لا تزال الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تجري عمليات بحث مكثفة عن منفذ عملية الطعن قرب مستوطنة "أريئيل" القريبة من محافظة سلفيت عبد الحكيم أبو عاصي، والتي قتل فيها أحد كبار حاخامات المستوطنين.
سر اختفاء الشاب أبو عاصي ومكان وجوده لا يزال يشغل أجهزة الاحتلال الاستخبارية والعسكرية، وذلك بعد شهر تقريباً على تنفيذه للعملية بعد فشلها باعتقاله أو الوصول إلى طرف خيط يقودها إليه في الوقت الذي تمتلك فيه صورا له.
ومن الواضح أن تخفي الشاب أبو عاصي عن أعين الاحتلال الأمنية والعسكرية أصبح يشكل خطرا على صورة جيش الاحتلال الذي أصبح يسجل فشلا أمنيا تلو الآخر خاصة بعد تمكن الشهيد أحمد جرار من الإفلات من قبضة الاحتلال لأكثر من شهر قبل اغتياله.
ورغم أن الكاميرات المنتشرة في الطرق العامة صورته لدى تنفيذه عملية الطعن، وأن الضابط الإسرائيلي الذي حاول دعسه عند محاولته الانسحاب من ساحة العملية استطاع تشخيصه جيداً، إلا أن الفدائي أبو عاصي تمكن من الانسحاب.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تواصل البحث عن منفذ عملية الطعن بمستوطنة أريئيل بالضفة الغربية، مضيفة أن تقديرات تشير إلى أنه مختف في إحدى المغارات، أما تقديرات جهاز الأمن العام (الشاباك) فتؤكد فرضية أن "أبو عاصي"، الذي يمتلك بطاقة هوية إسرائيلية لأن أمه من مدينة حيفا، ما زال مختفيا في الضفة الغربية. ونوهت إلى أن معضلة الهجوم الفردي تتمثل في غياب أي سابقة للمنفذ.
فشل أمني
وفي السياق، أكد اللواء يوسف الشرقاوي وهو خبير عسكري، أن فشل أجهزة الاحتلال الأمنية والعسكرية في ملاحقة منفذ العملية الطعن أبو عاصي لأكثر من شهر يمثل فشلا أمنيا للاحتلال، موضحاً في حديث لـ"الرسالة"، أن نجاح الشاب أبو عاصي بالتخفي على الرغم من معرفة الاحتلال بهويته يمثل ضربة أمنية جديدة لأجهزة الاحتلال التي باتت تسجل فشلاً تلو الآخر.
وأشار إلى أن زيارة الشاب أبو عاصي لمكان تنفيذ العملية قبل تنفيذها بيوم ومعاينته لمكان التنفيذ ساعده في التخطيط للانسحاب، وتابع أن " المنظومة الأمنية الإسرائيلية ليس لديها معلومات تفصيلية عن منفذ العملية، حيث فشلت في جره وكشف أماكن تنقله بعد اعتقال والده وأقاربه".
وأكد الشرقاوي أن تخفي المقاوم أبو عاصي من قبضة الاحتلال العسكرية والأمنية يعكس تطوراً في أداء المقاومة في الضفة المحتلة، موضحاً أن الشعب الفلسطيني يشهد تطوراً في ثقافة احتضان المقاومة بموازاة الضخ الكبير من الاحتلال وتعزيز أعداد العملاء من أجل إحراق الجبهة الداخلية.