بصيغة أشد من سابقاتها أعادت سلطات الاحتلال طرح قانون حظر الأذان في الكنيست، مضافًا إليه صلاحيات أكثر قسوة كالسماح للمستوطنين باقتحام المساجد ومصادرة مكبرات الصوت، عدا عن فرض غرامات مالية تصل إلى 10 آلاف شيكل.
وبذريعة تضايق مئات الآلاف من اليهود والحفاظ على جودة البيئة، فإن لجنة إسرائيلية تضم وزيري الأمن والبيئة بحكومة الاحتلال ستبدأ بمناقشة هذا الموضوع، متفقين من خلاله على صيغة مشددة، ومتجاهلين الإزعاج الكبير الذي يصدره البوق اليهودي يوم السبت وفي المناسبات اليهودية.
فالإسرائيليون يستخدمون البوق "الشوفار" للإعلان عن مقدم يوم السبت، في بعض الأحياء الأرثوذكسية في القدس، معتبرين أن له رمزية دينية، حيث إنه يرتبط باحتلال القوات الصهيونية القدس عام 1967، حين ذهب الجنرال "جورين" ونفخ في الشوفار أمام حائط المبكى، وهو نفس "الشوفار" الذي نفخ فيه فوق جبل سيناء حينما احتلت القوات الإسرائيلية شبه جزيرة سيناء عام 1956م.
وفي بيان له حذر المفتي العام للقدس وخطيب المسجد الأقصى محمد حسين من الرجوع إلى مشروع قانون "حظر الأذان"، معتبرًا أن ذلك اعتداء على الشعائر التعبدية، مستنكرًا الحملة الشرسة التي تتعرض لها المساجد في فلسطين عامة والقدس خاصة، ضمن مسلسل التطرف الذي تنتهجه (إسرائيل).
وأوضح أن نداء الأذان لن يتم إيقافه مهما حاولت سلطات الاحتلال فرض العقوبات والغرامات على من يخالف القوانين، مؤكدًا على أنه مرتبط بالعقيدة والإيمان، وهو من العبادات الشعائر الإسلامية المتوارثة وليس مصدر إزعاج كما يصوره الاحتلال.
وناشد "حسين" المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذا التسلط على الشعائر الدينية، ومنع السلطات الإسرائيلية التدخل به، معتبرًا أن الأذان هو شأن يخص المسلمين في شتى بقاع الأرض.
جاء ذلك بعد مناقشة اللجنة الحكومية التي ضمت كلًا من وزير الأمن الداخلي إردان، ووزير شؤون القدس زئيف إيلكين، قانون "حظر الأذان" الذي تمت المصادقة عليه في آذار الماضي، حيث تم التوصل لتفاهمات إدخال تعديلات على مشروع القانون تشمل منح وصلاحيات إضافية للشرطة كمداهمة المساجد ومصادرة مكبرات الصوت.
وفي هذا السياق يقول جمال عمرو الخبير في شؤون القدس والاستيطان، "لا شك أن قرار ترامب أعطى ضوءًا أخضر للإسرائيليين بزيادة عربدتهم في القدس"، مؤكدًا على أن سن الاحتلال لهذا القانون وإعادة طرحه على طاولة الكنيست لنقاشه ما هو إلا ترويض للفلسطينيين، وتمهيد لسنه وإقراره.
ويشير "عمرو" في حديثه مع "الرسالة" إلى أن المسألة ليست مصدر إزعاج بل إن (إسرائيل) تسير وفق خطة ممنهجة لطمس ما هو عربي ديني في فلسطيني واستبداله بيهودي، ويكمل: "الإسرائيليون بنقاشهم لهذا القرار بطريقة شديدة وعقابات كهذه تضرب عرض الحائط بالشرائع السماوية والأعراف والقوانين الدولية".
كما أنه من المتوقع بحسب "عمرو" أن الهبة الشعبية إزاء هذا القرار ستكون قوية، لما أن للأذان من مكانة دينية لدى المسلمين.
وعن موقف السلطة يقول: "ككل المواقف سيتم الاستنكار في بداية الأمر ثم سيضعون الأمر على طاولة المفاوضات".
من الجدير ذكره أن مشروع القانون الذي قدمته كتلة "البيت اليهودي"، ينص على حظر استعمال مكبرات الصوت أو رفع الأذان عبر مكبرات الصوت بالمساجد بين الساعة الحادية عشرة ليلًا حتى الساعة السابعة صباحًا، بينما مشروع القانون الذي قدمته كتلة "يسرائيل بيتينو" يقضي بحظره كليًا.