قائمة الموقع

المسعف عفانة.. نزع الخوف من قلبه وأنقذ 30 مواطناً

2018-04-18T14:55:31+03:00
غزة-لميس الهمص

على بعد أمتار من السلك الحدودي شمال القطاع كانت عيناه تراقب الأحداث، حيث المهمة التي بدأت باكراً بسبب زخات الرصاص الحي التي استهدفت كل من يحاول الاقتراب.

على حدود غزة وبأماكن المواجهات التي تقع كل جمعة كان عماد عفانة يمضي يومه متنقلاً بين خطوط التماس والمستشفى لنقل الإصابات غير آبه بالمخاطر من حوله.

داخل طاقم الإسعاف والطوارئ في مستشفى كمال عدوان يعمل في مهنة المخاطر ولم يتقاعس لحظة عن أداء واجبه كضابط إسعاف منذ 13 عاماً.

في كل استهداف للقطاع يتنقل عفانة ما بين الحياة والموت، فالدقيقة بالنسبة له كفيلة بإنقاذ روح، تمام الثامنة صباحا كانت أولى الإصابات التي حملها في المنطقة الشرقية شمال قطاع غزة في الجمعة الأولى لمسيرة العودة.

مرور الساعات كان كفيلا بزيادة العنف من الاحتلال، فكل من يتحرك هو هدف بالنسبة للقناصة المتمرسين على الجانب الآخر من السلك العازل.

مع حلول الساعة 12 ظهراً، كانت المهمة الأصعب، حينما رفع المسعف يديه حسبما وثقت عدسات الكاميرات، وتقدم بحذر لإنقاذ عدد من المواطنين باتوا تحت عين القناصة، زاد التوتر والخطر بعد إطلاق النار على سيدتين حاولتا ذات المحاولة مستعينين بحمالة الإسعاف، إلا أن زخات الرصاص لاحقتهما وأصبحتا ضمن المحتجزين في المكان.

الحديث عن إصابات في المكان دفع عفانة للتصرف منفردا وسريعا والسير برفقة الحمالة واثنين من زملائه للوصول للمكان الملاصق للسلك الفاصل.

يقول عفانة: "رغم الخوف الذي تملكنا خاصة في ظل استهداف زملاء لنا في اعتداءات سابقة، وكثافة النيران كذلك إلا أن هدف انقاذ المصابين هو ما حركنا وزميلي في الدفاع المدني والهلال الأحمر سريعاً للمكان".

ويضيف: "فكرت أن أي مصاب من الممكن أن يفارق الحياة مع مضي الوقت بسبب النزيف لذا لم يكن هناك مجال للتنسيق مع أي من الأطراف".

ويوقن المسعف وزملاؤه أن الاحتلال لا يحترم أي مواثيق، وأن مهمتهم محفوفة بالمخاطر، إلا أن وجود كاميرات في المكان ساهمت في طمأنتهم بأن أي جريمة للاحتلال ستكون موثقة، وبالتالي لن يقدم عليها.

تفاجأ المسعف بعدد المحتجزين الذي بلغ أكثر من عشرين بينهم أطفال لم يقووا على الحركة من شدة الهلع بسبب إطلاق النار المباشر عليهم ما دفعه لحملهم على الأكتاف والسير بهم حتى الوصول لبر الأمان.

انقاذ المحتجزين وإن كانت الحادثة الأبرز والأشهر بسبب توثيق الكاميرات لها إلا أن العديد من الحوادث مرت بالمسعف عفانة الذي يعمل في مهنة الإسعاف منذ العام 2005.

ويشير إلى أن إصابات الجمعة الأولى كانت أكثر بينما شهدت الجمعة الثانية الكثير من قنابل الغاز المسيل للدموع.

تلك القنابل لم تستثن رجال الإسعاف الذين تعرضوا للعديد منها، حيث وثقت كاميرا "الرسالة" اختراق إحداها سيارة إسعاف بعد أن كسرت الزجاج، فيما تعرض مسعفون للإصابة بالرصاص الحي، حيث وثق عفانة استخدام الاحتلال للقنابل المتفجرة في منطقة الفخذ والتي تتسبب بتهتك العظم.

وبحسب عفانة فإن تدخل المسعفين في اللحظات الأولى ساهم في إنقاذ عشرات الإصابات في الفخذ الذي يحوي شريانا رئيسيا يؤدي نزف الدم منه للوفاة.

قلة الإمكانات وضعفها دفع رجال الإسعاف لعمل فرق ميدانية في المناطق الشرقية بسبب قلة سيارات الإسعاف البالغة 10 فقط على طول قطاع غزة.

"الكل في دائرة الاستهداف من الاحتلال" عبارة يؤمن بها عفانة إلا أن ذلك لن يثنيه عن متابعة عمله الذي يعد رسالة سامية وواجبا تجاه المصابين، إلا أنه تمنى تعاون الجميع معهم خلال أيام الجمع القادمة بتقليل التجمهر أمام سيارات الإسعاف وفي داخلها لأن الدقيقة فارقة في حياة المسعف.


30710120_10156432814842722_6873063909830426624_n

المسعف على الحدود

اخبار ذات صلة