قائمة الموقع

السباحة... ضربات متسارعة للعوم فوق الماء

2010-08-03T14:29:00+03:00

غزة - محمد أبو قمر – الرسالة نت

يتشبث طارق في قارب صغير "حسكة" وضعه مدربو السباحة في عرض البحر، وتحلق حوله المتدربون الجدد ممسكين بقارب النجاة كما يرونه، ويأبون إفلاته خوفا من الانغماس في مياه البحر وتذوق طعمها "العسل" كما يحب أن يصفه المدرب.

يقف المدرب "أبو شعيب" فوق القارب طالبا من المتدربين أن يطلقوا سيقانهم بضربات قوية فوق الماء تتطاير بفعلها القطرات في المكان، فيما يرقب المدرب "أبو زاهر" وهو عائم فوق الماء حركاتهم، وينهر كل من يحاول أن يأخذ قسطا من الراحة، وصوته يعلو " شد.. شد ، قول يا رب".

تلك أولى خطوات تدريب السباحة التي يتبعها المدربون في نادي الدولفين للألعاب المائية.

ففي الساعة السادسة صباحا يجتمع المتدربون على شاطئ البحر ويبدءون بتمارين اللياقة البدنية لبعض الوقت لتفادي أن حدوث "ستيف" لديهم، ومن ثم ينطلقون في "اللنش" إلى عمق المياه.

عند نقطة معينة يترك المتدربون اللنش ويستعينون "بالحسكات" إيذانا بانطلاق التمرين.

وتشهد تمارين السباحة الأولى مواقف مختلفة بين المضحكة والصعبة بالنسبة للمتدربين الذين يشعرون بالإرهاق سريعا، فيما يرفض المدربون أي "حجة" كما يعتقدون لمنحهم قسطا من الراحة.

فبينما كان "محمد" يضرب بقدميه فوق المياه فإذا به يشعر بدوار في رأسه وغثيان وتقلص قدرته على الاستمرار في التمرين شيئا فشيئا، ومن ثم يتقيأ في المياه.

وفي الوقت الذي كان يرجو المتدرب أن يصعد على ظهر "الحسكة" للاستراحة، يفضل المدرب أن يبقى في المياه الدافئة في الصباح بدلا من أن يتعرض للهواء البارد أعلى القارب ويزداد وضعه سوءا.

وتتطور مهارات المتدربين مع مرور الوقت، حيث يقطعون مسافة من السباحة في عرض البحر لوحدهم مستعينين بعوامة "مطرة" في البداية، ومن ثم يستغنوا عنها.

ويقول نصر الداية "أبو زاهر" مدرب نادي الدولفين للرياضة المائية أن أعمار المشاركين في دورات السباحة متفاوتة بدءا من خمس سنوات وصولا إلى الخمسينات من العمر.

وتتزايد أعداد المشاركين دون العشرين عاما، حسبما يقول الداية الذي يؤكد أن كثيرا يرغبون في الانضمام لدورات السباحة ، لكن المقابل المادي يحول دون مشاركة بعضهم.

ويؤكد الداية أن بعض المشاركين يتقنون السباحة من دورة واحدة، وآخرون يحتاجون أكثر من دورة، وكل ذلك يعود الى اللياقة البدنية التي يتمتع بها المشاركون.

وقد انتزع الداية مؤخرا اللقب الأول في بطولة السباحة التي نظمها الاتحاد الفلسطيني للسباحة والرياضات المائية لمسافة خمسة كيلو مترات، تمهيدا لمشاركته في بطولة المسافات الطويلة " عشرة كيلو" التي ستعقد في مسقط نهاية العام الجاري.   

وفي السياق ذاته سيشارك السباح إياد شمعة من نادي نماء الرياضي في ذات البطولة للمسافات الطويلة للسباحين دون السابعة عشر عاما.

وأظهر تقرير صدر عن إدارة العمليات في الدفاع المدني التابع لوزارة الداخلية في غزة  إلى أن فرق الإنقاذ البحري المنتشرة على شاطئ قطاع غزة أنقذت الأسبوع الماضي (285) حالة غرق في محافظات قطاع غزة، ولم يبلغ عن حالات وفاة.

 في حين تشير إحصائية لنفس الجهة إلى وفاة 3 مواطنين غرقا منذ بداية الموسم وإنقاذ 970 حالة.

وعكفت المساجد في السنوات الأخيرة على تنظيم دورات سباحة، ينطلقون إليها عقب صلاة الفجر.

ومع ازدياد الإقبال على السباحة تبقى مقولة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل" يقتدى بها.

اخبار ذات صلة