قائمة الموقع

مقال: مقاومة بلا استئذان

2018-04-16T04:51:22+03:00
رامي خريس
رامي خريس

تتميز مسيرات العودة، كشكل كفاحي جديد، بالمشاركة الشعبية الواسعة في الفعل واتخاذ القرار، فلا يلزمك كفلسطيني الاستئذان من أحد أو انتظار قرار من جهة عليا لتقف أمام السلك الفاصل على الحدود الشرقية لقطاع غزة، تتحدى قوة المحتل وجبروته وترفع صوتك عالياً بأنك لم ولن تنسى حقك المسلوب في مدينتك أو قريتك التي هُجر منها آباؤك وأجدادك.

ولربما تلك هي نقطة القوة التي فاجأت المراقبين من حجم المشاركة وزخمها، فقد شعر كل فلسطيني في قطاع غزة أن هذا المشروع هو مشروعه، فقط قرر أن تخرج ويمكنك حينها المشاركة في فعاليات مخيمات العودة حتى لو وقوفاً مرابطاً في الخيام، أو أن تشعل إطاراً في جمعة الكاوتشوك، أو ترفع علماً أو أن تصنع لأولادك طائرة ورقية عليها صورة الشهيد الصحفي ياسر مرتجى.

كل ما تفعله هو في النهاية ما تمثله خياراتك، أنت لست مضطراً لأن تنتمي لأي تنظيم أو فصيل حتى تستطيع النضال ضد الاحتلال.

هامش العمل في مسيرات العودة واسع في إطار المحددات الجامعة للحدث، هي مسيرات شعبية، "سلمية"، وفي هذه الإطار أنت سيد نفسك والقرار قرارك.

لكن هناك من تقاربت أفكارهم وإمكاناتهم، فطوروا نشاطهم المقاوم في الإطار نفسه فشكلوا وحدات "الكاوشوك"، "الطائرات الورقية"، وغيرها من تشكيلات الشبان المشاركين في الفعاليات، فزادتها قوة على الأرض.

تحتاج ثورة العودة الشعبية التي انطلقت في 30 مارس آذار كمحطة أولى وصولاً إلى 15 مايو إلى ترك هامش الحركة واسعاً أمام الفاعلين الحقيقيين في الميدان، فحافز المشاركة الكبير أن الفلسطينيين يقاومون بلا استئذان.

اخبار ذات صلة