انتهى مؤتمر روما الذي عولت عليه إدارة عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لسد عجزها المالي الذي زاد من حجمه تخفيض الولايات المتحدة لحصتها من التمويل، دون المتوقع، بتعهدات مالية بلغت 100 مليون دولار نصفها من دولة قطر وحدها، فيما تقاسمت 89 دولة بقية المبلغ.
ويستدل من الرقم الصادر عن المؤتمر أن ثمة تراجعا في الموقف الدولي الداعم للأونروا، التي تخوض معركة وجودية في مواجهة أمريكا و(إسرائيل) اللتين تسعيان إلى إنهاء عملها باستخدام كافة وسائل الضغط السياسي والمالي، مما يشير إلى أن التوجه الدولي بات أقرب للموقف الأمريكي و(الإسرائيلي)، مما يحتم على الأونروا التوجه إلى مسارات عمل أخرى تمكنها من الاستمرار وتقديم الخدمات للاجئين.
وفي تفاصيل ما جاء في المؤتمر، أعلن الناطق الرسمي باسم وكالة أونروا سامي مشعشع أنه بعد انفضاض المؤتمر الاستثنائي الذي انتهى في العاصمة الإيطالية روما تم الإعلان عن تعهدات جديدة بمبلغ 100 مليون دولار من قيمة العجز المالي التراكمي الذي تعاني منه الأونروا بقيمه 446 مليون دولار.
وأشار إلى أن المفوض العام بيير كرينبول أكد في معرض تعقيبه بعد انتهاء أعمال المؤتمر بالدعم السياسي القوي للأونروا ولمهام ولايتها وللخدمات الحساسة التي تقدمها للاجئي فلسطين، موضحا أنه سيكون على الجميع أن يعمل جاهدا حتى نهاية العام من أجل تحقيق النتيجة التي نسعى وراءها، مؤكدا بأنه سيرفع إلى الأمين العام في منتصف شهر أيار تقريرا بشأن التقدم الذي تم إحرازه.
واشتمل الحضور في المؤتمر على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية فيدريكا موغيريني بالإضافة لوزراء خارجية الأردن والسويد ومصر وممثلين عن أكثر من 75 دولة.
وفي تفاصيل ذلك، لم يخفِ المستشار الإعلامي لمدير عمليات الوكالة عدنان أبو حسنة أن ما تم التعهد به في المؤتمر لم يكن كافيا لسد عجز الأونروا، بل اعتبر المؤتمر برمته جزءًا من خطة الأونروا الساعية لسد العجز خلال الأشهر المقبلة، رغم أن إدارة الأونروا عوّلت كثيرا على المؤتمر خلال الأيام التي سبقت عقده.
وقال أبو حسنة في اتصال هاتفي مع "الرسالة" إن الأونروا ستسعى للتواصل مع الجهات الدولية والمؤسسات الإسلامية بما فيها هيئات الزكاة، لتبلغ ذروة الاتصال وطلب المساعدة في سد العجز في شهر رمضان المقبل، مشيرا إلى أن بعض الدول المشاركة في المؤتمر أكدت أنها ستدعم ميزانية الوكالة بعد انتهاء المؤتمر.
وجاءت النتائج المخيبة للآمال من مؤتمر روما، في ذكرى مرور 100 يوم على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل والذي مثّل بدايةً لصفقة القرن التي ترعاها أمريكا وتقبل بها أطراف إقليمية وعربية، مما يدق ناقوس الخطر على مستقبل القضية الفلسطينية بملفاتها الكبرى وفي مقدمتها قضية اللاجئين، كما جاء تزامنا مع اجتماع دولي مريب في البيت الأبيض لنقاش الوضع الإنساني في غزة، والذي سرق جزءًا من زخم مؤتمر روما حول أزمة الأونروا.
وفي التعقيب على ذلك، قال عصام عدوان رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس إن المؤتمر نجح في الترويج للأزمة المالية التي تعاني منها الأونروا، إلا أنه افتقد للدعم الحقيقي للوكالة في مواجهة الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء، وهذا ما ظهر من حجم التعهدات المالية الناتجة عن المؤتمر والتي بالمؤكد كانت دون المتوقع لدى الوكالة والجهات المعنية بحل الأزمة.
وأضاف عدوان في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن الحضور الدولي القوي في المؤتمر دون تقديم الدعم اللازم الذي كان من المفترض أن يمثل رسالة لأمريكا مفادها أن العالم يقف إلى جوار الوكالة، مما يعني اننا أمام تهرب دولي من مسؤولية الاهتمام بقضية اللاجئين الفلسطينيين، لتصبح دول العالم أقرب للموقف الأمريكي الذي يسعى إلى إنهاء الأونروا، وقضية اللاجئين التي تتبناها.