قائمة الموقع

مقال: سرطان الدم .. بين هواجس الرهبة وامكانية العلاج

2018-02-20T07:59:27+02:00
دكتور

 

سرطان الدم أو ( ابيضاض الدم ) أو (اللوكيميا) هو عبارة عن تكاثر غير منظم وغير طبيعي وغير محكوم لخلايا الدم. وعادة ما يكون هذا التكاثر لخلايا الدم البيضاء، فيزيد عددها عن الحد الطبيعي والمعروف بين (5.5 آلاف الى 10ألاف خلية لكل ملم)، وعند حدث سرطان الدم يكون عدد الخلايا من17 ألف الى35ألف خلية لكل ملم ). وقد يصل هذا التكاثر السريع وغير الناضج الى أكثر من 100 ألف خلية لكل ملم ) ولكن قد يكون النمو ايضا عكسيا أي أن يكون أقل من العدد الطبيعي 5.5) آلاف خلية لكل ملم).
 ويعود اختلاف هذا العدد الى مرحلة سرطان الدم ومدى تقدمه في الجسم، وبناء على ذلك ايضا يكون تقييم الحالة لاحقا.
أنواع سرطان الدم:
هناك عدة أنواع من سرطان الدم تصل الى أكثر من عشرين نوعا. لكل نوع منها صفاته وعلاجه الخاص. ولكن هناك نوعين رئيسين ينضم تحتهما عدة أنواع أخرى وهما: 
اولا: من حيث سرعة ووقت الظهور إلى الحاد وسرطان الدم المزمن، فقد يصيب عدة أنواع من خلايا كرات الدم البيضاء، أو الحمراء أو الصفائح الدموية.
ثانيا: بناءً على نوع الخلايا المصابة، فقد يصيب الخلايا الليمفاويّة أو الخلايا النخاعيّة.


4 أنواع رئيسة من اللوكيميا: 
1. سرطان الدم الليمفاوي الحاد: ويُعرف بابيضاض الدم الليمفاويّ الحاد، حيث تنمو أعداد الخلايا اللميفاويّة غير الناضجة بسرعة، ويصيب الأطفال بشكل رئيس وهو أكثرها انتشارا بينهم، كما يمكن أن يصيب البالغين.
2.  سرطان الدم النخاعيّ الحاد: ويُعرف أيضاً بابيضاض الدم النقوي الحاد، حيث تنمو الخلايا النخاعية بسرعة، ويمكن أن يصيب الأطفال والبالغين، إلا انه يعدّ أكثر أنواع اللوكيميا الحادّة شيوعاً عند البالغين.
3.  سرطان الدم النخاعي المزمن: ويُعرف أيضاً بابيضاض الدم النقوي المزمن، وغالباً يصيب البالغين، وقد يتأخّر ظهور الأعراض لشهور أو سنوات، أو قد تظهر أعراض قليلة جداً على المريض.
4. سرطان الدم الليمفاوي المزمن: ويُعرف أيضاً بابيضاض الدم الليمفاويّ المزمن، وغالباً يصيب الذين تجاوزوا الخمسين سنة من عمرهم، وقد يعيش المريض بحالة صحيّة جيّدة لسنوات دون الحاجة للعلاج.
أعراض لوكيميا الدّم عند الأطفال:
1.  يشعر الطفل المصاب بألم في العظام. 
2. ظهور تضخّم وكبر في حجم بعض المناطق مثل الخصيتين، والعقد اللمفاوية، والطحال، والكبد بسبب تفشّي المرض ومن ثم انتقاله إلى جميع أجزاء الجسم. 
3. الشعور بالتّعب، والإرهاق، والخمول. 
4. الارتفاع المفاجئ والمجهول الأسباب في درجة حرارة الشخص المصاب.
5.  ظهور كدمات وبقع على الجلد بدون أن يتعرّض الشخص إلى أي ضربة. 
6. الاصفرار وشحوب البشرة والعين. 
7. ظهور انتفاخ ونزف في اللثة بسبب النقص في أعداد الصفائح الدمويّة. 
8. الضعف العام وفقدان الوزن بسبب فقدان الشهيّة، نظراً لقلّة عدد كريات الدّم الحمراء في الدّم.


أعراض سرطان الدم لدى النساء:
1. الحمى، دون أيّ سبب واضح لذلك
2. الإرهاق غير المبرر 
3. فقدان الوزن المتسارع 
4. تغيّرات واضحة تحدث بسرعة على الجلد، حدوث جفاف حاد بالبشرة أو تقشر شديد مع نزول الدم 
5. تصبح الشامات أكبر حجماً وأكثر وضوحاً عمّا كانت عليه سابقاً
6. العرق الليلي، من الممكن ملاحظة تزايد نسبة تعرق الجسم بشكل كبير خلال فترة الراحة، حتّى في الأيام شديدة البرودة.

الأسباب:
بالرغم من كثرة الأسباب التي يتوقّع أن تكون سببا لسرطان الدم، تبقى العديد من الحالات التي يفشل الطب في تحديد سبب لها، يمكن حصر الاسباب المعروفة بما يلي:
1. التعرض لإشعاعات وخصوصا المتكررة وفي أوقات متقاربة
2. التعرض لمواد أو شرب أو أكل مواد كيمائية، مثل المعلبات مجهولة المصدر، أو التي تعرضت لإشعاعات قد تكون نووية 
3. تناول بعض الأدوية مثل أدوية علاج السل، أو أدوية علاج سرطان أخر في مكان أخر 
4. الإصابة بالفيروسات: حيث ثبت أن هناك العديد من الفيروسات التي يمكن أن تتسبّب بسرطان الدم مثل فيروس التهاب الكبد الوبائي الذي يسبب سرطان الدم الليفي
5. خلل وراثي: أي وجود طفرات وراثية في جينات الإنسان والتي قد تسبّب نموّاً هجيناً للخلايا، وبالتالي نشوء الورم، فان تصادف أن كانت هذه الخلايا هي الخلايا الجذعية في نخاع العظم، فيحدث سرطان الدم.


تشخيص سرطان الدم:
 قد يتم تشخيص المرض عن طريق فحوصات الدم الروتينية دون ظهور الأعراض ويتم التأكد من التشخيص عن طريق باقي الفحوصات التالية:
1. الفحص السريري: للتأكّد من علامات وأعراض المرض إن وجدت، حيث يتم فيه فحص العلامات البدنيّة لسرطان الدم؛ كشحوب البشرة بسبب فقر الدّم، أو انتفاخ العقد اللمفاويّة في مختلف أجزاء الجسم، أو تضخمّ الكبد والطّحال.
2.  فحوصات الدم: ويُظهر هذا الفحص الخلل في أعداد خلايا الدّم البيضاء أو الصفائح الدمويّة، مما يثير الشك بالإصابة بسرطان الدّم.
3. أخذ خزعة من نخاع العظمي: ويُجرى هذا الفحص بأخذ خُزعة من نخاع العظم (عظم الحوض عادةً) ويتم إجراء فحوصات مُتخصّصة عدّة عليها لمعرفة خصائص محددة لهذه الخلايا للمساهمة في تحديد الإصابة ونوع العلاج.

العلاج:
يتمّ علاج سرطان الدم وفقاً لنوعه ودرجته ومدى انتشاره:
1. العلاج الكيميائي: بأخذ العقاقير المضادة للسرطان بواسطة الفم أو حقن الوريد من خلال أنبوب على دورات. ويعتبر أهم أشكال علاج سرطان الدّم، إذ تستخدم فيه مركبات كيميائية لقتل الخلايا السرطانيّة. وبناءً على نوع السرطان يُعطى المريض إما نوعاً واحداً من الأدوية وإما أدويةً مركبّةً، وتكون على شكل أقراص تؤخذ بالفم أو حقن بالوريد.
2. العلاج بالإشعاع: باستخدام جهاز يُرسل أشعة ذات طاقة عالية تدمر الخلايا السرطانية، وتوقف نموها. 
3. زرع نخاع عظمي جديد: وهي عمليّة يتم خلالها استبدال نخاع العظم المصاب بآخر سليم، ولذلك يعطي الأطباء المريض جرعات كبيرة من الأشعة أو جرعات كبيرة من العلاج الكيميائي وذلك لتدمير نخاعه العظمي بشكل كامل، وزراعة نخاع عظمي سليم.
4. العلاج الحيوي: ويهدف هذا النّوع إلى مساعدة الجهاز المناعي للجسم على التعرّف على الخلايا السرطانيّة ومهاجمتها. 
5. العلاج الموجَّه: وتستخدم فيه أدوية تهاجم نقاط ضعف محددة للخلايا السرطانيّة، وهذا يساعد على السيطرة على المرض.

الوقاية:
لا يوجد أي وسيلة واضحة للوقاية من هذا المرض، فهو غير معروف الأسباب ولكن يمكن اتباع بعض الإرشادات الهامة: 
1. اجتناب أكل المواد الذهنية والتي بها نسبة دهون عالية، أو الدهون المهدرجة. 
2. الإكثار من الأطعمة التي تحتوي على الألياف. 
3. الاستمرار في تناول الفواكه والخضروات لما فيها من فيتامينات ومواد ضد الأكسدة.
4.  الابتعاد عن المواد والأطعمة المحضرة باستخدام الفحم، مثل شوي اللحوم بالإضافة إلى اجتناب التدخين السلبي.

 

دكتور/ بسام أبو ناصر

أمراض باطنية وصدرية

طبيب أُسرة

اخبار ذات صلة