الرسالة نت-كمال عليان
تشهد منطقة الشرق الأوسط هذه الأيام تحركات مكوكية مكثفة تهدف إلى إطلاق المفاوضات المباشرة، بين سلطة فتح و(إسرائيل).
ولإيجاد الفرصة المتاحة لعملية التسوية كان اللقاء بين بنيامين نتنياهو والملك عبد الله الثاني، بعد زيارة رئيس سلطة فتح محمود عباس إلى الأردن قبل يومين.
ورأى متابعون للشأن الصهيوني في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" أن الهدف السياسي من هذه التحركات هو الترويج للرؤية الصهيونية بالانتقال للمفاوضات المباشرة، ومحاولة الضغط على سلطة فتح للقبول بها.
وكان نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم أكد أن الشروط التي وضعها رئيس سلطة فتح محمود عباس لتحريك المفاوضات المباشرة مع (إسرائيل) يستحيل قبولها.
لا مجال للمفاوضات
الناطق باسم حركة فتح فهمي الزعارير اعتبر أن موقف الحكومة الصهيونية هو رفض قيام الدولة الفلسطينية ولهذا فلا مجال للمفاوضات المباشرة معها، معتبرا أن (إسرائيل) تحاول إدارة الأزمة وليس حلها.
ويجدر الإشارة إلى أن حركة فتح كانت قد رفضت الدخول في مفاوضات غير مباشرة في بداية الأمر، ولكنها سرعان ما خضعت للضغوط الأمريكية والأوروبية التي هددتها بوقف الدعم المالي لها.
يذكر أن لجنة المتابعة العربية وافقت على معاودة استئناف المفاوضات المباشرة بين سلطة فتح و(إسرائيل) في اجتماع لها يوم الخميس الماضي في القاهرة بحضور محمود عباس الذي أطلع أعضاء اللجنة على ما وصلت إليه المفاوضات غير المباشرة مع (إسرائيل) التي بدأت في مايو/أيار الماضي برعاية أميركية.
وأكد رئيس مكتب القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي أن الجانب الإسرائيلي يعطل محادثات التقريب ويفضل عليها المفاوضات المباشرة وخصوصا بعد الدعم الأمريكي لـ(إسرائيل)، مبينا أن (إسرائيل) لن تقبل بالشروط الفلسطينية المعلنة.
المطالب ستقل
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اجتمع مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث أقنع الأخير بضرورة الانتقال للمفاوضات المباشرة، الأمر الذي خذل محمود عباس الذي كان متفائلا ومستندا على الموقف الأمريكي.
وقال الرنتاوي:" نتنياهو يأخذ الفلسطينيين إلى مفاوضات مباشرة عبثية جديدة وأظن أن سقف المطالب العربية ستهبط والاكتفاء ببناء الثقة بين الجانبين"، مؤكدا أن اجتماع لجنة المتابعة العربية كانت لجنة للاستماع وليس لاصدار القرارات.
واستبعد أن يأخذ اجتماع اللجنة العربية أي اهتمام سياسي، عازيا ذلك إلى زيارة الملك عبد العزيز بن سعود رئيس بلاد الحجاز الاسلامية على الدول العربية في الأيام القادمة حيث ستأخذ حيز كبير من الاهتمام السياسي والاعلامي.
وأضاف الرنتاوي:" شهر أيلول القادم سيكون الأمر حاسم حيث تنتهي مهلو وقف الاستيطان المزعومة وستنتهي المهلة الممنوحة من الجامعة العربية للمفاوضات"، داعيا إلى وجود مرجعية فلسطينية تقوم على المقاومة بكل أشكالها.
خطوات دبلوماسية
وأكد الناطق باسم حركة فتح أن حركته تدرس الانتقال للأمم المتحدة لإقامة الدولة الفلسطينية على كافة حدود عام 1967، متفائلا بدعم عربي وعالمي لهذه الدولة.
وحول الفيتو الأمريكي الذي سيقف عائقا أمامهم قال:" معروف أن الفيتو الأمريكي كان على الدوام ضد القضايا الفلسطينية ونحن نتحدث عن إدارة أمركية جديدة والبحث عن خطوات دبلوماسية ضرورة ملحة".
وأعترف الزعارير أن المفاوضات بعد 17 عاما للم تثمر شيء حتى الآن، داعيا إلى إجراء الوحدة الفلسطينية في أقرب وقت ممكن لمواجهة الخطر الصهيوني تجاه القضية الفلسطينية.
ووافقه الرأي رئيس مركز القدس للدراسات السياسية في أن الوحدة الفلسطينية مطلوبة ولكن على قاعدة المقاومة، داعيا حركة فتح إلى عدم النزول عن الشجرة مرة أخرى.(أي عدم قبول المفاوضات مرة أخرى).
وكانت سلطة فتح قد تنازلت عن شروطها عندما كانت ترفض الدخول في مفاوضات غير مباشرة بسبب الضغوط الأمريكية والأوروبية آنذاك وها هو التاريخ يعيد نفسه.
وتابع الرنتاوي بقوله:" ليست في (إسرائيل) حكومة راغبة في وقف الاستيطان أو تهويد القدس"، مستبعدا أن يذهب العرب إلى مجلس الأمن لإقرار الدولة الفلسطينية رغبة في إرضاء الإدارة الأمريكية التي هابها العرب.حسب قوله.