مقال: قراءة في اغتيال العالم الشاب فادي البطش

إبراهيم المدهون
إبراهيم المدهون

إبراهيم المدهون

منذ سماعي لخبر اغتيال د. فادي البطش الشاب الهادئ التقي الذي لا يسمع به أحد ولم يتميز إلا بجده وعلمه وبحثه وأنا في صدمة، سألت ماذا تريد إسرائيل منا؟ لماذا كل هذا الجبروت والطغيان واللامبالاة؟ لماذا يَقتلون فادي بهذه البساطة ويلاحقون الشباب في أقاصي البلاد وفي كل العالم دون حسيب او رقيب؟! ماذا فعل لهم فادي ليقتلوه بهذه الوحشية؟

وأين العالم وحقوقه ومواثيقه ماذا لو قتل إسرائيلي في أي مدينة عالمية؟! ما ردة فعلهم؟! هل يُحرّم على الفلسطيني مجرد أن يعيش ويبدع يتميز ويصبح حلما ومفكرا بأي من العلوم؟! بالفعل نحن شعب نعاني الكثير لكن أكثر ما نعانيه هذا الظلم المتراكم وهذا الخذلان المتواصل، رحمك الله يا فادي، وآسفون أنك ولدت عربيا وفلسطينيا فلم نستطع حمايتك ومنعهم من قتلك بهذه السهولة

يعتبر اغتيال العالم الشاب فادي البطش عربدة إسرائيلية رعناء، وهروبا من مواجهة الحقائق والوقائع واستجلاب بعض البطولات المزيفة، ففادي شخص مدني يعيش حياة طبيعية له أسرة وأبناء يعيش دون مواربة يذهب لعمله ودراسته ومسجده ويصلي الفجر يوميا في جماعة، وليس عسكريا أو له أي نشاط عسكري معروف، بل مرهف الحس يتألم لوقوع الضحايا وتأثر كثيرا باستشهاد الصحفي ياسر مرتجى، لهذا لا مبرر لقتل فادي إلا الحسد الإسرائيلي والشر المتوحش أمام نبوغه وتفوقه في ميادين العلم والاختراع والاكتشافات، والاحتلال معني في تجفيف العقول الفلسطينية وملاحقتها.

فلم يعلن أن فادي منتمي لأي فصيل عسكري أو له أي نشاط، ولم يزر غزة منذ ست سنوات وأكثر، ولم نسمع بنشاطه العسكري إلا من خلال البروبغندا الإسرائيلية لتشويه الحقائق والقفز عن الوقائع وإظهار بطولات مزيفة لجهاز مجرم قاتل يمارس البلطجة في الدول من غير حسيب ولا رقيب، معتمد على شرعية الغاب وحماية أمريكا للمجرمين من الملاحقة. إلا أن هذه الجريمة لن تمر مرور الكرام، وسيدفع الاحتلال الثمن عاجلا او اجلا، وأكبر رد عليها بتنمية العقول وبالاهتمام بالعلماء الشباب والمتميزين وتوفير الحماية لهم والرعاية الكاملة، ولهذا لن تنقل المقاومة الرد لخارج فلسطين ولن تنجر لهذه البلطجة.

البث المباشر