قائمة الموقع

مقال: غزة والمعادلة البغيضة

2018-03-17T16:23:55+02:00
بقلم: ناصر ناصر

يبدو ان الشعب الفلسطيني بشكل عام وفي غزة على وجه الخصوص هو ضحية لمعادلة داخلية وخارجية ، محلية وإقليمية ودولية بغيضة تستخدم فيها أساليب السياسة اللاأخلاقية والظالمة :  فلقد تواترت تقارير إعلامية بان بعض الانظمة العربية الداعمة لترامب تمارس الضغط السياسي والمالي على الرئيس عباس ليوافق على صفقة ترامب المشؤومة ، والتي تجري فعلا على أرض الواقع ولكنها بحاجة الى موافقة القيادة الفلسطينية الرسمية لتنال شرعية شكلية .

في مقابل هذا يتهرب الرئيس عباس بطريقة غير مقبولة على معظم أبناء الشعب الفلسطيني من خلال تقديس التنسيق الامني مع دولة الاحتلال ، وحتى دون اي ثمن سياسي سوى البقاء ( التنفس تحت الاحتلال ) ، إضافة الى ممارسة ضغوط غير انسانية وظالمة ضد شعبه في غزة ، ويحسب بذلك انه يناكف شركاؤه في بقايا ( العملية السلمية ) اي أمريكا واسرائيل ، من خلال اللعب على المخاوف الاسرائيلية الحقيقية من انفجار غضب وجوع غزة ضدها ، وهكذا يلعب الرئيس أبو مازن بأوراق لا يمتلكها ، ولكنه وبحكم (الظلم الواقع ) يملك التأثير عليها .

اسرائيل وأمريكا تردان على موقف ابو مازن من خلال البحث عن الطريق المفقود حتى الان للتخفيف عن غزة ، أو بالأحرى لحماية اسرائيل من انفجار غزة ، وذلك دون ابو مازن ولعل اجتماع البيت الابيض الاخير هو أحد تعبيرات هذا الموقف الاسرائيلي الامريكي، تجدر الاشارة ان كوشنير أشار في تصريح له في الساعات الاخيرة ان الامريكان (سيخففون عن غزة ) دون مشاركة ابو مازن وحماس .

و هكذا تستمر أساليب السياسة البغيضة في العمل والكل فيها محتمل ومباح ، والضحية الاولى هم الشعب الفلسطيني ، أما قضايا وأهداف الشعب الفلسطيني الجوهرية كالعودة والقدس والدولة فهي في أحسن الظروف تنتظر " المنقذ " وفي أسوأها تتراجع وتتآكل .

وكل ذلك يجري في عهد حكم الرئيس الفلسطيني ابو مازن .

اخبار ذات صلة