كخلايا النحل تعمل الفرق الفنية التابعة للهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة الكبرى على تجهيز مخيمات العودة على الحدود الشرقية لمحافظتي رفح وخانيونس منذ أيام، لاستقبال المشاركين في فعاليات المسيرة المقررة غدا الجمعة، والتي تتزامن مع ذكرى يوم الأرض، وذلك على طول الحدود مع أراضينا المحتلة عام 1948.
وتتضمن التجهيزات نصب خيام باسم القرى والمدن التي تم تهجيرها أهلها عام 1948 على بعد 700 متر من الأراضي المحتلة، فيما تم تسوية الطرقات المحيطة بالمخيمات، وتحضير المكان لوجستيا من حيث متطلبات المشاركين كدورات المياه، وشبكات الكهرباء والإنارة، والانترنت اللازم لبث فعاليات المسيرة، وكذلك إقامة السواتر الرملية التي تحمي المواطنين من اعتداءات الاحتلال في حال وقوعها.
وللاطلاع على سير العمل وتفقد التجهيزات اللوجستية، زار وفد قيادي من الهيئة العليا لمسيرة العودة المخيمات التي أقيمت على الحدود الشرقية لمدينتين رفح وخانيونس، حيث شارك فيها ممثلي الفصائل الفلسطينية كافة، وبحضور إعلامي واسع.
ومن المقرر أن تبدأ فعاليات مسيرة العودة الكبرى غدا الجمعة تمام الساعة العاشرة صباحا، بوصول المشاركين بالحافلات المجهزة لنقلهم من كافة أرجاء محافظتي رفح وخانيونس إلى مخيمي العودة، الأول شرقي مطار غزة الدولي المدمر قرب موقع كرم أبو سالم العسكري (الإسرائيلي)، والآخر شرق بلدة خزاعة بخان يونس.
وفي التفاصيل، قال عماد اسليم المتحدث باسم الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة الكبرى إنه جرى تجهيز مخيم العودة شرق بلدة خزاعة مقابل بوابة أبو ريدة العسكرية، بمساحة 10 دونمات، ونصب 25 خيمة، مشيرا إلى أن صلاة الجمعة ستقام في المخيم بحضور واسع من قيادات ووجهاء مدينة خانيونس، وعشرات الآلاف من سكان المحافظة.
وأضاف اسليم في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن الاعتصام السلمي في مخيم العودة سيكون خالٍ من أي أشكال العنف، وسيشمل فقرات فنية تراثية، ومشاركة من لاجئين فلسطينيين عاصروا النكبة، وفاقت أعمارهم الثمانين، ليحدثوا المشاركين على التقاليد والعادات، وعن الأيام التي عاشوها في الأراضي المحتلة عام 1948.
وبيّن أن الهيئة تتوقع مشاركة شعبية واسعة في فعاليات يوم الجمعة، بناءً على التحشيد القائم للمسيرة من قبل الهيئة طيلة الأسابيع الماضية، يضاف إليه الرغبة الجامحة لدى آلاف المواطنين للمشاركة في المسيرات، مشيرا إلى أن الهيئة جهزت خططها لاستقبال المشاركين وتنظيم الفعاليات بشكل يليق بحجم المسيرة ويوم الأرض.
وأكد المتحدث باسم الهيئة أن المخيم الذي أُنشئ شرق خانيونس سيبقى قائما حتى منتصف مايو المقبل، موضحا أن لكل فترة فعاليات تتناسب معها، داعيا المواطنين لاستمرار المشاركة في الفعاليات لإنجاح الفكرة وإيصال الرسالة للعالم.
أما في مدينة رفح، فشاركت بلدية المدينة وجمعية الكشافة في إقامة مخيم العودة مقابل موقع كرم أبو سالم العسكري، بتحضيرات لوجستية، ونصب للخيام، وأعمدة الكهرباء والإنارة، فيما بدأ الوفود الشعبية بزيارة المكان، للتجهيز ليوم غدٍ الجمعة.
وقال أحد القائمين على إنشاء المخيم لـ "الرسالة" إن الهيئة الوطنية العليا المشكلة من كافة الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني تداعت في مدينة رفح للتحضير لفعاليات مسيرة العودة، مضيفا أن المواطنين سيتجمعون في نطاق المخيم المقام شرق المدينة منذ ساعات الصباح الأولى.
وأوضح أن الفرق العاملة في المخيم جهزت أماكن للفرق الطبية والإعلامية، وإدارة المخيم المشكلة من الهيئة، إضافةً إلى تجهيز أعلام فلسطين لتوزيعها على المشاركين، واستحضار مشاهد من التراث الفلسطيني داخل المخيم.
ومن المقرر أن تبدأ يوم الجمعة المقبل فعاليات مسيرة العودة الكبرى في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وسوريا، وذلك وصولا إلى الاقتحام الكامل لحدود فلسطين بذكرى نكبة فلسطين في منتصف مايو المقبل.