامل.

اخبار ذات صلة