قائد الطوفان قائد الطوفان

حادثة الحمد الله وفرج.. حجة "التمكين بعد التفجير"

الحمد الله بغزة
الحمد الله بغزة

الرسالة-محمد بلّور

رامي الحمد الله رئيس حكومة الوفاق الفلسطينية راق له الدور كممثل في مسرحية (التمكين بعد التفجير) فانحنى أمام تصفيق الجمهور وهو يقفل عائدا إلى رام الله مجدداً عزمه العودة إلى غزة بعد أن أغرته الصور حديثة الطباعة التي رفعت خلال مراسم الاستقبال.

وكانت عبوة ناسفة مزروعة على قارعة الطريق قد انفجرت صباح الثلاثاء خلال مرور موكب الحمد الله واللواء ماجد فرج مسؤول المخابرات الفلسطينية على بعد مئات الأمتار من معبر بيت حانون ما أدى لأضرار وإصابات طفيفة في أفراد ومركبات الموكب.

ومما يعكس الطابع المسرحي على الحادثة أن الأدوار كانت موزعة مسبقاً، ويؤيد ذلك حالة التناغم بين المتهمين بتحميل حماس المسئولية وتقزيم دورها الأمني بعد أسابيع من محاولات سيطرة حكومة الوفاق على أجهزة الأمن من خلال استثناء حقوق آلاف الموظفين في ظل دور مصري مكثف للمصالحة.

وثمّة سؤال مهم يقفز للذاكرة هو من المستفيد من مسرحية التفجير؟، وما هي أهدافه في هذا الوقت بالتحديد بعد أن واصل الوفد الأمني المصري جهود المصالحة عن قرب ولم تقدم السلطة خطوة واحدة للأمام.

طوال شهور مضت تذرعت السلطة وقيادة فتح بأهمية تمكين الحكومة لكنها في الوقت ذاته واصلت فرض العقوبات على غزة من قبيل قطع الكهرباء وخصم الرواتب وإعادة الضريبة وعدم دمج الموظفين وهذا ما أحرجها شعبياً، لذا هي تحاول اليوم الولوج لغزة من بوابة تحميل حماس فشلا أمنيا.

وفي السياق، قال رامي الحمد الله في تصريح صحفي، فور وصوله مقر مجلس الوزراء في رام الله قادما من غزة "الحديث عن سلاح واحد وشرعية واحدة، وكيف لحكومة أن تستلم غزة ولا تقوم بتحمل مسؤولية الأمن"، مطالبا حركة حماس بتمكين الحكومة وتسليم الأمن الداخلي، لأنه لا يمكن للحكومة أن تتواجد بشكل فعلي من دون أمن.

تاريخ حماس داخل وخارج فلسطين المحتلة لم يثبت حادثة اغتيال شخصية فلسطينية واحدة بهذا النسق لكن فتح لها سجل طويل من الصراعات والضحايا، وهي حتى اليوم لم تجرؤ كشف من ساهم في دسّ السمّ للرئيس الراحل ياسر عرفات.

ترى ما الذي يدفع مدير المخابرات ماجد فرج للحرص على افتتاح محطة تحلية رغم أن مسماه يلائمه مناسبات أكثر أهمية في زيارة برفقة رامي الحمد الله رئيس حكومة الوفاق ؟!، وأين هو أمنه المسبق وعلى افتراض أنه خاطر بعد التفجير لماذا خالف أدنى قواعد الأمن التي تفرض تركه المنطقة كاملة بدل إكمال الجولة ؟؟!!.

وكانت زيارة الحمد الله وفرج قد أعلن عنها في وقت متأخر من الليلة السابقة للحادثة قبيل الساعة الثانية عشر وعندما دخلت المركبات كانت بعدد أكبر بينما وقع الانفجار عن بعد.

ويبدو أن المقصود في الفصل الثاني من الحكاية بعد بدء مرحلة متقدمة عن ملف الموظفين والأمن برعاية المخابرات المصرية إحداث خلل أمني تستفيد منه السلطة الفلسطينية في تبرير موقفها الانفراد بالسيطرة على أجهزة الأمن وإلا تعلن صراحة فشل المصالحة ووصولها لجدار الصدّ.

الجوقة كلها مكتملة بدءًا من (غرينلات) مساعد الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) الذي دعا قبل أيام حماس لمراجعة نهجها السياسي وترك سلاحها وحتى (نتنياهو) الذي يناصبها العداء صراحة وصولاً إلى عزم الأحمد ورئيس السلطة وشركائهم كلهم عزفوا من نوتة واحدة هي ضرورة انتزاع قوى الأمن من حماس بغزة.

التصريحات النارية التي تفتقد لدليل واحد وتفتقر للمهنية بكافة أشكالها تسلسلت من قيادة فتح والسلطة بوصف الحادثة اغتيال وتحميل حماس المسئولية وحتى رئيس السلطة عباس قطع زيارته الخارجية للأردن بردة فعل لم نسمعها طوال حروب غزة وقد لوّح كثيرون باتخاذ قرارات وممارسة مزيد من الجرائم بحق مليوني فلسطيني بغزة.

إن السيناريو المعد سلفاً هدفه في المرحلة الحالية إقصاء حماس من كامل المشهد، فعدم جنوحها للمزاج الدولي والإقليمي في رؤية السلطة و(إسرائيل) ومخطط (صفقة القرن) يمضي لمحاولة افتعال فلتان أمني من عدة بوابات أولها ما جرى وربما تشهد الأيام القادمة محاولات حثيثة لضرب الاستقرار الأمني بغزة تمهيداً لخطوات انقلابية تشيطن غزة بكاملها.

البث المباشر