هل ينجح الرئيس التشيكي بنقل سفارة بلاده للقدس؟

هل ينجح الرئيس التشيكي بنقل سفارة بلاده للقدس؟
هل ينجح الرئيس التشيكي بنقل سفارة بلاده للقدس؟

القدس المحتلة- الرسالة نت

يصر الرئيس التشيكي ميلوش زيمان على تسريع إجراءات نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، مستغلا نفوذه بالضغط على رئيس الوزراء أندريه بابيش الذي كلفه من جديد بتشكيل الحكومة حتى بعد فشل الأخير في نيل ثقة البرلمان.

وتسعى إسرائيل جاهدة لاستغلال وجود زيمان على قمة هرم السلطة في التشيك والاستفادة من نفوذه، وهو ما دفع السفير الإسرائيلي في العاصمة براغ دانييل ميرون إلى أن يوصي -في رسالة موجهة للخارجية الإسرائيلية كشف عنها لوسائل الإعلام- باستثمار نفوذ زيمان في هذا الوقت وتأثيره على بابيش.

وقال الناطق الرسمي باسم القصر الجمهوري يرجي أوفتشاتشيك في تصريح خاص للجزيرة نت إن الرئيس زيمان يؤيد ويدعم نقل السفارة التشيكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، مضيفا أن أولوية القضية دفعته لأن يبادر ويفتح نقاشات داخل المؤسسات التشيكية الحكومية بخصوص الموضوع.

وللحيلولة دون ذلك، قال سفير دولة الكويت في التشيك أيمن العدساني للجزيرة نت إن اجتماعا قد جرى بين المجموعة العربية ووزير الخارجية التشيكي مارتين ستروبنتسكي، انتهى ببيان نشرته وزارة الخارجية التشيكية وضحت فيه أنه لن يتم نقل سفارة التشيك إلى القدس، وأن الموقف الرسمي سيبقى جزءا من الموقف الأوروبي المعلن.

منع الانسياق

بدوره، قال السفير الفلسطيني في براغ خالد الأطرش للجزيرة نت إن هناك تحركات فلسطينية مباشرة مع الحكومة التشيكية والاتحاد الأوروبي منذ فترة، لمنع الانسياق خلف الخطوة الأميركية عبر الضغوط التي تمارس ويجري الحديث عنها بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة للاحتلال الإسرائيلي، ونقل سفارته للقدس، "وبالتالي نقوم بالتنسيق من خلال المجموعتين العربية والإسلامية".

وأضاف الأطرش أن أي خطوة غير محسوبة -كما يروج إعلاميا وسياسيا- من خلال تحركات الرئيس زيمان باستغلال أي نوع من الضغوط السياسية، كنقل السفارة أو افتتاح قنصلية فخرية أو مقر سكن للسفير في القدس؛ "ستكون انتهاكا فاضحا للقانون الدولي، وعدوانا مباشرا على الشعب الفلسطيني، وهذا ما نعمل على تفاديه".

وتعارض أوساط تشيكية مسعى زيمان، ومن هؤلاء وزير الخارجية رئيس الجمعية العمومية للأمم المتحدة الأسبق يان كافان، الذي وصف "المشروع المتهور" لزيمان وإصراره على نقل السفارة التشيكية للقدس، بأنه "جهل بالقانون الدولي وطريقة استفزازية لقلب الحقائق".

وأضاف أن موقف الرئيس التشيكي الضاغط بقوة لنقل السفارة هو نوع من رد الجميل لإسرائيل، مضيفا أن الرئيس كان قد طرح فكرة نقل السفارة عام 2013 أي قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وبالتالي يسعى جاهدا للتسابق مع نظيره الأميركي في هذا المجال.

دعم الرئيس

ولفت كافان إلى أنه بالإضافة إلى نفوذ زيمان داخل المؤسسات الحكومية، فإن رئيس الوزراء بابيش يحتاج إلى دعم الرئيس في التمديد قبل تشكيل أي حكومة قادمة، ومن الواضح أن الأمر لن يكون سهل المنال مما يفرض عليه الامتثال لضغوط الرئيس كليا أو جزئيا.

وعن الأسباب التي تدفع باتجاه محاباة لإسرائيل، قال الباحث التشيكي في شؤون الحضارة الإسلامية لبوش كروباتشيك إن الرئيس يتبنى دائما سياسة إسرائيل مهما خالفت القانون الدولي، وهو أمر ليس بالجديد، لافتا إلى أن زيمان يسعى إلى الشهرة العالمية ولو كانت مواقفه مضللة وغير صحيحة، غير آبه بتحريف الحقائق، و"هذا مع الأسف يسيء إلى سمعة البلاد في العالم".

وذكر كروباتشيك -وهو رئيس قسم الدراسات العربية والإسلامية في جامعة كارل في براغ- أن الرئيس سبق أن قدم دليلا كاذبا للعالم عام 2002 دون أي ضغوط أثناء زيارته للولايات المتحدة، عندما ربط اجتماعا بين المتهم الأول في أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 محمد عطا والقنصل العراقي محمد الجاني، اتضح لاحقا أنه لا أساس له من الصحة.

وشدد المتحدث على أن زيمان يفتخر باستمرار بحضوره مؤتمرات الحركة الصهيونية التي كرمته بأوسمة رفيعة المستوى، كما هنأته بإعادة انتخابه رئيسا لولاية ثانية.

يشار إلى أن الرئيس الأميركي أعلن يوم 6 ديسمبر/كانون الأول 2017 اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها.

المصدر : الجزيرة

البث المباشر