قائمة الموقع

مقال: ترمب وبشار إرهابيان

2018-04-16T04:59:03+03:00
مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

شهد فجر السبت الماضي هجوما ثلاثيا بقيادة أمريكا وعضوية بريطانيا وفرنسا على بعض المواقع السورية ردا على استخدام نظام الاسد لغاز السيرين في هجومه على دوما ما أدى إلى استشهاد العشرات من السوريين، الهجوم الذي وصف بإرهاب الدولة على المدنيين باستخدام مواد محرمة دوليا.

أطلقت عشرات الصواريخ الذكية والموجهة تجاه مواقع محددة يعتقد أنها تشكل مخازن للمواد المحرمة دوليا، واللافت للنظر أن الهجوم جاء بعد حرب كلامية وتهديدات من قبل ترمب لسوريا وكشف أهدافه في ضرب أماكن بعينها وصًاحب الحرب الكلامية تحريك لقطع بحرية ضخمة تجاه المتوسط وتحرك حاملات طائرات للدول الثلاث وقابل ذلك تهديدات روسيا بالتصدي لأي هجوم تتعرض له سوريا بعد فشل مجلس الأمن باتخاذ أي قرار ضد سوريا او لصالح سوريا بفعل الفيتو الأمريكي والروسي في كلا الاتجاهين.

هجوم بهذه القوة وبعد عدة أيام من التهديدات المتبادلة لم يحظ كثيرا من الاهتمام ولم يؤد إلى أي رد من روسيا في مواجهة الهجوم الثلاثي الأمر الذي يضع علامات استفهام أمام هذا الهجوم ويجعل المراقب يستنتج أن الهجوم استعراضي، وأن الأهداف التي قصفت أهدافا وهمية أو خالية، وأن اتفاقا أمريكيا روسيا حال دون أن تستهدف أماكن حساسة أو يؤدي إلى تدمير مواقع لتخزين ما أسمته أمريكا وتحالفها مواد محرمة دولية.

التفاهم الروسي الأمريكي نعتقد أنه قد حدث بين الجانبين لسببين مهمين الأول: أن تهديدات ترمب بضرب أهداف حساسة في سوريا كان يمكن أن يؤدي إلى مواجهة عسكرية بين أمريكا وروسيا تبدأ على الأرض السورية وقد تنتهي بحرب عالمية بين الدولتين الأمر الذي دفع الإدارة الامريكية إلى التفاهم مع روسيا على تنفيذ ضربة عسكرية لأهداف وهمية وغير حقيقية أو تحوي أي من المواد التي تدعي أمريكا أنها محرمة دوليا مقابل وقوف روسيا على الحياد وعدم اعتراض الهجوم حتى لا تبدو التهديدات الامريكية مجرد تهديدات كلامية مما يحفظ ماء وجه ترمب والإدارة الامريكية حتى لا تفقد هيبتها العالمية.

والسبب الثاني: أن أمريكا وروسيا ليس في واردهما الاشتباك أو المواجهة العسكرية بقدر الحفاظ على مصالحهما في المنطقة والعالم، لأن المواجهة بين البلدين ستكون مدمرة، ولذلك توصل الطرفان بشكل سري وبعيدا عن الإعلام لتجنيب كليهما مواجهة غير محسوبة العواقب وسيخرج الطرفان منهزما من أي مواجهة قد تحدث على الأرض السورية وتمتد لتدمير الدولتين ومن يتحالف معهما.

وهذا يعطي دليلا واضحا أن الذي يحكم العالم هو المصلحة، وعليه فإن المصلحة لأمريكا وروسيا هو البقاء في سوريا بالطريقة التقاسمية التي عليها الآن وأن مقتل مئات الآلاف من السوريين أمرا لا يستحق أن ينشب صراع بين دولتين كبيرتين طالما أن مصالحهما لم تتضرر، وأن ما يجري من جرائم بحق الشعب السوري على أيدي النظام وحلفاء النظام والمتقاتلين بالوكالة وحلفائهما ما لم تمس مصالحهما بشكل مباشر أو تتضرر هيبتهما فهو أمر لازال مقبولا ومرحبا به.

أمريكا تتحدث عن إرهاب بشار الأسد وكأن أمريكا اكتشفت هذا الإرهاب بما حدث في الأسبوع الماضي، علما أن بشار لو استمع لمنطق العقل لحافظ على شعبه ومقدرات دولته ووحدتها، ولكن الدكتاتوريون هذه هي طبيعتهم حتى لو أدى الأمر الى أن يبقى دكتاتورا ولو على نفسه المهم أنا ومن بعدي الطوفان.

أمريكا التي تتحدث عن الإرهاب وتصنف الدول وفق مفهومها للإرهاب علما أنها أكبر دولة إرهابية، ليس الأمر هو مجرد كلام ودون دليل وفقط سأُذكر بما قامت به أمريكا من قصف لمدرسة قرآنية في افغانستان ما أدى إلى استشهاد ما يزيد عن مئة وعشرين من الأطفال ومدرسيهم ثم تخرج علينا أمريكا وتصف الحادث بالخطأ، أمريكا التي تملك كل القوة وكل الامكانيات والتي لا تجعلها تخطئ تدعي خطأ في تحديد الهدف، جريمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، هذه الجريمة لم نسمع كثيرا من الانتقاد أو الشجب أو الاستنكار أو التهديد بالرد، واليمن وما تقوم به أمريكا من قصف يؤدي الى مقتل العشرات بل المئات من المواطنين بهدف استهداف شخص او مجموعة اشخاص بالمفهوم الأمريكي إرهابيون.

اخبار ذات صلة