قائمة الموقع

عباس يحوم حول حمى المفاوضات المباشرة

2010-07-28T17:38:00+03:00

البردويل يطالب العرب برفع الغطاء عن أية مفاوضات

أبو عين: فتح مستعدة للمفاوضات المباشرة

المدلل: لن تفضي لنتائج وستزيد الانقسام

الغول: الارتهان على الغرب نتائجه مدمرة

الرسالة نت- فايز أيوب الشيخ

ينشغل العالم في الحديث عن طلب وضغط أمريكيين على سلطة فتح في رام الله للموافقة على المفاوضات المباشرة دون قيد التقدم في ملفي الحدود والأمن الذي وضعته شرطاً للانتقال إليها، ولكن البحث عن مبررات الموافقة ربما سيأتي من الضغط العربي الذي يشهد حراكاً وزيارات مكوكية، تخللها استضافة قادة سلطة فتح" "وإسرائيل" في البلدان العربية.

وشهدت العواصم العربية في الفترة الماضية لقاءات مختلفة على الأصعدة كافة ، كان أبرزها لقاء العاهل الأردني الملك عبد الله برئيس الوزراء الصهيوني"نتياهو" ورئيس السلطة المنتهية ولايته" محمود عباس" كلاً منهما على حدة.

ومن المقرر أن يتوجه رئيس الكيان "شمعون بيرس" الأحد المقبل إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري محمد حسني مبارك، لتسهيل الانتقال من المفاوضات المباشرة، كما تؤكد المصادر الصحفية.

تحذيرات ومطالبات

وفي السياق ذاته، اعتبر القيادي في حركة حماس النائب د. صلاح البردويل، أن عباس يسعى لاستصدار غطاء عربي من جامعة الدول العربية في اجتماع لجنة المتابعة العربية، المقرر عقده نهاية الشهر الجاري، لاستئناف التفاوض مع الاحتلال دون شروط.

وطالب البردويل في حديثه لـ"الرسالة نت"، الجامعة العربية برفع الغطاء عن أي مفاوضات قادمة، لاسيما أن النوايا الصهيونية من ورائها إعطاء بعض التسهيلات لأهالي الضفة الغربية المحتلة في ظل استمرار البناء في الاستيطان في القدس والضفة وتهويد المقدسات وتهجير أهالي  النقب، مما يعطي مؤشر بضياع القضية الفلسطينية.

وحذر من مغبة العودة للتفاوض سواء بغطاء عربي أو بضغوط أمريكية، لأنه سيزيد من حدة الهوة والانقسام ويضع القضية على شفا الانهيار ويخدم الاحتلال.

وأضاف:  حديث عباس عن ضرورة إيجاد مرجعية واضحة ومحددة للتفاوض كشرط لاستئناف المفاوضات " إقرار من سلطة فتح بأنها ارتكبت خطأ جسيماً على مدى 20 عاماً من التفاوض بدون مرجعية"، قائلاً: عباس وقيادة فتح تتحمل المسؤولية عن كل ما جرى للأرض الفلسطينية والمقدسات والقضية أثناء فترة المفاوضات والتنازلات، مؤكداً أن العدو استطاع خلال هذه الفترة تكريس واقع على الأرض والمقدسات، وحول فتح إلي حارس أمين لأمن الاحتلال، وشق الشعب الفلسطيني وجعله بين مؤيد لفتح التي تقود حراسة أمن الاستيطان ومؤيد لحماس التي تتبني نهج المقاومة".

وشكك البردويل بقدرة عباس على الاستمرار بهذا المواقف، لاسيما في ظل ما تناقلته وسائل الإعلام الصهيونية عن تحذير ميتشل لرئيس فتح من أنه لن يحصل على دعم الإدارة الأمريكية لإقامة  دولته إذا لم يوافق على بدء المفاوضات المباشرة مع الكيان".

استعداد فتحاوي للمفاوضات

أما عضو المجلس الثوري لحركة فتح زياد أبو عين، فقد دافع عن موقف رئيسه بالقول : عباس تعود أن لا يقول للعالم لا ولكن نعم مشروطة "، مفسراً  قوله بأنه إذا ما توفرت الإرادة الإسرائيلية الكاملة لعملية الاعتراف بحدود الرابع من حزيران كحدود لدولة الاحتلال  وحدود الدولة الفلسطينية المستقلة والاعتراف بمرجعية السلام في المنطقة وبكل القرارات والقوانين والشرعيات الدولية " فنحن مستعدون للحوار والمفاوضات المباشر". على حد قوله.

وأشار أبو عين في حديثه لـ"الرسالة نت"، إلى أن سلطته مارست المفاوضات المباشرة  ولوتنازلت عن ذرة من الثوابت الوطنية لتوصلت لاتفاق مع الاحتلال، مضيفاً:"كنا نفاوض الاحتلال مباشرة ومازلنا نفاوضه بشكل غير مباشر ".

واعتبر أن العالم الغربي وعلى رأسه واشنطن التي تحاول  الضغط على عباس والعرب للذهاب إلى مفاوضات مباشرة عليهم أولاً إلزام " اسرائيل" بالاعتراف بالمرجعيات الدولية وإقرارها مع وجود ضمانات دولية لتنفيذ الاتفاقيات.

وتطرق أبو عين للحديث عن الحراك العربي المتمثل باستقبال القادة الإسرائيليين فقال:" ما وصلنا من تقارير ومعلومات أن الرد العربي كان حازماً وحاسماً وخاصة من القيادة المصرية والأردنية أمام الإغراءات الشكلية لعملية التقدم في مسار المفاوضات ".

وأشار إلى وجود قرار عربي يقضي بذهاب "سلطة فتح" للمفاوضات غير المباشرة لانجاز موضوعين "الأمن والحدود" والأخيرين لم ينجزا، متسائلاً:" فعلى ماذا نذهب للمرحلة التالية من المفاوضات المباشرة..؟".

وأوضح أبو عين أن  القاهرة وعمان أوضحت لنتنياهو في اللقاءين الأخيرين أنه لم يلتزم بتعهداته كما التزم عباس، حيث قدم الأخير كل الاشتراطات المطلوبة منه في حين لم ينفذ نتيناهو أي بند مما وعدت به الإدارة الأمريكية.

مراهنات على أمريكا

من جهته اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول، أن المفاوضات غير المباشرة التي أقدم عليها عباس واستجاب فيها للطلب الأمريكي استنتج في وقت متأخر أنها لم تؤدي لأي نتائج، مشيراً إلى أن عباس كان يراهن على الموقف الأمريكي الذي خذله في النهاية.

 وأشار الغول لـ"الرسالة نت" إلى أن الانتقال للمفاوضات مباشرة يعني تحول كامل في الموقف الأمريكي الذي يمارس ضغط شديد وصل إلى حد تهديد عباس للذهاب إليها دون تحديد إي التزام جدي أو التعهد المكتوب بإسناد الموقف الفلسطيني بما يتعلق بالحدود والأمن

وطالب الغول "تنفيذية فتح" وكافة فصائل العمل الوطني بتحمل الضغوطات والحصار وإعادة النظر بكل المجرى التفاوضي الذي سارت عليه المنظمة منذ مدريد حتى هذه اللحظة، معتبراً أن ذلك يحتم عليها الوقوف لترسم إستراتيجية جديدة تستخدم فيها كل الوسائل المتاحة في مواجهة الضغوطات الأمريكية واشتراطاتها المالية.

واستدرك قائلاً: مواجهة الضغوطات له تبعات بطبيعة الحال، ولكنها ستؤسس لإفشال المشروع الإسرائيلي المدعوم أمريكياً تحت حجة قطع المساعدات أو غيرها، مشدداً على أن الارتهان للدعم المالي يعني الاستمرار في التدحرج للأسفل وصولاً إلى النقطة التي لا يستطيع فيها عباس وغيره من القيادات الفلسطينية العودة إليها وستجد نفسها في نهاية المقام أما تبديد كامل الحقوق الوطنية ، على حد تعبيره.

وفيما يتعلق بالزيارات المكوكية التي يقوم بها القادة الإسرائيليين إلى المنطقة العربية ، بين الغول، أن لها شقين الأول محاولة تفسير الموقف الإسرائيلي، والأخر ممارسة الضغط على الفلسطينيين من خلال الأطراف العربية ".

وفي السياق استذكر الغول تصريحات أمريكية صدرت سابقاً " أن أمريكا واثقة بأن لجنة المتابعة العربية ستأخذ موقف يدعو إلى المفاوضات المباشرة"، معتبراً  أن هذا التصريح ناجماً عن قناعة أمريكا بأن الضغوطات التي تمارسها على الأطراف العربية المعنية ستأتي ثمارها في نهاية المطاف.

رفض فلسطيني

من جهته، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، أن المفاوضات التي يجريها عباس بإشكالها كافة هي " مفاوضات العبثية"، مطالباً  الدول العربية بعدم إعطاء عباس غطاءً للسير في هذا الطريق العبثي الباهت، على حد وصفه.

وشدد المدلل على أن فصائل المقاومة جميعها مقتنعة بأن المفاوضات التي يخوضها عباس لن تفضي إلى نتيجة وإنما ستزيد من تعقيد الحالة الفلسطينية، معتبراً أنه لا بديل لعباس وفريقه إلا العودة إلى خندق المقاومة والتخلي عن المراهنة على المواقف الأوروبية والأمريكية التي الداعمة لـ "إسرائيل".

 

اخبار ذات صلة