قائمة الموقع

مقال: إذا أردتم نصرًا فعودوا إلى الله

2018-03-12T06:27:27+02:00
مصطفى الصواف

نحن قوم قدريون نؤمن بأن ما يجري لنا مسجل ومكتوب عند ربنا وفق تقديراته وحكمته البالغة، وهذا بحد ذاته يتطلب منا استمرار العمل وعدم الاستكانة رغم علمنا أن أمر الله لا مرد له إلا هو، والله يؤمرنا بالعمل بما لدينا من قوة وعدم الجلوس تحت الجدران وبعدها نعذر إلى الله هذا ما لدينا عملنا ولا طاقة لنا بعد ما تم استنفاد ما لدينا من طاقة بعد الاعتماد عليك ربنا في تقبل عملنا وتدبير أمرنا وأنت الأعلم بما لدينا وبما عملنا وننتظر منك النتائج.

هذا ببساطة التوكل على الله بعد العمل، فالله _سبحانه وتعالى_ يقول لنا: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ"، والقول هنا لنا نحن المؤمنين، فهل تحقق إيماننا حتى يتحقق فينا قول الله تعالى، لذلك فأول الطريق الايمان، فالله تعالى يقول  "إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ"، نصر الله بالأيمان بما أنزل والعمل بمقتضى الكتاب والسنة هكذا يكون نصر الله، فإذا أعلا المؤمن دين الله بالفهم والعمل به يكون نصر الله.

الإيمان قوة لا تضاهيها قوى العالم أجمع، بالإيمان انتصر المسلمون الأوائل على عدوهم وحققوا ما لم تحققه القوة المادية، فانتصروا على قريش دون أن يملكوا القوة التي لدى قريش، وانتصروا على الفرس والروم وهم لا يملكون ما تملكه امبراطوريتا الفرس الروم، هذا هو الإيمان الذي نصر الله به نبيه محمد _صلى الله عليه وسلم_ الذي تحقق فيه الايمان بالله فتحقق به نصر الله.

اليوم أمريكا وربيبتها (إسرائيل) تعدان أنفسهما أنهما الأقوى في هذه الدنيا ماديًا وعسكريًا بالقياس لما لدى الناس من قوة لا تضاهي ما لديهم من قوة وهما وغيرهم ليسوا على الإيمان الحق الذي به ينصر الله المؤمنين فتكافؤوا جميعًا بأن إيمانهم ليس كما يريد الله _عز وجل_، ونصرُ فئة على فئة ليس ناتج عن إيمان بقدر ما هو نتاج عدم تكافؤ في القوة المادية.

إذن نحن المؤمنون ندرك أننا الأضعف من ناحية القوى وأننا وهم متساوون من ناحية الإيمان، فالنصر هنا يكون للأقوى وهذا هو الحاصل على أرض الواقع الذي نعيش، فئتان تساوت بالإيمان واختلفت بالقوة، فالنصر للقوة والهزيمة بكل تأكيد للضعيف، نحن ضعاف في الإيمان وضعاف بالقوة فالهزيمة التصقت بنا منذ أن حاربنا الله وتركنا ما أمرنا به وأصبحنا شيعًا وفرقًا واتبعنا عدونا وألهتنا الدنيا فصدق فينا قول رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلًا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) وهذا يعني أن الدنيا شغلتنا وأصبحت أكبر همنا ومبلغ علمنا وتركنا ديننا، فأصابنا ما أصابنا من هم وغم ومذلة لم يصلها أحد ممن حولنا وبتنا نهان حتى في مقدساتنا على أيدي شذاذ الآفاق من اليهود والأمريكان ومن دان دينهم، وهنا نسأل رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ما هو الحل، وهنا يضع رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ الحل عندما يقول (... حتى ترجعوا إلى دينكم) إذا الحل ليس بامتلاك القوة المادية رغم أهمتها ولكن بالعودة إلى الدين إلى الإيمان بالله والعمل بمقتضى هذا الإيمان بالله.

إذن كم نحن بحاجة إلى العودة إلى الله، حتى يعود الله إلينا بنصرنا على عدونا وتحقيق العزة بدلًا من المهانة التي نحن عليها يوم أن تركنا ديننا وإيماننا وسعينا خلف الشرق تارة والغرب تارة أخرى.

تغيير حالنا ليس من خلال الهرولة خلف أمريكا والتطبيع مع (إسرائيل) وليس من خلال معادة أهل الدين ومحاربة العقيدة واستبدالها بكل أشكال الفجور والعصيان ومحاربة أولياء الله ووصمهم بالإرهاب إرضاء لأمريكا واليهود الصهاينة.

عودوا إلى الله، تمسكوا بدين الله، أخلصوا لله، اعملوا بمقتضى التشريع الذي عمل به من سبقوكم فامتلكوا الدنيا بقوة إيمانهم، فقوة الإيمان ألا تعادلها قوة لأنها قوة الله تعالى ينصر بها من آمن به ونصره.

اخبار ذات صلة