في كلمات متتالية ألقاها رئيس السلطة أبو مازن بعد حادثة التفجير بالقرب من موكب رئيس الحكومة ورئيس المخابرات العامة أظهر أبو مازن كما هائلا من الغضب على غزة عبر عنها في عبارات متتالية خرجت عن اللياقة الدبلوماسية عوضا عن الأعراف الوطنية وتحدث مؤخرا بشكل صريح ومباشر بأنه يريد تسليم غزة من الباب للمحراب ومن الألف إلى الياء ومنها الأمن والسلاح فوق الأرض وتحت الأرض، وقال بشكل واضح أنه سيتخذ قرارات مالية "ووطنية" وإدارية تجاه غزة، وأفادت العديد من المصادر أنه بالفعل اتخذ قرارات صعبة تجاه غزة اجلتها قليلا مسيرات العودة في غزة وبعض التدخلات المصرية، وجاءت أزمة تأخر صرف الرواتب لموظفي السلطة في غزة وصرفها في الضفة مؤشرا قويا على بدء أبو مازن تنفيذ العقوبات ضد غزة، فما هي السيناريوهات على المدى القصير لتعامل أبو مازن مع غزة في المرحلة المقبلة على وجه الخصوص والحالة الوطنية عموما؟
السيناريو الأول اصرار أبو مازن على موقفه وفرض مزيد من العقوبات على غزة وإصراره لاحقا على عقد المجلس الوطني في نهاية أبريل دون توافق مع القوى الفلسطينية
اما السيناريو الثاني فهو تراجع أبو مازن نتيجة الضغوط الفصائلية والمصرية والرجوع للحالة التي سبقت التفجير مع بقاء التعثر والمراوحة في مسار المصالحة قائما.
والسيناريو الأخير هو قيام حماس والفصائل في غزة بالتلويح باتخاذ خطوات استراتيجية قد تؤدي لفقدان الجسم السياسي الناتج عن انعقاد المجلس الوطني لشرعيته الوطنية الجامعة مما يضطر أبو مازن للتراجع خطوة للخلف.
يبدو ان السيناريو الأول هو المرجح وسيصاحبه محاولات لانعاش قطاع غزة وانقاذه من الانهيار والانفجار اتجاه الاحتلال خاصة في ظل التفاعل الجماهيري والوطني مع مسيرة العودة الكبرى التي تدخل اسبوعها الثالث.
على الأغلب المرحلة القادمة ستشهد العديد من المتغيرات في ظل حالة السيولة التي تعيشها المنطقة وتبقى كل الاحتمالات مفتوحة.