استعادت فصائل المعارضة السورية المسلّحة السيطرة على مدينة حمورية في غوطة دمشق الشرقية، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام السوي، حيث واصلت الأخيرة محاولات الاقتحام في محور مدينة دوما، والقصف على مدن وبلدات الغوطة.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن قوات المعارضة تمكنت من استعادة كامل مدينة حمورية، بعد هجوم معاكس شنته ليل الخميس على المواقع التي تقدمت إليها قوات النظام بمساندة الطيران الروسي.
وكان "فيلق الرحمن" المعارض قد أعلن مساء أمس عن استعادة أجزاء واسعة من المدينة بهجوم معاكس، عقب تقدم قوات النظام الذي جاء نتيجة استخدامها للمدنيين دروعا بشرية.
وأكدت المصادر أن آلاف المدنيين خرجوا أمس من حمورية إلى مناطق سيطر عليها النظام مؤخرا في الغوطة، وسط قصف عنيف من قوات النظام أسفر عن قتلى وجرحى في صفوف المدنيين الفارين من المدينة.
من جانبه، قال "جيش الإسلام" صباح اليوم إن قوات النظام جددت الهجوم على محور بلدة الريحان شمال شرق دوما، مشيرا إلى أنه أعطب دبابة لقوات النظام خلال صد الهجوم.
ولا تزال المعارك مستمرة بشكل عنيف على محاور مدينة حمورية، وبلدة الريحان، ومحاور بلدة سقبا وبلدة جسرين، وسط تواصل القصف الجوي والمدفعي على مدن وبلدات الغوطة.
إلى ذلك، ارتفع عدد القتلى نتيجة قصف قوات النظام وروسيا إلى 19 مدنياً، بينهم 13 في بلدة حمورية.
وقال مصدر في الدفاع المدني إن "القصف الجوي والصاروخي أسفرا عن مقتل 13 مدنياً، بينهم أربعة أطفال وسيدتان وإصابة العشرات في بلدة حمورية"، مشيراً إلى أن "أربعة مدنيين بينهم عنصر في الدفاع المدني قتلوا وأصيب آخرون، نتيجة قصف استهدف بلدة حزة القريبة".
وبيّن المصدر أن "الطائرات الحربية التابعة للنظام وروسيا قصفت الأحياء السكنية في بلدة حزة، بصواريخ تحوي قنابل فوسفورية محرمة دولياً"، لافتاً أيضاً إلى "مقتل مدنيين اثنين في قصف استهدف مدينة دوما".
ووجه مجلس محافظة ريف دمشق، التابع للحكومة المؤقتة، رسالة مناشدة جاء فيها، "أيها العالم المتحضر إن المدنيين السوريين في الغوطة الشرقية ليسوا حقل تجارب للأسلحة الروسية الفتاكة التي تقتل المئات وتحول الآلاف إلى معاقين".
وأشار المجلس إلى أن "سكان الغوطة الشرقية الذين يحبون الحياة ويريدون العيش بسلام في أرضهم مازالوا ينتظرون من يتصدى لإيقاف إرهاب نظام الأسد الذي أدى لتدمير مظاهر الحياة وقهر الإنسان".
وأضاف أن "نظام الأسد لايزال يتحدى المجتمع الدولي باستخدامه المستمر للأسلحة المحرمة دولياً كقنابل النابالم الحارق وغاز الكلور السام والقنابل العنقودية، مؤكداً أن إمعان نظام الأسد في وحشيته باستخدام الأسلحة المحرمة ضد المدنيين هو استخفاف بالمجتمع الدولي، وانتهاك سافر لقوانين حقوق الإنسان".