داخل بيت الأسيرة الزق..دموع فرح ولوعة اشتياق

أبناء الأسيرة فاطمة الزق
أبناء الأسيرة فاطمة الزق

غزة- فادي الحسني- الرسالة نت

مع إعلان قرار الإفراج عن عشرين أسيرة من سجون الاحتلال، كمقدمة لصفقة تبادل الأسرى، انسابت دموع الفرحة على وجنتي الفتى بلال الزق، لاسيما أن قائمة المفرج عنهن اشتملت على أسم والدته فاطمة وأخيه يوسف.

يقف بلال في الثامنة عشرة من عمره، في باحة بيتهم الواقع في حي "الشجاعية"، شرق مدينة غزة، والابتسامة مرسومة على وجهه وهو يستقبل جموع المهنئين من الأقارب والجيران.

 ولا يزال وقع النبأ مفاجئاً لعائلة الأسيرة فاطمة-كما يقول بلال- الذي لم يكن يتوقع أن يفرج عن والدته في هذا الوقت، خاصة وأن "مباحثات صفقة تبادل الأسرى قد غابت لفترة طويلة عن وسائل الإعلام".

وأعلن أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام-الجناح العسكري لحركة حماس- ظهر الأربعاء 30-9-2009،  عن التوصل لاتفاق يقضي بإطلاق  سراح 20 من الأسيرات الفلسطينيات من سجون الاحتلال  في الأيام القليلة القادمة وذلك مقابل توضيح حالة الجندي الأسير "جلعاد شاليط".

والأسيرة الزق في منتصف العقد الرابع، هي الأسيرة الوحيدة المنوي الإفراج عنها من قطاع غزة، فيما تضمنت القائمة ثلاث أسيرات من الخليل وثماني أسيرات من نابلس وأربع أسيرات من رام الله وثلاث أسيرات من بيت لحم وواحدة من جنين.

ويقول نجل الأسيرة إنه لم ير والدته منذ عامين، مشيراً إلى أنها وضعت طفلها يوسف في الأسر.

ويعد الطفل يوسف (20 شهراً) أصغر أسير في سجون الاحتلال.

واعتقلت الأسيرة الزق وهي أم لتسعة أطفال في 21-5-2007، أثناء مرورها عبر معبر "أيرز" بيت حانون شمال القطاع، متوجهة برفقة ابنة شقيقها المريضة، إلى "رام الله" لتلقي العلاج.

ويؤكد بلال أن الاحتلال وجه تهماً جزافية عدة لوالدته، كان أبرزها "محاولة تنفيذ عملية استشهادية داخل إسرائيل"، مبينا أنه منذ أن اعتقلت والعائلة ممنوعة من زيارتها.

مآسي الليالي

وسبق أن أرسلت الأسيرة الزق رسالة تحدثت فيها عن مأساتها ومأساة ابنها يوسف داخل السجن، قالت فيها: "في ليلة من الليالي ارتفعت درجة حرارة يوسف ووصلت إلى 39 وصار يخرج من فمه رغوة بيضاء ويحدث في فمه تشنج خفيف، وأخذت أنا ابكي وهو يصرخ وأخذت أناجي ربي وادعوه أن يرفع عنه الألم ويرحمه، فعملت له كمادات ماء بارد، وكل شوي أقيس حرارته حتى نزلت ووصلت 37 درجة، وقتها اطمئن قلبي، ولكن إلى حرق قلبي وهو يبكي ويتألم في هذه الليلة انو استنجد في والده ولفظ كلمة بابا علي مرتين، فأخذت ابكي بحرقة من كل قلبي".

وتابعت في رسالتها "في الصباح قلت للأخوات الأسيرات طفلي تعبان وبعدين معاهم ما بدهم يجيبوله دكتور.. وضلينا على أسبوعين متتاليين واحنا نحكيلهم انو الولد مريض وبدو دكتور، وما في أي استجابة،، وفي الآخر وصلت معاي الأمور حدها فقلت والله اليوم رح اقلب عليهم القسم واللي يصير يصير حتى لو ودوني على العزل الانفرادي، رح اليوم اعمللهم مصيبة، وقلت لأحد الأخوات ابني تعبان كثير، قالت لي يا حبيبتي إحنا قلنالهم بس ايش طالع بأيدينا..

وفي هذا الوقت جاء احد الممرضين فذهبت لأتكلم معه وقلتله لو أنت مكاني ومقفل عليك باب الزنزانة ومعك ابنك طفل رضيع ومريض له ما يقارب أكثر من ثلاث أسابيع وحرارته بترتفع لدرجات عاليه من شدة مرضه، أكيد حضرتك بتعمل المستحيل حتى تعالجه...

والله حرام عليكوا، طفل ما بيحكي شو فيه بيكفي يتألم،، فتأثر الممرض بحديثي لأنني كنت معصبة وعيوني تكاد تذرف الدموع، فقال لي أوعدك بان انظر في الموضوع وبعد يومين جاء دكتور يعالج يوسف وبعد يوم ارسلولي العلاج ولكن بقي علاج للمغص لأنه اتضح عنده غازات في بطنه فطلبنا منهم العلاج المناسب أكثر من مرة، والولد ما كان ينام في الليل بالمرة من شدة الوجع، ويقولوا لي ما من علاج، نشفوا ريقي حتى احضروا لي العلاج.. والآن يوسف والحمد لله رب العالمين أحسن من قبل وبخير يعني صار ينام شويه في الليل، وانا بظل سهرانه لا بنام لا ليل ولا نهار، يعني يمكن بنام في الـ 24 ساعة 3 ساعات فقط... وانا بس بدي حبيبي يوسف يكون مرتاح وبخير وانا بكون بخير".

ويبدو أن يوم الجمعة القادم سيكون علامة فارقة  في حياة الأسيرة فاطمة التي تستعد أسرتها لاستقبالها ونجلها يوسف الذي عانى الويلات خلف قضبان الأسر التي لا تعرف للصدأ معنى.

البث المباشر