قائد الطوفان قائد الطوفان

سوق الزاوية يفتح أبوابه لبضائع رمضان

الرسالة نت- فادي الحسني

يقف فتية أمام فوانيس بلاستيكية كان للتو قد عرضها صاحب متجر للألعاب يدعى نافذ مشتهى، في سوق الزاوية وسط مدينة غزة، استعدادا لاستقبال شهر رمضان، معبرين عن اندهاشهم من أسعارها الزهيدة.

وتبدو الفرحة مرسومة على محيا مشتهى الذي تمكن من جلب الفوانيس صينية الصنع لغزة، بعد ثلاث سنوات من احتجازها على المعابر، والذي اضطر في العامين الماضيين لاستيرادها عبر الأنفاق، تلبية لاحتياجات السوق.

وعمدت "إسرائيل" مؤخرا إلى تخفيف الحصار عن قطاع غزة، الأمر الذي يشعر التجار في قطاع غزة بقليل من الارتياح خاصة وأنهم طامعون في تعويض الخسارة التي تكبدوها في سنوات الحصار الأولى.

وقال التاجر مشتهى الذي أصيبت بضاعته نتيجة الاحتجاز بأعطال: "تحملنا أعباء مالية إضافية نتيجة دفع أرضيات للبضاعة المحتجزة، لكننا نأمل بتعويض بعض الخسارة التي تعرضنا لها".

وأشار إلى أن الفوانيس التي جلبها خلال العامين الماضيين عبر الأنفاق كانت ذات تكلفة عالية، على عكس تلك التي ترد عبر المعابر التجارية الواصـلة بين قطــاع غـــزة و"إسرائيل".

وتتقاطر شحنات البضائع الواردة سواء من الأنفاق أو المعابر التجارية إلى أسواق القطاع، لاسيما مع اقتراب شهر رمضان.

وعلى الرغم من تخفيف الحصار جزئيا عن قطاع غزة، إى أن المواطنين لازالوا يعتمدون على البضائع الواردة عبر الأنفاق.

وتثقل معلبات البقوليات والمخللات والتمور كاهل رفوف المتاجر في سوق الزاوية، التي تعتبر من متطلبات الشهر الكريم، لكنها لم تحظ بعد بإقبال المواطنين.

ويقول محمود خضير ويعمل في متجر للألبان: "لم نستكف بجلب البضائع عبر الأنفاق بل عملنا على جلب الألبان والأجبان عبر المعابر أيضا، لكن للأسف حتى اللحظة ليس هناك إقبال حقيقي"، "رغم أن شهر رمضان بات على الأبواب" كما قال.

وأضاف خضير "الأصل أنه في مثل هذه الأيام يزداد طلب المواطنين على متطلبات شهر رمضان.. لكن الأوضاع المادية المتردية لا تزال تقف حائلا دون تلبية احتياجات الناس".

وساهم فتح المعابر جزئيا في توفير المواد الخام اللازمة لتعبئة المخللات وتوزيعها، كما يقول شهم أبو حميد صاحب متجر للمخللات والتمور.

وأوضح أبو حميد في العقد الرابع من العمر أنه وفر متطلبات الشهر الكريم، لكن إقبال المواطنين عليها لا يزال محدوداً، معبرا عن أمله أن تسهم رواتب الموظفين في تحريك عجلة السوق.

ويضع الاحتلال عشرات السلع على القائمة السوداء ويمنع دخولها، الأمر الذي أثار سخط المواطنين المحاصرين.

ويقول د. محمد مقداد أستاذ الاقتصاد بالجامعة الإسلامية :"إن قطاع غزة وبعد حصار استمرار لأربع سنوات، لا يحتمل مزيدا من قوائم المنع"، مشيرا إلى أن غزة بحاجة لاستيراد ما تشاء بالطريقة التي تشاء ووقتما تشاء.

وعبر عن رفضه لوجود قائمة منع للبضائع، معتبرا أن وضع الاحتلال للقائمة السوداء أمرا يمثل إدارة جديدة للحصار وليس تخفيفا له.

 

البث المباشر