قطع غيار السيارات..أزمة لم تحلها تجارة الأنفاق

غزة / لمراسلتنا    

لم يدرك المواطن حسام ياسين " 28 عاما " أن الحادث الذي ألم بسيارته التي تساوى خمسة آلاف دولار امريكى سيدخله في متاهة ليس لها نهاية وهو يبحث فى محلات بيع قطع غيار السيارات على " دينومو " يصلح لسياراته, خاصة وان المئات من المحلات الخاصة بتصليح وبيع قطع غيار السيارات على وشك التوقف والإغلاق بسبب الحصار ، ولم تف تجارة الانفاق قطاع غزة بالقطع اللازمة لان غالبيتها غير متوفرة بمصر .

" خربان ديار "

ويقول المواطن ياسين لـ " الرسالة " : انه ومنذ أيام أبحث على عدة قطع غيار مختلفة كـ ( الدينومو ، والروديترت والفروش والمصابيح الأمامية و  كسكيت الرأس)  لكن دون جدوى وما أجده اما قديم متهالك لا يصلح للاستخدام ومرتفع السعر أو قطع غيار لا تناسب نوعية سيارتي .

ويضيف: ما دفعته حتى الآن على سيارتي يعادل تقريباً ألفى دولار امريكى كان هذا المبلغ في الماضي يمكنني من شراء سيارة جديدة ، متابعا: لولا الأوضاع الحالية والحصار المفروض فان أعطال سيارتي لم تكن لتكلفني ما قيمته 3 ألاف شيكل .

فيما يشتكى السائق زاهر جبر "33 عاماً " من النقص الحاد فى قطع الغيار و غلاء الأسعار الذي أصابها فبعض القطع قد أصابها حمى الغلاء حتى وصلت إلى أضعاف مضاعفة مما كانت عليه فى السابق ، ويضيف: الأمر لا يقف عند حد الغلاء فقد وإنما يتحتم عليك أن تدور فى كافة أرجاء القطاع حتى تجد قطعة قد تصلح لسياراتك .

وتابع قائلاً : الآن السائق يعمل من اجل شواكل قليلة ويدخر بقية ما يحصله من اجل أى عطل مفاجئ للسيارة ، فعمل " ابرهول" كامل للسيارة يكلفك قرابة 3 آلاف شيكل بينما كان قبل الحصار يكلف ألف شيكل أما تغيير الإطارات فالآن يكلف قرابة 2500شيكل بينما كان يكلف ألف شيكل.

واعرب جبر عن أمله فى التخلص من شعور اليأس الذي وصل إليه جراء الأوضاع الاقتصادية والحياتية الصعبة التي يعيشها السائقين وكافة شرائح المجتمع .

 

بينما يعتبر السائق سعيد شتات " 41عاما " عطب قطع في سيارته " خربان ديار " فهذا يعنى توقف السيارة عن العمل لمدة طويلة وان تبحث في غزة شبرا شبرا لتجد ما يناسبك وان تدفعك ما ادخرته من عملك السابق لصاحب الورشة وأنت راضى كل الرضا المهم أن يصلح السيارة .

ويضيف: في الشهر الماضي توقفت سيارتي فجأة و دون سابق إنذار بسبب عطل في الدينومو ، وحاولت جاهدا الحصول على "ديندمو" مصري جديد ، ولم اكترث لغلاء السعر فما " بالبيد حيلة" فالسيارة هي مصدر دخلي ومنجدة عائلتي.

 ومرت أيام قلائل حتى عدت لنفس المشكلة لاتبين بعد ذلك أن قطع الغيار المصرية منخفضة الجودة وسرعان ما يأكلها العطب على عكس ما تعودنا في القطع المستوردة من الخارج أو من " إسرائيل " .   

من جهته أوضح أبو علاء مبارك " 50عاما " صاحب محل لبيع قطع الغيار والزيوت في حي الزيتون، أن رفوف محله شبه فارغة لعدم توفر القطع، فقطع السيارات في ظل الحصار أصبحت شحيحة، خاصة للسيارات التي تسير على السولار كجلدة التقسيمة و(كسكيت الرأس) والتي كان يبلغ ثمنها قبل الحصار في أحسن الأحوال   80شيكل أما الآن فلا يقل ثمنها عن 300شيكل .

وتابع مبارك: منذ فرض الحصار على قطاع غزة فقدت قطع الغيار من القطاع ومع الوقت أصبحت أسعارها مرتفعة للغاية إلى أن استقدم بعض التجار بعض قطع الغيار من تركيا وباكستان وتايلاند والصين عبر الأنفاق ، وقامت جهود محلية متواضعة لتصنيع بعض القطع في محاولة لحل الأزمة ، لكن ارتفاع الأسعار مازال قائما بسبب قلة المعروض وكثرة المطلوب .

يذكر ان أكثر أنواع السيارات التي تعانى شحاً واضحاً في قطع غيارها هي "الاسكودا"  بسبب أن قطع غيارها غير موجودة أصلا في الاراضى المصرية و ما يأتي من البلدان المجاورة قطع غيار مضروبة و رديئة الجودة والتصنيع ، و كذلك  سيارات (سوبارو) بأنواعها المختلفة تعاني من عدم توفر قطع غيارها، بعض التجار يستقدمون بين الفينة والأخرى بعض القطع لكنها تبقى عالية السعر وقليلة العرض نظراً لاتساع حجم الطلب عليها .

قلة الجودة

 فيما عبر ميكانيكي السيارات خليل العايدى " 43عاما " عن استيائه الشديد جراء ما وصلت إليه أمور عمل الميكانيكا, وقال:السيارة الواحدة الآن تبقى لديك قرابة الأسبوعين حتى تتمكن من الحصول على قطعة غيار أو تبلغ صاحبها أن يركنها بجانب بيته مما اثر سلبا على دخل معظم الورش وانخفضت عائداتها بنسبة 60% .

ويضيف العايدي: في الماضي كان الميكانيكي لديه كافة القطع وهو من يقوم بشرائها وتركيبها لكن الآن العمل اختلف وأصبحت مهمة صاحب السيارة الدوران في كافة الأماكن ليصلح سيارته .

في حين اشتكى هيثم جراد " 36عاما " صاحب ورشة من قلة الجودة التي تعانى منها القطع والمواد والأدوات المجلوبة عبر الأنفاق ، والتي أفقدته قرابة 20 % من زبائنه .

ويضيف جراد: عادة ما أبلغ زبائني أن قطع الغيار هذه غير مضمونة حتى لا أقع في حرج معهم و حافظاً على سمعة المحل خاصة وان ما نسبة70% من العمل الآن يواجه معيقات لا حصر لها بسبب الحصار وغياب قطع الغيار.

 المواطنون والتجار واصحاب الورش اعربوا عن أملهم في رفع الحصار وفتح المعابر لإدخال قطع الغيار الجديدة إلى السوق ليعيشوا فترة جديدة من العمل ذات دخل جيد.

 

البث المباشر