قائمة الموقع

مقال: بلادة

2018-02-22T06:43:10+02:00
صورة
بقلم: رامي خريس

(البلادة) السياسية نوع جديد من أنواع (البلادة)، فهناك (البلادة) في المشاعر و(بلادة) العقل، وهي جميعاً بحسب معاجم اللغة تعني الخمول والاستكانة، وبلَّد الرجل -بالشدة على اللام-أي استكان، وقبل الضَّيم.

وكثيراً ما تحدث (البلادة) بعد التعود على الشيء، فالشخص الذي يتعرض لمواقف مهينة بشكل متكرر قد يفقد مشاعر الغضب، ويمكن أن يتآلف مع أجواء الإهانة. 

وفي السياسة يمكن أن تقبل مع الوقت ما كنت ترفضه في سابقا، لاسيما عندما تتعرض لمواقف متكررة من (جماعتك) -إذا صح التعبير-تتحدث عن المرفوض بأنه أمر قائم من دون أن تتخذ مواقف حاسمة لرفضه، مثل ما فعل كبير المفاوضين صائب عريقات في مقابلة مع القناة الإسرائيلية الثانية عندما قال:" أنا أعتقد أن الرئيس الحقيقي للفلسطينيين هو وزير الجيش الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، أما رئيس الوزراء الفلسطيني فهو المنسق بولي مردخاي".

حتى على الصعيد الفلسطيني مرّ هذا التصريح بشكل طبيعي، وبعض المواقف المتواضعة فقط رفعت صوتها عالية مستهجنة ما كشفه عريقات.

فهل يراد لنا كفلسطينيين أن تصيبنا البلادة السياسية، فتمر علينا مواقف البيع والتنازل والتفريط دون أدنى حميّة للأرض والوطن.

فلو كان عريقات وحركة فتح رافضة لهذا الواقع المفروض إسرائيلياً، كان من المفترض أن تتخذ مواقف حاسمة لتغيير الواقع.

لكن في الوقت الذي صدر التصريح من عريقات تداولت وسائل الاعلام صورا لرئيس حكومة فتح رامي الحمد الله ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ برفقة يوآف مردخاي منسق (شؤون المناطق) والابتسامة تعلو محياهم، بل إن الشيخ بدا وكأنه سيزف إلى عروسه في هذا اليوم.

من أين هذه البلادة؟

اخبار ذات صلة