قائمة الموقع

رحيل "ياسر" يوجع "بيسان" بعدما أنقذ حياتها!

2018-04-11T10:27:00+03:00
ياسر وبيسان
الرسالة- مها شهوان

قبل أربع سنوات وهب الشهيد المصور "ياسر مرتجي" - 30 عاما- الحياة للطفلة بيسان ضاهر بعدما عثر عليها مصادفة برفقة أحد المسعفين وهما يتفقدان من بقي تحت ركام المنازل في حي الشجاعية بعد المجزرة التي لحقت بسكان الحي خلال أيام العدوان الأخير على غزة.

"في حد هنا" هكذا وقف "ياسر" ينادي قرب ركام منزل عائلة ضاهر، حتى جاء رد "بيسان" "أنا يا عمو (..) طلعنا من هنا"، فجاء رجال الدفاع المدني وفعلوا ما وسعهم حتى خرجت برفقة زوجة أخيها إلى بر الأمان، وبدأت رحلة الحياة بينهما.

"ياسر" الذي خاطر بحياته لينقل قصة "بيسان" إلى العالم، رحل الجمعة الماضية وهو ينقل بكاميرته معاناة اخرى لشعب يقاوم الاحتلال سلميا على الحدود لنيل استقلاله.

منذ إنقاذ بيسان، لم يتركها "الشهيد المصور" وحيدة فهو دائم الاطمئنان عليها ويصحبها إلى الملاهي وأي مكان تريده كما وعدها مذ أن قطعا عهد الإخوة بينهما، لكن اليوم رحيله أوجعها فبمجرد أن علمت برحيله من شقيقها الذي تعيش معه بعد استشهاد والديها، صمتت ولم تتفوه بكلمه سوى أنها بكت وارتدت مريولها الأزرق وحملت حقيبتها إلى المدرسة وفي قلبها غصة.

بعد اليوم لن يدق هاتف "بيسان" كل يوم جمعة ليطمئن عليها الشهيد، ولن يحدد معها أيضا وجهتهم المقبلة عندما يلتقيا أو شكل الدمية الجديدة التي تريد، فرصاصة غادرة من قناصة الاحتلال أعادت لها الوجع مرتين الأولى برحيل والديها، والثانية باستشهاد "ياسر" الذي منحها الأمل والحياة من جديد.

صباح استشهاد "ياسر"، خرجت بيسان إلى مدرستها، وهناك استقبلتها زميلاتها بالسؤال عن صلة القرابة التي تربطها معه، فهن رأين صورتها برفقته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما تحكي "للرسالة".

تقول وهي تتلعثم قليلا غير مستوعبة رحيله:" بالمدرسة صحباتي فكروا "ياسر" اخوي (..) هما بعرفوا اخويا محمد الصحفي الشهيد"، تنظر إلى زوجة شقيقها ثم تعاود القول "استشهاد ياسر ذكرني بأيام الحرب لمن فقدت عيلتي".

وتضيف:" لمن سألوني عن "ياسر" حكتلهم بالمدرسة هو اللي أنقذ حياتي (..) كان دائما يسأل عني بالمدرسة والبنات يتنموا يتصورو معي بكاميرته، كان يضحكني كتير".

وتحكي "بيسان" بنبرة بريئة "أنها ستشتاق لصوت "ياسر" وهو يطمئن عليها ويفاجئها

بزيارة الملاهي وشراء الهدايا والالعاب لها، لكنها ستبقى تزور طفله الصغير "عبد الرحمن" الذي رأته لمرة واحدة ودوما كان يخبرها والده الشهيد عن شقاوته.

الطفلة التي بقيت تحت الأنقاض مدة تسع ساعات حتى جاء "ياسر" لينتشلها وزوجة شقيقها من تحت الأنقاض لاتزال ومن تبقى من عائلتها يدين بالعرفان "للشهيد الياسر" كونه أنقذ حياتهما ووثقها وفضح جرائم العدو الاسرائيلي أمام العالم.

تنفجر "بيسان" فجأة باكية وتقول:" ليش كل حد بحبه يستشهد (..) أهلي وياسر راحوا"، ثم تهدأ زوجة أخيها من روعها قليلا وتنهي حديثها:" راح اجتهد وأكمل دراستي لأكون من المتفوقات وأحصد الدرجات العليا لأدرس الصحافة وأواصل مسيرة أخي الشهيد محمد، ومن أنقذ حياتي "ياسر".

اخبار ذات صلة