قائمة الموقع

مقال: شعب "ملوش" حل

2018-04-02T05:13:33+03:00
thumb (3)
رامي خريس

شعوب الأرض تفتخر برموزها لاسيما تلك التي تظهر من خلال فعل استثنائي في لحظات الثورة والنضال، والشعب الفلسطيني يخلد ذكريات العديد من رموزه سواءً تلك التي لاقت ربها أو الذين لا يزالون ينتظرون.

لكن في كل مرة يفاجئ الفلسطينيون العالم بأن رموزهم وأيقوناتهم يشكلون حالة خاصة، ففي لحظات ترى الجمهور الفلسطيني برمته يشكل في عصرنا هذا رمزاً للنضال والكفاح، هو حسب وصف الكثيرين "شعب ملوش حل".

على مدار سنوات طويلة حمل البندقية فأبدع في الكفاح المسلح، وعندما حان وقت استخدام أداة جديدة من أدوات المقاومة الشعبية كان استثنائياً.

ففي مشاهد جمعة العودة في 30/3 كانت هناك المرأة التي تحمل كفنها على رأسها متمسكة بالعودة إلى بئر السبع، والطفل الصغير الذي لبس كمامته محشوة برأس البصل ذي الأوراق الخضراء ليواجه بها الغاز المسيل للدموع، والشيخ المسن الذي رفع العلم متحدياً به رصاص الاحتلال.

زحف الجماهير بصدورهم العارية لم تردعه رصاصات القناصة التي استهدفت أجساد الشباب الذين لم يشكلوا تهديداً مباشرا في تلك اللحظة على "حياة جنود الاحتلال"، تلك العبارة التي كانت تتردد كثيراً من الناطق بلسان جيش الاحتلال إبان الانتفاضة الأولى، عندم كان يبرر قتل جنوده لأطفال الحجارة في المواجهات في شوارع وأزقة المدن الفلسطينية ومخيماتها.

ومع ذلك استمر إطلاق النار وارتقاء الشهداء إلى العلا وسقوط عدد كبير من الإصابات فالتهديد الذي تشعر به دولة الاحتلال وجيشها حقيقياً هو تهديد الذي يمس مستقبل (الكيان) برمته.

فهنا شعب لا يزال مصراً على استعادة حقوقه والعودة إلى أرضه التي هجر منها بكل الأدوات ومن بينها الزحف الشعبي، زحف الكبار والصغار، وزحف الرجال والنساء، وكل واحد شكل بفعله وسلوكه الاستثنائي على الأرض أيقونة نضالية لم تتكرر.

اخبار ذات صلة