باتت الطائرات المسيّرة المعضلة الأكبر التي تواجه دولة الاحتلال، في ظل فرض معادلات جديدة على الساحة، تلزم الاحتلال التفكير في أمنه مجدداً.
وكسرت الطائرات المسيرة الخطط العسكرية الفريدة التي طالما تغنى بها الاحتلال، وهو ما سطرته المقاومة الفلسطينية في معركة "سيف القدس" وقبلها في معركة "العصف المأكول"، لتؤكد المقاومة الإسلامية في لبنان عليه عبر إطلاق "طائرة حسان" التي اخترقت العمق الإسرائيلي وعادت لقواعدها.
وذكرت القناة 12 العبرية إن (إسرائيل) تسعى لتشكيل حلف دفاعي مشترك مع عدة دول في المنطقة لمواجهة خطر الطائرات المسيرة، الذي أصبح أحد أهم القضايا التي تشغل المؤسسة الأمنية لدى الاحتلال.
تغيرات دراماتيكية
بدوره، ذكر المختص في الشأن (الإسرائيلي) أيمن الرفاتي أن من يراقب المشهد خلال السنوات الأخيرة يدرك جيدًا أن المتغيرات السلبية على البيئة الاستراتيجية لدولة العدو تتوالى متسارعة وتزداد الثغرات التي تصنعها المقاومة في هذه البيئة.
وقال الرفاتي في حديث لـ "الرسالة نت": "كسرت المقاومتان اللبنانية والفلسطينية خطة جدعون وخاصة "المعركة بين الحروب"، وأفشلت الاثنتين خطةُ تنوفا خلال معركة سيف القدس، موضحاً أن المقاومة الاسلامية في لبنان تتلاعب الآن بنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي".
وبيّن أن المقاومة استطاعت الوصول لتقنية جديدة للطائرات المسيرة تتجاوز الأدوات الدفاعية لدى دولة الاحتلال، "وهو ما يعني دخول مرحلة جديدة تكسر بوضوح التفوق العسكري والتكنولوجي للاحتلال الذي لطالما تغنت به طيلة السنوات الماضية، وخاصة في سلاح الطيران".
وشدد الرفاتي على أن "طائرة حسان" التي أطلقتها المقاومة في لبنان تشير إلى بداية مرحلة استراتيجية جديدة في التعامل مع العدو، عنوانها "الحرب بين الغيوم"، والرد بالمثل وصولاً لمرحلة منع تحليق الطيران فوق الأراضي اللبنانية.
ويجدر الإشارة إلى أن الاحتلال حاول خلال السنوات الماضية إيجاد حل لضعف العمق الجغرافي، وكانت ترى في سلاح الطيران فرصة لتعويض ذلك.
في حين، قالت القناة 12 العبرية، إن (إسرائيل) تحاول استغلال بعض الدول، من بينها الإمارات -التي تتعرض لخطر الطائرات المسيرة- بهدف فحص بعد أنظمة الحماية وقدرتها على الرصد والاعتراض.
وتخشى المؤسسة الأمنية لدى الاحتلال من أن تتعرض (إسرائيل) لهجمات بطائرات مسيرة سواء من اليمن أو العراق، وفق ما أفادت القناة العبرية.
وقال المراسل العسكري للقناة، نير دفوري، إن (إسرائيل) بدأت بتشكيل حلف دفاع إقليمي مع بعض الدول المجاورة ودول أخرى لمواجهة خطر الطائرات المسيرة وذلك بهدف استغلال إمكانات كل دولة في كشف واعتراض هذه التهديدات الجديدة.
وأضاف دفوري: "في حال تم الاتفاق نهائياً على تشكيل هذا الحلف ستقوم كل دولة بمهمة توفير إنذار عن الطائرات التي قد تطلق تجاه دولة أخرى وتساعد في اعتراضها".
وفي هذا السياق، قال الرفاتي إن دولة الاحتلال تحاول الاستعداد المسبق للطائرات المسيرة عبر تسخير الدول المجاورة كمناطق رصد لها عبر حلف جديد تسعى لبلورته بذريعة أن أعداء الأنظمة العربية المطبعة هم أعداء دولة الاحتلال.
وأوضح الرفاتي أن الاحتلال يرى بالطائرات المسيرة نقلا للمعركة إلى داخل فلسطين المحتلة، "وهو ما يمثل معضلة حقيقية لأنها تضاعف المخاطر الأمنية وتعطي تشكيلات محور المقاومة قدرة التأثير على الحياة والاقتصاد ما يمثل معضلة أمنية واقتصادية مركبة".
وختم الرفاتي حديثه بأن المعارك المقبلة بين المقاومة والاحتلال ستتركز على الطائرات المسيرة بصورة كبيرة، "والطرفات يدركان ذلك جيداً ويعملان على الاستعداد لذلك".