يصر رئيس السلطة محمود عباس على إبقاء حالة الضبابية فيما يتعلق بقضية رواتب موظفي السلطة المتأخرة منذ أسبوعين في ظل تضارب التصريحات بشأنها واستنكاف وزارة المالية عن الرد حتى على نقابة الموظفين.
نقيب الموظفين العمومين عارف أبو جراد أكد أنه لا جديد بخصوص رواتب الموظفين سوى تصريح القيادي عباس زكي بأن هناك خللا فنيا، مشيرا إلى أنهم كنقابة غير مقتنعين بتأخير الرواتب على الإطلاق ولماذا الخلل يتعلق بغزة وحدها.
ولفت إلى أن وزارة المالية ترفض التواصل مع أيا من الجهات، موضحا أن قيادات فتح في غزة ليس لديها أي معلومات سوى التسويف وإبر البنج.
ويرى مراقبون أن التكتم بشأن الرواتب هو جزء من المعركة التي يقودها رئيس السلطة ضد قطاع غزة بهدف إخضاعها، "الرسالة" رصدت 6 أسباب تدفع أبو مازن لعدم الإعلان عن مصير الرواتب حتى اللحظة:
- يحرص رئيس السلطة من خلال استخدام ورقة الرواتب البقاء في المشهد وكأنه الرقم الأهم والصعب ومن يملك وحده زمام الأمور في قطاع غزة والضفة الغربية، لذا يلجأ لاستخدام أدوات وصلت لكسر العظم.
- يخشى من رد الفعل الأوروبي الرافض في أكثر من تصريح سابق استخدام الرواتب كورقة ضغط، خاصة وأنها أكبر الممولين لها، كما يخشى من حلول الوسطاء الأوربيين البدلية.
- يسعى من خلال الحالة الضبابية وعدم قطع شعرة معاوية الإبقاء على ولاء أبناء فتح في غزة في ظل الانقسامات التي تعانيها الحركة، خاصة وان الرواتب تعد الورقة الأخيرة التي تجمع الكثير من أبناء التنظيم.
- ربما يحاول تعويم القضية حتى انتهاء مهلة الـ60 يوما التي منحها للوسيط المصري لإقناع حركة حماس على تسليم القطاع من الألف للياء وهو ما يفسر اللقاء المصري بحماس في القطاع وخروج وفد من الحركة أول أمس.
- يحاول رئيس السلطة اللعب والإبقاء على الوقت الضائع واستثماره والضغط من خلاله للحظات الأخيرة على حركة فتح وضمان تفعيل القرار القاضي بعدم المشاركة في مسيرات العودة خشية نجاحها وانتقالها للضفة الغربية.
- المماطلة تستهدف الاحتلال الذي لن يقبل بالانهيار الكامل في القطاع في ظل مسيرات العودة التي تؤرقه على الحدود خشية من انفجار الوضع باتجاهه، وكانت الصحفية دانا فايس مراسلة القناة 12 العبرية قد قالت قبل تأخر صرف الرواتب إن وزير هيئة الشؤون المدنية في السلطة حسين الشيخ أبلغ وزير المالية الإسرائيلي موشيه كحلون أن السلطة ستتوقف عن دفع رواتب موظفيها بغزة ابتداء من شهر إبريل المقبل.
وأوضحت أن كحلون ردّ على الشيخ، بالقول: "إن إسرائيل لن توافق أن تنفجر الخلافات الداخلية بين فتح وحماس في وجه "إسرائيل" وحذر من اتخاذ خطوات أحادية تؤدي لانفجار"، على حد قولها.