قائمة الموقع

مقال: كي الوعي من قبل الفلسطيني للاحتلال أنجع

2018-04-19T05:35:11+03:00
صورة
مصطفى الصواف

يوم الأسير الفلسطيني، ذكرى استشهاد القادة الرنتيسي والوزير، استمرار فعاليات العودة وما أحدثته من قلق على الاحتلال دفع أعوانه يتحركون من أجل إنقاذه من الخوف والقلق ووقف حالة الاستنزاف التي يتعرض لها على عدة مستويات والتي كان آخرها إحراق مساحات شاسعة من الأراضي في فلسطين المحتلة نتيجة إشعال النيران فيها عبر استخدام الطائرات الورقية.

الأسرى داخل المعتقلات الصهيونية يكابدون من جرائم الاحتلال وكيده لهم سواء في التنغيص عليهم في معيشتهم بكل أشكال التضييق سواء بالاقتحامات والاعتداءات ومصادرة حاجاتهم أو في العلاج الذي يقدم لهم والذي لا يشكل أدنى ما يحتاجه المريض وكل الأمراض لدى عيادات المعتقلات أكامول وماء، عذاب شديد في رحلة الذهاب إلى المحاكم أو الانتقال من المعتقل الى آخر من تعذيب والتقييد العنيف المدمي واللاإنساني، أما عن الزيارات فحدث ولا حرج المزاجية في السماح والمنع للمعتقلين وذويهم ناهيك عن لحظات اللقاء والتي تكون عن بعد عبر حوائط الزجاج والحديث مع ذويهم عبر الهاتف، أيضًا ما يتعرض له ذوي الأسرى من معاناة في السفر الطويل والانتظار الأطول وسفالات قوات الاحتلال والتفتيش المذل والذي يصل حد التعرية لذوي الأسرى، وصاحب هذا اليوم الفعاليات والخطابات التي تؤكد على مركزية قضية الأسرى وأن قضيتهم على سلم أولويات القوى والشعب الفلسطيني.

وممن تحدث في موضوع الأسرى ما قاله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن حماس لديها الاستعداد للدخول في حوار غير مباشر لتحقيق صفقة أسرى مشرفة مع الاحتلال الصهيوني لهذا الشعب والأسرى، لأن هذا العدو لن يفرج عن هؤلاء الأسرى الأبطال هكذا بمحض إرادته بل لن يكون ذلك إلا رغمًا عنه وبالوسائل التي تجبره للاستجابة للمطالب والإفراج عن الأسرى.

نعم طريق القوة هو الطريق الوحيد الذي يسلكه الاحتلال مرغمًا من أجل الإفراج عن الأسرى وذلك من خلال عملية تبادل كما حدث في صفقة وفاء الأحرار، ونرجو الله أن يوفق المقاومة وحماس في تحقيق صفقة تبادل جديدة تجبره على الإفراج عن الأسرى وخاصة أصحاب المحكوميات العالية ونرجو أن يكون قريبًا.

أما القادة الشهداء الرنتيسي والوزير والذي تتوافق ذكرى استشهادهما مع يوم الأسير الفلسطيني، فهي ذكرى تستوجب استخلاص العبر كون جرائم الاحتلال التي طالت الشهداء مستمرة وأن استهداف القادة سياسة لازالت قائمة، فكلا الشهيدين على سبيل المثال تم اغتيالهما لكونهما قادة يحركوا الفلسطينيين نحو تحقيق أهدافهم في التحرير والعودة، والتحرير والعودة لن يكون عبر الاستجداء أو التفاوض مع المحتل، بل عبر المقاومة أقصر الطرق لتحقيق الأهداف لذلك تم اغتيالهما كل بطريقته، ولكن العدو الصهيوني والذي يظن أن الاغتيال سيكون رادعًا للشعب الفلسطيني وخاصة اغتيال القادة يمكن أن يقنع الفلسطينيين أن يقبلوا بالعيش في ذل ومهانة لأن نهاية الداعين للتحرير والمقاومة هي الموت وأن الفلسطيني ضعيف والضعيف عليه أن يستسلم لا أن يقاوم ولكن ما جرى ويجري يؤكد بطلان نظرية الاحتلال وأن عنفوان الشعب الفلسطيني يزداد وإصراره يكبر وتحديه مستمر.

الشهداء القادة زرعوا البذرة وها هي تكبر وتنمو يومًا بعد يوم والشعب الفلسطيني يعلم أنه يقع تحت احتلال مجرم؛ ولكنه لن يدوم فهو إلى زوال، وهذا يجرنا إلى الحديث عن مسيرات العودة والتي حققت عديدًا من أهدافها وهذا الحراك اعاد للقضية الحيوية والصدارة وشاغلت الاحتلال لدرجة القلق والخوف وبات الاحتلال يركض خلف المطبلين والمنقذين ويقدم الإغراءات ويستعرض القوة ؛ ولكن الفلسطيني حتى اللحظة لا يزال يؤكد على الاستمرار حتى تحقيق الأهداف وأن الضغوط والإغراءات والتهديدات على قوى الشعب الفلسطيني لن تجدي نفعًا لأن القرار قرار شعبي خالص.

مسيرات العودة مستمرة وهذا ما قرره الشعب الفلسطيني بقواه الحية وهو لا يلتفت إلى المثبطين والمحبطين والطابور الخامس الذي يحاول شق العصا من خلال ضرب الأسافين بين الشعب والقوى الفلسطينية، كون الشعب الفلسطيني يدرك أنه اليوم يتقدم ومن خلفه قوى المقاومة، وأن عمليات كي الوعي لم تجدِ نفعًا وهو يمارس كيًا للوعي من نوع آخر ضد الاحتلال ومستوطنيه وعلى ما يبدو أنه بدأ بتحقيق بعض ما يسعى إليه.

اخبار ذات صلة