قائد الطوفان قائد الطوفان

"العوانسة" يتجول "بالرسالة" في معقل صلاح الدين

"العوانسة" يتجول "بالرسالة" في معقل صلاح الدين
"العوانسة" يتجول "بالرسالة" في معقل صلاح الدين

الرسالة نت - ياسمين عنبر

"مستطيلة الشكل ترتفع حوالي خمسة أمتار، أسوارها الحجرية القوية تلفت نظرك بمجرد أن تلمحها، يحيطها خندق محفور في الصخر"، بوصف قلعة صلاح الدين الأيوبي، استهل العشريني "العوانسة" حديثه بعد تجوله في قرية البرج مكان تواجد القلعة.

سميح العوانسة (29 عامًا) من عرب الرماضين، وهي إحدى قرى الظاهرية بمحافظة الخليل، وتقع إلى الجنوب الغربي منها، وعلى الشرق منها يمتد الشارع الرئيس الواصل بين بئر السبع والخليل.

لم يفوت "العوانسة" يوم الجمعة دون تجوال، فمنذ 4 سنوات وطقوس يوم الجمعة لديه لا تخلو من مسار أو أكثر كاشفًا أسرار القرى والمدن الفلسطينية.

 يحكي: "في كل جمعة لي قصص مع القرى التي أتجول بها، ليس مع القرى والأماكن بل مع الفلسطينيين الذي يقطنون بها".

قرية البرج واحدة من القرى التي تجول بها "العوانسة"، تبعد عن الخليل 25 كيلو متر، تتربع أقصى الجنوب الفلسطيني وعلى حدود النقب الصحراوي الملاصقة لمناطق الخط الأخضر، وعلى مشارف مدينة بئر السبع، قريبة من التجمع البدوي الذي يعرف بعرب الرماضين.

النقوش والحفريات الكنعانية القديمة، تدلل على عراقة القرية عدا عن القلاع والقصور القديمة التي تروي حجارتها تاريخ المكان، يحكي "سميح": "النقوش والقدم الذي تلحظه بمجرد أن تطأ أقدامك القرية تعود إلى العصور الكنعانية والرومانية والفاطمية والأيوبية".

فقبل خمسة آلاف عام بنيت قرية البرج بحسب المسار الذي مشى فيه نبي الله إبراهيم _عليه السلام_في تنقله وترحاله، يحكي "العوانسة" ثم يعود إلى وصف قلعة صلاح الدين الأيوبي التي تنتصب شامخة في القرية.

هذه القلعة التي استخدمت لأغراض عسكرية ومدنية، كانت مسكنًا أيضًا وملاذًا آمنًا خلال الحروب في القدم، يكمل "العوانسة": " وكانت أيضًا سكنًا للمزارعين الإفرنجة المنتشرين في المناطق الزراعية القريبة، وقاعدة هجومية، وبرجاً لحماية الطريق القديم الذي كان يربط المنحدرات الغربية من الخليل مع المنطقة الجنوبية من فلسطين".

البرج الذي يوجد داخل القلعة والذي سميت القرية نسبة له، يصفه "العوانسة" بقوله: "أبعاده 25 مترًا في 20 مترًا، جدرانه حجرية منحدرة"، ويكمل: " يلاصق الجدار الجنوبي للقلعة كنيسة صغيرة، ويجاورها آبار مياه محفورة في الصخر".

خلال جولته العوانسه، أخبره حاج سبعيني يقطن القرية أن جيش صلاح الدين الأيوبي استخدم القلعة لمراقبة القوافل والجيوش القادمة من مصر إلى فلسطين، يقول: "يوجد فيها أيضًا بعض مقامات الأولياء، مثل مقام أبو طوق الذي يعود للعصر الفاطمي".

وبينما "العوانسة" يتجول في القرية فإذ به يفاجأ بأن الجدار العنصري يقسمها إلى قسمين، عدا عن سرقته ونهبه لعديد من دونماتها وأراضيها، وبألم يحكي: "وجود الجدار دمر كثيرًا من آثار البلدة التاريخية والكهوف والمغارات والمقامات"، عدا عن المزروعات التي يحرمهم الاحتلال منها، من خلال منعهم من الأساس أو اقتلاع المستوطنين للأشجار التي يزرعونها.

يختم "سميح" حديثه مع "الرسالة" عن بيارة البرج وهو نبع الماء الموجود داخل المنطقة المحتلة عام 1948 والذي حرم أبناء القرية من نعم كثيرة يغدقها عليهم نبوع المياه.

البث المباشر