للشاعر م.بسام المناصرة
"رئيس مجلس إدارة مركز أبعاد الثقافي للإحياء والتجديد"
الليل على رفِّ المعركة المسلولة
موتٌ أحمر يتبعثر بين شوارعها !
الليل بطعم البارود المصبوب - على أرقٍ –
فوق وسائدنا
وكطعم "السادة" في بيت عزاءٍ مهجورٍ
وبرائحة الميِّت حين يعدُّ على أطراف أصابعه
بضعة أيَّامٍ منذ الموتْ !
الليل العاصف فصل مأساويٌّ
في مسرح كوميديا
يتقن فنَّ السخرية الفتَّاكة بالنوع الآخرْ!
الليل سبيل الغربان إلى جثثٍ ما زالت تُرزق
تنتظر الآن كرامات الدفن على جبل الدنيا،
وكمين الغول المنصوب على أضرحة الأحياء الحيرى!
الليل جثامين بناياتٍ ملقاةٍ فوق حواريها,
فالجدران تذوب على جرف الاستهتار الممتدْ،
تتعرَّى من وقفتها،
ومساكن لم تُعرف من غبش القهر هويتها بعدْ !
في الليل لصوصٌ مارقةٌ
تغتال سكون النوم
وتسلب أضواء الحلم
وتختطف الورد العربيَّ
وتنهب لقمة عيش المحتضرينْ!
في الليل كأنَّ الأرض المأزومة
لم تحمل شيئاً
غير متاهاتٍ تؤوي أفخاخ الخوفْ !
والليل بُعيد الخامسة المحسوبة
من دقَّات سبات الشمس ككابوسٍ جبريٍّ !
في الليل الغامض لا شيء
يجول على أنقاض الذعر المنثور
سوى الرمضاء المدميَّة
فالليل ممرٌّ تأباه مضاجع "غزَّة!"
الليل "بغزّة " فيتامينٌ.
أوروبا وبلاد النعناع الناعم يفتقرون إليه؛
لتكتمل الجينات لديهم،
وكذلك "غزَّة" تفتقد الوجه الآخر لليلْ !