الرسالة نت-كمال عليان
أدانت الفصائل الفلسطينية الغطاء الرسمي العربي لـ "المفاوضات المباشرة" بين سلطة فتح و"إسرائيل"، مستهجنة من الموافقة على المفاوضات مع الاحتلال في الوقت الذي ينتهك فيه الاحتلال أهل القدس وتهجير أهل النقب.
وأكدت الفصائل في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" أن إعطاء الضوء الأخضر للمفاوضات هو انحياز واضح وتفريط غير مبرر بتضحيات الشعب الفلسطيني، داعين السلطة بعدم القبول بهذه المفاوضات.
وكان وزراء الخارجية العرب وافقوا أمس الخميس في اجتماعهم في جامعة الدول العربية على إجراء مفاوضات مباشرة بين سلطة فتح والاحتلال الصهيوني، متناسية بذلك كل الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
منزلق خطير
ووصف فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس القرار العربي بالمخيب للآمال ومضيع للحقوق الفلسطينية، معتبرا أن القرار يمثل تراجع لفريق أوسلو والعرب أمام الضغوط الأمريكية.
وقال في تصريح خاص لـ"الرسالة نت" :" هذا القرار منزلق خطير انزلقت فيه سلطة فتح والعرب وسيكون غطاء للاحتلال لممارسة استيطانه وتهويده للقدس والأقصى".
ودعا العرب وسلطة فتح لإعادة النظر وتقييم هذا القرار وتعزيز الوحدة الفلسطينية بدلا من تقديم الهدايا لحكومة نتنياهو والإدارة الأمريكية.
وفي سياق متصل أدان النواب الإسلاميون في الضفة الغربية إعطاء الضوء الأخضر لبدء التفاوض المباشر مع المحتل، معتبرين أن ذلك انحياز واضح وتفريط غير مبرر بتضحيات الشعب الفلسطيني وتقزيم لمسيرة جهاده.
وأكد النواب أن هذا التفويض يأتي في أحلك الظروف التي تمر على تاريخ القضية الفلسطينية ويهدد استقرار الشعب الفلسطيني، محذرين من العواقب الوخيمة التي قد تطرأ على القضية الفلسطينية.
ودعا النواب كافة الشرفاء والغيورين على قضايا شعوبهم وأمتهم إلى تكوين موقف عام شعبي ورسمي من عقلاء العرب ومثقفيهم للوقوف في وجه هذه الاستباحة من وزراء الخارجية العرب لتاريخ القضية الفلسطينية من خلال تقديم انجازات وتضحيات عشرات السنين هدية للمحتل عبر فتح الباب على مصراعية للتفاوض مع الاحتلال.
رفض المفاوضات
ومن جهتها أدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين القرار العربي بالعودة للمفاوضات المباشرة
مستهجنة هذا القرار الذي يأتي في الوقت الذي كان الاحتلال الاسرائيلي يمارس البلطجة العنصرية في القدس المحتلة عام 1967.
وقالت الجبهة في بيان وصل "الرسالة نت" نسخة عنه :" يأتي القرار الرسمي العربي في الوقت الذي ينبغي العمل على عزل "اسرائيل" كدولة منبوذة، وحالة استثناء مستديمة في خرق الشرعية الدولية والقانون الدولي العام وحقوق الانسان".
ودعت الجبهة السلطة والدول العربية الى سياسة وطنية وقومية جديدة برفض المفاوضات دون الوقف الكامل للاستيطان في القدس والضفة ، وفك الحصارعن قطاع غزة.
فاقدة للشرعية
بدوره أكد د. ذو الفقار سويرجو، عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، على أن العودة للمفاوضات المباشرة "فاقدة للشرعية والغطاء الوطني"؛ لأنها تأتي بعيدا عن قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ولجنتها التنفيذية، التي أكدت على عدم العودة لهذه المفاوضات دون وقف كامل للاستيطان.
ونوّه سويرجو إلى أن العودة للمفاوضات المباشرة، التي اعتبرها "انتكاسة جديدة للمشروع الوطني"، فيها تنكر لجزء كبير وهام من الشعب الفلسطيني ممثلا بقوى العمل الإسلامي كحركتي حماس والجهاد الإسلامي، إضافة إلى الجبهتين الشعبية والديمقراطية المنضويتين تحت لواء منظمة التحرير.
وأضاف: "لا يمكن لمفاوضات أن تجري في ظل استمرار الاستيطان، والعربدة الصهيونية في تفريغ القدس من مواطنيها".
وفيما يتعلق بالضمانات الأميركية لعباس، قال سويرجو: "هي بالتأكيد مثل تلك الضمانات التي أعطيت للرئيس الراحل ياسر عرفات عند الخروج من بيروت، بحجة حماية الشعب الفلسطيني في المخيمات، وكانت النتيجة مذبحة راح ضحيتها أكثر من 3 آلاف فلسطيني"، معتبرا أن "الضمانات الحديثة سيكون وراءها كارثة أخرى للشعب الفلسطيني".
وكان الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، قد وعد الرئيس عباس بإقامة دولة فلسطينية مستقلة في عام 2008، الذي شهدت أيامه الخمسة الأخيرة عدوان الرصاص المصبوب على قطاع غزة.