دعوة وجهاد بسرية

الشهيد البطران..تعلقت روحه بأسرته فلحق بهم شهيدا

الشهيد البطران تعلقت روحه بأسرته التي سبقته للآخرة
الشهيد البطران تعلقت روحه بأسرته التي سبقته للآخرة

الوسطى – رائد أبو جراد – الرسالة نت

توقفت الكلمات وعجز لسان الشاب إياد أبو شمة من مخيم البريج وسط قطاع غزة وهو يصف صديقه وأخاه في المسجد الكبير بالمخيم الشهيد القسامي القائد عيسى البطران الذي اغتالته صواريخ الاحتلال الغادرة فجر السبت بعد نجاته من عدة محاولات صهيونية جبانة لاستهدافه.

""

واستشهد القائد القسامي عيسى البطران الذي يعتبره الاحتلال الصهيوني من اخطر المطلوبين له فجر السبت بعد استهدافه من الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخ واحد على الأقل أثناء تواجده في أرض له في مخيم النصيرات بعد أن فشل الكيان في اغتياله لمرات كثيرة.

ويعد الشهيد "أبو بلال" في العقد الرابع من عمره والذي كان يعمل مدرساً في "الاونروا" قبل أن يفصل منها بسبب نشاطه العسكري من ابرز قادة التصنيع العسكري بكتائب القسام في قطاع غزة، وحاول الاحتلال استهدافه أكثر من 5 مرات  نجا منها.

ويؤكد جمال الهندي أحد أصدقاء  الشهيد البطران أنه كان من الرعيل الأول في الالتزام ضمن المجموعات الأولى لجماعة الإخوان المسلمين بمخيم البريج والتي أسسها الشهيد المقادمة آنذاك، لافتاً إلى أن "أبو بلال" كان ضمن اللبنة الأولى في مشوار التربية والدعوة وهو ما أهله للمضى في مجالات الجهاد.

""

عمله الجهادي

وتابع الشاب أبو شمة الذي رافق البطران في مسيرته الدعوية في المسجد الكبير:"بعد استشهاد كامل أسرته كنا نعلم أن الشهيد أبو بلال لن يصمت على جريمة الاحتلال وسيرد عليها وباستمرار عمله الجهادي وبمواصلة تصنيع قذائف الهاون والعبوات الناسفة التي تميز بها واتضح ذلك جلياً خلال كلمته التي ألقاها في المقبرة أثناء وداع زوجته وأبناءه".

واستطرد الهندي وألم فراق صاحبه "البطران" ظهر على صوته الخافت عبر الجوال:"التحق شهيدنا في صفوف كتائب القسام بشكل رسمي أوائل انتفاضة الأقصى وتحديداً عام 2003 بعد انضمامه للجيش الشعبي وقتها"، منوهاً تقلد الشهيد لعدة مناصب في الجناح العسكري لحماس كان آخرها أحد قادة وحدة التصنيع.

وعن آخر أيام أبو بلال الذي وصفت تحركاته بالسرية، أشار الهندي إلى أن شباب مسجد البريج الكبير كان يرونه في الأسابيع الأخيرة في خطبة وصلاة الجمعة من كل أسبوع فقط نتيجة انشغاله في العمل العسكري ومجالات التصنيع والإعداد.

أما الشاب أبو شمة فأكد ودموع الحزن سالت على وجنتيه أن فراق أخيه أبو بلال كان كالصدمة عليه لكنه قدر الله تعالى وما كان ينتظره الشهيد القائد "عيسى" ليلقى بذلك إخوانه الشهداء الذين سبقوه ويرحل عن الدنيا التي ودع فيها قبل سنوات زوجته وأسرته ويحصل على مراده "الشهادة في سبيل الله تعالى بعد مشوار جهادي مشرف ضمن الصفوف القسامية".

ومضى أبو شمة الذي يعتبر نفسه تلميذاً للشهيد "البطران يقول:"كان رحمه الله يعمل بكل سرية وهذا أمر جعلنا نقتدي به في كل عمل نقوم ننفذه وكان أسوة حسنة لنا في مشواره الدعوي والجهادي والحركي ولم يكن يظهر دائماً مما مكنه من العمل ضمن صفوف وحدة التصنيع التابعة لكتائب القسام في سرية وصمت ملازم لعمل دؤوب نوعي مميز".

سبقت استشهاده

وعن آخر أيام الشهيد البطران أوضح الشاب أبو شمة أنه لم يكن يرى "أبو بلال" كثيراً خلال الأسابيع الماضية التي سبقت استشهاده رغم هدوء الظروف الأمنية، مشيراً إلى أنه استقر في آخر سنة من التزامه ضمن صوف الحركة في التفرغ في العمل العسكري ضمن صفوف التصنيع بعد القيادة منه ذلك".

وزفت كتائب القسام في بيان لها  وصل "الرسالة نت" نسخة عنه القائد القسامي "عيسى البطران"، مؤكدة أن الشهيد ارتقى جراء غارة صهيونية استهدفته فجر السبت شرق مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة.

""

وشيعت جماهير غفيرة من مخيم البريج تقدمهم قادة حركة حماس ونواب التشريعي ولفيف من الوزراء في الحكومة الفلسطينية جثمان الشهيد "عيسى البطران" 40عاماً إلى مثواه الأخير في مقبرة شهداء البريج شرق المخيم الواقع وسط قطاع غزة، وأجمع المشاركون على المضي قدماً في طريق الجهاد والمقاومة الذي خاضه الشهيد حتى تحرير أرض فلسطين.

والدة الشهيد الحاجة حاكمة النمروطي التي خط الزمن نقوشاً على وجهها الحزين توسلته أن يحاول التعايش مرة أخرى ليربي طفله عبد الهادي وان يتزوج ليبني أسرة أخرى، فكان لها ما أرادت وتزوج "الشهيد الحي" حينها من الفتاة سندس المقيد  التي كانت تعلم أنها لن تعيش كباقي الزوجات في بيت هادئ وفراش وثير وأنها لو قدر لها ذلك فتعلم أن زوجها لن يكون لها وان روحه معلقة بمن سبقه إلى الحياة الأخرى.

اليوم لم يعد "عيسى البطران" إلى بيته كما لم يعد إلى مدرسته وتشتاق إليه أمه المسنة، ويقول ذووه إنه لم ير طفله عبد الهادي منذ وقعت المجزرة في البيت، وإنهم يعلمون اشتياقه لأطفاله وزوجته الراحلين، وللطفل المتبقي ولكنهم لا يملكون حتى اللحظة إلا أن يداعبوا الطفل الوحيد ويحملوه قرب قلوبهم ويحاولوا إرضاعه حليبا غير حليب الأم.

البث المباشر