قائد الطوفان قائد الطوفان

الاحتلال يلوح بالخيار العسكري للخروج من مأزق السلمية

ارشيفية
ارشيفية

غزة- شيماء مرزوق

يزداد التخبط الإسرائيلي حول كيفية التعامل مع مسيرات العودة الكبرى التي انطلقت قبل أسبوعين وتمضى بقوة نحو الأسبوع الثالث، حيث باتت المسيرات والفعاليات على الحدود الشرقية لقطاع غزة والتي تفصلها عن الأراضي المحتلة عام 1948، أحداثًا يومية تجبر الاحتلال الإسرائيلي على الاستنفار على مدار الساعة ما يشكل حالة استنزاف له.

وقصفت طائرات الاحتلال (الإسرائيلي)، فجر الاثنين، موقعين للمقاومة شمال قطاع غزة، فيما لم يعلن عن وقوع إصابات.

والمأزق الأهم بالنسبة للاحتلال هو سلمية هذه المسيرات والتي تكبله بقوة وتحيّد ترسانته العسكرية عن الصراع في هذه المرحلة، ما يجعله عاجزًا عن اتخاذ إجراءات وتدابير تنهي هذه المسيرات.

ومع اقتراب الجمعة الثالثة من مسيرات العودة يهدد الاحتلال باستهداف "مواقع ومصالح" لحركة حماس في قطاع غزة في حال استمرار التظاهرات، حيث يحاول الاحتلال بقوة ربط هذه المسيرات بحركة حماس كمحاولة لتبرير مجازره ضد المدنيين العزل، وهي مهمة فشل في تحقيقها حتى الآن.

صحيفة "هآرتس" العبرية أفادت أن جيش الاحتلال لا يمكن أن يقبل بتحويل منطقة السياج إلى معركة استنزاف ساخنة طوال الوقت سواءً فوق الأرض عبر استمرار المسيرات، وتحتها عبر استمرار حفر الأنفاق".

وبحسب الصحيفة "يعتقد الجيش أن حماس تقوم بتسيير التظاهرات في الميدان وستحاول الحفاظ على جذوتها حتى منتصف الشهر القادم، في حين سيخرج عدد الضحايا المرتفع المجتمع الدولي من لا مبالاته والذهاب نحو ممارسة ضغوط سياسية على إسرائيل".

وربما يحاول الاحتلال التقليل من حجم الخسائر البشرية في صفوف المدنيين العزل خشية تدهور الأمور نحو مواجهة واسعة في القطاع، وهي مواجهة لا ترغب فيها حركة حماس خاصة بعدما باتت المقاومة السلمية تحظى بإجماع شعبي كبير، واستطاعت أن تحقق أهداف مهمة حتى الآن أبرزها إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد الدولي، وطرح الثوابت الوطنية بقوة.

في المقابل؛ الاحتلال أيضًا لا يرغب بالمواجهة سواءً بسبب الثمن الباهظ المرتبط بهكذا مواجهة، أو على ضوء التطورات والمؤشرات المتصاعدة على الجبهة الشمالية في سوريا ولبنان والتي تنذر باشتعال فتيل الحرب في أي لحظة.

من ناحية أخرى فان الاحتلال لا يبدو أنه يملك حلاً للازمة القائمة على حدود القطاع سوى الرصاص، فهو من ناحية يرغب في تفريق المتظاهرين ومنعهم من العودة للتظاهر عبر ترهيبهم بالرصاص، ومن ناحية أخرى كلما ازداد حجم الشهداء فان الغضب سيزداد وستتدحرج الأمور نحو مزيد من التصعيد.

الكاتب والمحلل السياسي في هآرتس أوري افنيري قال في مقاله له "قبل أسبوع من حدوث المسيرة سُئلت: كيف سترد الحكومة الإسرائيلية على معركة غير عنيفة؟

أجبت: بالذخيرة الحية، ليس لدى الحكومة الإسرائيلية جواب آخر على المقاومة اللاعنفية، ستحاول تحويل المقاومة اللاعنفية إلى مقاومة عنيفة لأن "العنف له إجابة" !

الانتفاضة الثانية بدأت بمقاومة لا عنفية، فتح الجيش الإسرائيلي النار، فتحولت إلى مقاومة عنيفة."

ربما تلخص هذه الكلمات الرؤية الإسرائيلية للتعامل مع أي حالة مقاومة، لكنها تجد نفسها اليوم أمام حالة جديدة من النضال الفلسطيني لم تختبره من قبل، فبعدما جرب الفلسطيني العمليات المسلحة وخطف الطائرات والقنص والحجارة والمولوتوف والبارود والصواريخ، وضعوا كل هذه الوسائل جانباً وقرروا أن يخضوا النضال السلمي الذي يجعل إسرائيل مكبلة اليدين.

تهديدات الاحتلال باستهداف قادة حماس ومواقعها رأت الحركة بأنها تأتي لتعبر عن أزمة وحالة إرباك لدى الاحتلال خاصة أن جيشه الذي يتمتع بكل الإمكانيات وأساليب الفتك لا يمكنه التعامل مع شعب يتحرك بطريقة سلمية وحضارية وجماهيرية ليعبر عن طموحاته الوطنية".

وقال عضو المكتب السياسي للحركة حسام بدران إن مسيرة العودة ستتواصل وتتصاعد إلى حين بلوغها الذروة يوم 15 مايو المقبل (نكبة فلسطين)، "لنقول لأمريكا والاحتلال والذين يحاولون تشويه صورة النضال الفلسطيني أو عرقلة أي قرار يدين الاحتلال، نحن أصحاب الحق، ولا يمكن أن نتنازل أو نتراجع مهما كانت الأثمان أو التضحيات".

البث المباشر