وكالات-الرسالة نت
ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن التزامن بين زيارة وزير الحرب الإسرائيلي "إيهود باراك "لواشنطن هذا الأسبوع وجولة وزير الخارجية "أفيغدور ليبرمان" للمستوطنات التي شارك فيها بزراعة شجرة، يحمل في طياته تناقضا في الرسائل الإسرائيلية نحو التسوية.
وقالت الصحيفة إن هذا التناقض يظهر الارتباك الذي يواجهه المسؤولون الأميركيون في فهم مدى استعداد (إسرائيل) للتخلي عن الأراضي كجزء من حل الدولتين، الفلسطينية والإسرائيلية.
وكان مبعوث الرئيس الأميركي "باراك أوباما" للشرق الأوسط جورج ميتشل يعمل على مدى أشهر لإقناع الإسرائيليين والفلسطينيين بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة بشأن القضايا الرئيسية محل الخلاف بينهم، بما فيها مستقبل المستوطنات التي أقامتها إسرائيل على الأراضي التي احتلتها عام 1967.
وتشير واشنطن بوست إلى أن أمام عملية السلام تحديا كبيرا في السادس والعشرين من سبتمبر/أيلول عندما تنتهي مدة تجميد الاستيطان التي تكون قد استغرقت عشرة أشهر.
غير أن ليبرمان -الذي يتمتع بنفوذ قوي كرئيس لثاني أكبر حزب في البلاد (إسرائيل بيتنا)- طمأن المستوطنين أمس بأن الحياة ستعود إلى طبيعتها عندما ينتهي تجميد الاستيطان.
وقال أمام المستوطنين "عندما اتخذنا قرار تجميد البناء، قلنا بوضوح إن ذلك سيكون لمدة عشرة أشهر فقط، وستعود الحياة كما كانت".
وعلقت الصحيفة على زيارة ليبرمان إلى المستوطنات في الضفة الغربية بدلا من مرافقة باراك لواشنطن، قائلة إن ذلك لم يكن مفاجئا، "فليبرمان يعيش في مستوطنة"، كما أن مبادراته المحلية في الأشهر الأخيرة استقطبت اهتماما فاق الاهتمام بدبلوماسيته.
فاقتراحات حزب ليبرمان المتعلقة بتجريد العرب من الجنسية الإسرائيلية، وتغيير قواعد اعتناق اليهودية، دفعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الحد من ظهور ليبرمان في الساحة الخارجية.
فبينما قام باراك بزيارة واشنطن سبع مرات خلال العام الماضي، لم يحظ ليبرمان إلا بزيارة واحدة فقط.
وفي الوقت الذي يطمئن فيه ليبرمان المستوطنين بأنه سيجلب منازل متنقلة إلى مستوطنة "بركان" بالضفة الغربية لإيواء المهاجرين الروس، يزيل الجيش الإسرائيلي منزلا متنقلا غير قانوني في إحدى البؤر الاستيطانية.
أما دانييل أيالون نائب وزير الخارجية والسفير السابق لدى الولايات المتحدة وهو عضو في حزب ليبرمان، فقد استبعد وجود أي تناقض في مؤشرات السلام بين جولتيْ الوزيرين.
وقال إن الخلاف على المستوطنات سيحل فقط عبر المحادثات المباشرة، وهو "مجرد جانب واحد يظهر مدى تعقيد هذه القضية".
المصدر-الجزيرة نت