قائد الطوفان قائد الطوفان

مراقبون يستبعدون لجوئه إليه

تبكير الانتخابات خيار متاح لنتنياهو لمواجهة قضايا الفساد

نتنياهو
نتنياهو

رشا فرحات – الرسالة نت

قالت صحيفة "يسرائيل هيوم"، الأربعاء الماضي، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يمكنه القيام بخطوات لتبكير موعد الانتخابات للكنيست، وذلك في الوقت الذي يخضع فيه للتحقيق بشبهات فساد في محاولة لتجديد ولايته مرة أخرى خاصة ان استطلاعات الرأي ما زالت تؤكد تصدر حزب الليكود وازدياد شعبيته وإمكانية حصوله على أكبر عدد من المقاعد في حال اجراء انتخابات مبكرة.

وبالعودة إلى ملفات الفساد، فقد حققت الشرطة الإسرائيلية 7 مرات مع نتنياهو، منذ كانون الأول/ ديسمبر 2016، في قضيتي الفساد المعروفتين بالقضيتين 1000 و2000، حيث يشتبه من خلالهما حصوله على هدايا من رجال اعمال معروفين وعقد صفقات مع صحيفتي يديعوت أحرنوت ويسرائيل هيوم.

كما وجهت لنتنياهو عدد من التهم في قضية 3000 أو ما يطلق عليها اسم قضية الغواصات بالإضافة إلى قضية 4000 والتي يحقق معه من خلالها على خلفية شبهات فساد وعقد صفقات مع شركة بيزك وموقع واللا الاخباري.

وتتصاعد التوقعات بدعوة نتنياهو لانتخابات مبكرة بعدما قرر شلومو فيلبر المدير السابق لوزارة الاتصالات الإسرائيلية والذي يعتبر من الأشخاص المقربين منه، بأن يكون شاهد ملك نتنياهو في قضية رقم 4000.

وفيما تعتبر المحكمة الإسرائيلية أن هذه الشهادة جاءت لتغير مجرى التحقيقات اعتبرها البعض غير مؤثرة ولا يمكن ان تكون سببا كافيا يدفع نتنياهو لتبكير موعد الانتخابات.

ومن المتوقع أن يقول فيلبر أن نتنياهو أمره بمنح تسهيلات إجرائية وقانونية لـ"بيزك" عندما كان المدير العام لوزارة الاتصالات، وأفادت صحيفة "هآرتس" أن فيلبر سيوقع وسيجرم نتنياهو مقابل حكم مخفف دون أن يقضي عقوبة السجن الفعلي.

ويستبعد الكاتب عماد أبو عواد المختص بالشأن الإسرائيلي أن يقوم نتنياهو بالدعوة لانتخابات مبكرة كونه "غير مضطر لذلك، فهو عمليا لم يتم إيقافه أو إدانته في الملف 1000 و2000، وبالتالي فهو لن يوقف أو يدان بملف 4000"، لافتاً إلى أن هذه التحقيقات من شانها أن تستمر لسنوات أيضا وهو غير مستعجل.

ويلفت أبو عواد في مقابلة مع "الرسالة" إلى أن أيا من الأحزاب الأخرى لم يطالبه بالاستقالة أو وجه له أي انتقادات بالإضافة إلى أن نتنياهو يُحقق انجازات سياسية كبيرة، على المستوى العالمي والإقليمي، ويدير دعاية هذه الانجازات بشكل ذكي، الأمر الذي يدفع الجمهور لإعطائه أعلى نسبة كأفضل شخصية لرئاسة الوزراء من اللاعبين السياسيين حالياً.

إضافة إلى ذلك، يقول عواد أن نتنياهو على الأرجح سيستمر في منصبه حتى نهاية فترة الائتلاف الحالي، وربما يخوض الانتخابات القادمة، إلّا أنّ تسارع ملفات الفساد بحقه ستجعله أكثر ضعفاً، وأكثر عُرضة للابتزاز من الأحزاب الائتلافية الصغرى، والتي باتت أنجح في تطبيق برامجها الانتخابية، أكثر من الليكود وهو الحزب الحاكم.

وذكر أن الليكود يمتلك 30 مقعداً في الكنيست، بينما تمتلك الأحزاب الأخرى كلها 22 مقعداً فقط، فلو أعيدت الانتخابات سيتصدرها نتنياهو على رأس حزب الليكود مجددا، وسيعود ببساطة إلى الحكم، لذلك ربما لا تطالبه الأحزاب الأخرى بالاستقالة.

ولا ينكر المختص بالشأن الإسرائيلي أن نتنياهو بدد قوّة حزبه، في الدفاع عن شخصه، وتصفيته للحسابات الداخلية، وابعاده شخصيات قوّية، كوزير الجيش السابق موشيه يعلون.

ويتفق الدكتور عدنان أبو عامر المختص بالشأن الإسرائيلي مع سابقه بخصوص استبعاد الانتخابات المبكرة، مبيناً أن حياة نتنياهو السياسية يمكن أن تنتهي بالاستقالة الطوعية أو الإدانة الرسمية، موضحاً أن مسار التحقيقات طويل قد يمتد الى أكثر من عام ونصف، في حين أن موعد الانتخابات في شهر مارس 2019، و"هذا سبب اخر لا يلزم نتنياهو بإقامة انتخابات مبكرة"، وفق قوله.

وينوه في لقاء مع "الرسالة" إلى ان نتنياهو يمكنه الاسقالة ثم ترشيح نفسه للانتخابات القادمة، كما أن حجب الثقة برأي الأغلبية من شأنها أن تنحي نتنياهو، وهذا مستبعد حدوثه في ظل تصدر الليكود لأغلبية المقاعد داخل الكنيست.

يذكر أنه في الوقت نفسه، وفى استطلاع أجراه معهد "الجيوكارتوغرافيا"، يوم الثلاثاء، بطلب من حزب الليكود نفسه، فقد حصل الحزب على 34 مقعدا، وهو أعلى مستوى وعدد من المقاعد التي يحصل عليها منذ الانتخابات الاخيرة التي فاز فيها بـ 30 مقعدا.

البث المباشر