أكدّ مسؤول الإعلام المركزي في حركة "حماس" بالخارج رأفت مرة، أن رئيس السلطة محمود عباس رفض عدة وساطات عربية من أجل تأجيل انعقاد المجلس الوطني، وليست فقط مبادرة رئيس المجلس النيابي في لبنان نبيه بري.

وقال مرة في حديث لـ"الرسالة": "إن الرئيس برّي تقدم بمبادرة مدعومة من الدولة اللبنانية التي كانت جاهزة في أي وقت لاستضافة الوطني، "لكن عباس وفريقه رفضوا ذلك، وفوجئت الفصائل بشروط جديدة تكشف عن العقلية العفنة التي تسيطر على هذا التيار".

وأضاف مرة أن تيار عباس تسيطر عليه سياسة الاستحواذ والاحتكار والهيمنة والتفرد، ولا تريد حوارًا مع أحد، مفندًا أكاذيب بعض قيادات فتح التي نفت تقدم الرئيس بري بمبادرة لاستضافة الوطني.

لقاءات القاهرة هدفت لوضع المصريين أمام إفشال عباس للمصالحة

وقال مرة إن هذه التصريحات تدلل على الكذب والافتراء، فالرئيس بري قدم جهدا كبيرا لإتمام المصالحة وازالة نقاط الخلاف بين حماس وفتح التي بادرت بفرض شروط جديدة.

وشددّ على أن انعقاد الوطني لا يمثل الاجماع الفلسطيني، وانما يعبر الا عن مصلحة عباس وفريقه.

وأضاف مرة أنّ هذا الاجتماع لا يملك مواجهة المخاطر المحدقة بالقضية، مشيرا إلى أنه يضرّ بمنظمة التحرير والاجماع الوطني الفلسطيني.

وذكر أن هذا المجلس يهدف لترتيب وضع فريق السلطة وحماية مصالحه في ضوء الفشل الذريع الذي مني به مشروع عباس في المفاوضات، ولا يحمل في طياته أي أهداف وطنية.

وكشف أنه يجرى التواصل مع العديد من القوى والفصائل الفلسطينية لعقد الفعاليات بالتزامن مع موعد انعقاد المجلس، لا سيما وأن هناك شريحة كبيرة جدا معترضة لانعقاد المجلس.

وأوضح أن الفعاليات ستعقد في بيروت وغزة ودول اوروبية وعربية، وحيث أمكن ان تعقد في مناطق التواجد الفلسطيني، رفضا لانعقاد المجلس.

 لقاءات مصر

وحول زيارة وفد حماس الأخير للقاهرة، أكدّ أن هدف اللقاءات وضع الجانب المصري في ضوء الدور الذي يقوم به عباس وفريقه لإفشال المصالحة، والبحث عن حلول حقيقية للأزمات الفلسطينية في غزة، مضيفًا: "الجولة هذه تشبه سابقاتها من حيث وضع المصريين مجددا امام مسؤولياتهم امام الطرف الآخر، لا سيما وأن مصر هي الضامن لتفاهمات القاهرة"، مؤكدً أن رفض عباس لإتمام المصالحة يصعب أي جهود ترمي لإنهاء الانقسام.

وردًا على سؤال حول جواب حماس على رسالة عباس التي حملها للوسيط، أجاب: "لغة فرض الشروط الجديدة والمتجددة والهرب إلى الامام من خلال التذاكي هي مسألة فاشلة وساقطة، وندرك جميعا دور عباس في افشال المصالحة، ومصر مطلعة على هذه الاجواء".

وذكر أن موقف حماس واضح ويتمثل "في رفضها للغة الشروط ولا وضع برامج جديدة للمصالحة، وانما تنفيذ ما اتفق عليه سابقا".

حديث عباس عن انتظاره لجواب من حماس "تذاكي" فاشل

وأكدّ أن قنوات التواصل قائمة بشكل دائم مع المصريين، من أجل البحث عن حلول حقيقية للازمات التي يعيشها سكان غزة والقضايا الفلسطينية الجوهرية.

وذكر ان المدخل للمصالحة هو كسر الحصار وتعزيز التفاهم الفلسطيني وكل القضايا المترتبة، "لا فرض الأمر الواقع والعقوبات والتهديدات على غزة".

وطالب مرة حركة فتح بالعودة للاتفاقيات الموقعة بينهما، "فعباس يتذرع بقضايا سيادية هو يتنازل عنها كاملة للاحتلال، ويخلق أكاذيب واوهاما للتنصل من التزاماته في المصالحة"، مؤكدا ان سياسة فرض العقوبات تعبر عن عقلية حاقدة وهمجية.

وزار وفد من "حماس" القاهرة برئاسة نائب رئيس الحركة صالح العاروري، حيث وصفت الحركة اللقاء بالإيجابي.

 اغتيال البطش

وتعليقا على عملية الاغتيال التي استهدفت الشاب فادي البطش، أكدّ أن صفات الشهيد وقدراته العملية المتميزة تدلل بشكل قاطع عن دور الموساد في اغتياله.

وأكدّ أن حركته تترك مسألة التحقيق للسلطات الماليزية لمعرفة الجناة والمتورطين المباشرين في العملية.

وذكر أن هذه المحاولات لن تفلح في كسر ارادة المقاومة، التي ستواصل طريقها في مواجهة الاحتلال حتى كنسه من الاراضي المحتلة.

وتعرض الشهيد البطش لعملية اغتيال، فجر السبت، في العاصمة الماليزية، فيما قالت السلطات إن الجناة عليهم ملامح قوقازية، واعلنت عن توقيف بعض المشتبهين في الحادثة.

وأظهر موقع الجريمة، تعرض الشهيد البطش إلى نحو 14 رصاصة خلال مغادرته المنزل متوجها إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، في غومباك أحد ضواحي العاصمة كوالالمبور.

وأعلن قائد شرطة العاصمة الماليزية، فتح "تحقيق معمق" في واقعة الاغتيال، وقال "نحقق من جميع الزوايا، يجب أن نجري تحقيقاً دقيقاً ومعمقاً، إنّها قضية دولية"، وأوضح أنّه سيتم تسليم جثمان البطش إلى عائلته بعد انتهاء التشريح.