قائمة الموقع

مقال: هل انفجار موكب الحمد الله مجرد مسرحية؟!

2018-03-15T06:22:20+02:00
ابراهيم المدهون
بقلم: إبراهيم المدهون

زيارة الحمد الله الغامضة والمفاجئة التي لم يعلن عنها ورتب إليها بيوم وليلة انتهت بانفجار اكثر غموضا لم يصب أحدا إلا المصالحة والجهود القائمة لترتيب البيت الفلسطيني، وفي البداية أي يد تمتد أو تروع فلسطينيا هي يد إسرائيلية، وعلينا توجيه المسؤولية وأصبع الاتهام لهذا الاحتلال الذي يريد شق الصف وإرباك الحالة الفلسطينية وافشال المصالحة، وهذا هو الهدف من الانفجار، وأي رد فعل في هذا الاتجاه تساوق واستجابة لأهداف منفذي الانفجار أيا كانوا.

إلا أن المتابع لإعلام السلطة تلفزيون فلسطين ووكالات الأنباء والأخبار التابعة للمخابرات وكأنها منتظرة الحدث وهناك غزارة بالأخبار والتصعيد، وهذا يعزز أن الحدث مفتعل للعمل على تخريب المصالحة والتنصل من أي التزام تجاه غزة والمصالحة، أو أن السلطة كانت تنتظر أي حدث لتتنصل من الالتزامات تجاه غزة بعد اشهر من المراوغة والاخذ والرد، بل إن اجراءات الرئيس عباس الانفصالية لم تتوقف وكان اخرها زيادة الخصم على الموظفين.

قبل اشهر وبعد توقيع اتفاقية القاهرة تمت محاولة اغتيال اللواء توفيق ابو نعيم، ولحظتها حملت (إسرائيل) المسؤولية، وهناك من لامني وشكك بتحليلي، وثبت ان (إسرائيل) المستفيدة وهي المسؤولة، وتعاملت حماس لحظتها بمسؤولية وطنية عالية ولم تقم باي خطوة ضد المصالحة رغم شكوك واشارات وجهت لمخابرات السلطة كونها الاكثر استفادة، لهذا يخطئ اليوم ناطقو فتح واعلام السلطة إذ يبرئون الاحتلال ويلقون المسؤولية على حماس، وهذا خطأ استراتيجي غير مقبول، واتمنى ان تنتبه فتح لخطابها، وأن تتمتع بمسؤولية وطنية وأخلاقية قبل كل شيء، ولتحذر ان تستغل هذا الحدث للتنصل من التزاماتها ودورها في قطاع غزة.

لو كانت السلطة معنية بالمصالحة لسارعت إلى احتواء الموقف والتعامل بوطنية ولما شنت هجوما على المصالحة لتخييب الظن الاسرائيلي، فحينما تتوفر الارادة السياسية يتم تجاوز الاحداث مهما كبرت، فحينما تم اغتيال السفير الروسي في تركيا وبين احد عناصر الامن الاتراك قامت موسكو باحتواء الموقف وتعزيز العلاقة مع تركيا وتفهم اهداف العملية في توتير العلاقة.

المطلوب اليوم من السلطة عدم استغلال الحادث الغامض لاتخاذ خطوات ضد غزة، والتعامل بمسؤولية واستثمار اللحظة للتوحد ومواجهة اخطار ما تتعرض له القضية الفلسطينية، وفي حال اتخذ الحادث ذريعة وبشكل سلبي تجاه غزة وترجم التحريض الواسع لعمل معاد ضد القطاع وحماس، فنحن لسنا إلا أمام مؤامرة حقيقية تجاه قضيتنا، واعتقد ان السلطة في هذه اللحظة معنية لتتهرب من استحقاقاتها الوطنية لصالح التساوق مع صفقات التصفية.

اخبار ذات صلة