قائمة الموقع

مقال: مسيرات العودة نحو مجلس ثوري يقود المرحلة

2018-04-10T08:11:22+03:00
صورة
عماد عفانة

منذ الأسبوع الأول لفعاليات مسيرة العودة على حدود قطاع غزة، بدأ يتصاعد غضب وحيرة العدو الغاصب، فحارت وتنوعت تهديداتهم الجوفاء، التي لا تنم إلا عن عجز عبر عنه المجحوم رابين إبان الانتفاضة الأولى 1987 عندما قال "ماذا أستطيع أن افعل مع رجل جاء ليموت"، فلجأ العدو إلى أعوانه الذين يتكلمون بلغتنا ويلبسون لباسنا، ليتبرعوا بعرض الوساطات علها توقف هذا الحراك الممتد، والذي حقق نجاحا باهرا مع جمعة الكاوتشوك رغم الخسائر البشرية الفادحة في صفوف الثوار الجدد.

وتعتبر مسيرات العودة حلا سحريا نجحت في القضاء على ما كان يسمى بصفقة القرن، وسيقضي تماما على كل انزلاقات التطبيع التي بدأت من دول الخليج وتدحرجت إلى دول المغرب العربي.

 هذا فضلا عن نجاحها في وضع القضية الفلسطينية مرة أخرى على الأجندة الدولية، تلك الأجندة التي غابت عنها القضية الفلسطينية لصالح قضايا أخرى من صنع خبراء اشعال الحروب والأزمات في العالم، كحروب اليمن والعراق وسوريا وليبيا والقاعدة وداعش وغيرها.

كما تأتي أهمية توقيت المسيرة لنجاحها في منع الصهاينة من قطف ثمار الحروب والحرائق المشتعلة في المنطقة، وانهاء حلمها في ابتلاع الضفة والقدس ونقل السفارة، كما ان استمرارها سيوقف لا محالة تمددها في المنطقة وكذلك ستوقف الهرولة المخزية من عربان الخليج للتطبيع مع العدو.

غير أن أهم ما في الأمر كما يرى الكثيرون أن الشعب الفلسطيني وبعد نحو 70 سنة من النكبة أعاد اكتشاف أقوى الأسلحة التي لا يستطيع العدو الصهيوني المدجج بأعتى الأسلحة مواجهتها، وهي السلاح الشعبي السلمي، والسير على خطى غاندي في المواجهة السلمية.

غير أن هذا يفرض تحديا بالغ الأهمية أمام القيادات والنخب الفلسطينية، وهي نقل هذا الحراك الشعبي السلمي إلى الساحات الفلسطينية الأخرى كساحة الضفة الغربية والـ 48 فضلا عن ساحات الأردن وسوريا ولبنان.

صحيح أن منبع مسيرات العودة في غزة هو حالة الضيق واليأس الكبير من كافة الخيارات والتجارب الأخرى، غير أن هذا الحراك الشعبي بات يولد أملا حقيقيا بالعودة، وإذا أرادت القيادات الفلسطينية نقل الحراك الشعبي السلمي إلى الساحات الأخرى، فيجب عليها أن تبذل كافة الجهود لنقل هذا الأمل بإمكانية تحقيق العودة إلى هذه الساحات.

يبدوا ان مسيرات العودة تتعلم بسرعة ومن تراكم الخبرات السابقة ما سيمنحها حافزا أكبر لتوسيع هذا النجاح، وتعميمه في الذكرى الـ 70 للنكبة في أيار مايو القادم لإحداث انقلاب في موازين الصراع الذي كان يتحكم في أساليبه ومنذ النكبة الاحتلال بما يملك من قدرات وامكانات.

 لكن ومع بالغ الأسف ومع فرض مسيرات العودة في غزة نفسها على المجتمع الدولي فانعقد مجلس الامن وستنعقد الجامعة العربية، الا انها وكما يبدوا لم تقنع الرئيس عباس حتى الان في وقف وانهاء العقوبات التي يفرضها على غزة، علما ان عباس كان اول المنادين بالمقاومة السلمية، الا انه على ما يبدوا كان نداء كاذبا والغرض منه المزاودة على المقاومة المسلحة، والا لكان عباس اول من دعم مسيرات العودة سياسيا ولكان اعلن عن رفع العقوبات او تخصيص ميزانيات لدعم هذه الفعاليات الا ان ذلك لن يحدث ولا يبدوا انه سيحدث.

ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أوجه نداء لكافة القيادات الوطنية المخلصة لاغتنام عبقرية اللحظة، وتوظيف الفرصة السانحة لاخراج القضية من مأزقها الراهن، وانقاذها من حالة التيه التي تعيشها منذ نكبة سلطة أوسلو عام 1994، وخلق حالة من التوافق على انتفاضة فلسطينية شاملة.

والعمل على تجاوز منظمة التحرير التي شاخت وهرمت لصالح تشكيل جسم شعبي شرعي وممثل، قوامه المؤتمرات الشعبية في الخارج والداخل، التي عليها افراز وتصعيد قيادات وطنية حقيقية ينتخب منهم مجلس ثوري يقود مرحلة العودة والتحرير.

اخبار ذات صلة